لا تظن ولو مجرد الظن إنك على صواب في كل الأحوال. ولا تجزم بأن ما تراه صحيحا ما لم تسمع الكلمة من مصدرها وتشاهد الحدث بعينك… هذا هو العرف السليم في الحكم على المجريات من حولك حتى في بيتك وبيئة عملك.
الغريب هنا ان الساحة السياسية شهدت تقلبات وتغييرات قد تسفر عن حقيقتها الأيام ونحن نبقى متابعين ونترقب ما سيحدث ويهمنا في كل الأحوال أن تتحسن الأوضاع من «لا تنمية» إلى تنمية تبدأ بمواردنا البشرية وحسن استغلال الموارد الأخرى عبر تنصيب قيادات تدرك ان التغيير قادم.
الشاهد إن التنمية البشرية وحسن استغلالها في ظل التجاذب السياسي بين الأقطاب وأطراف اللعبة السياسية يختلف شكلا ومضمونا بعد تغير لغة الخطاب السياسي لدى البعض ودخول أطراف إلى محور التحول السياسي المتوقع.
صحيح اننا نتابع ما ينشر في مواقع التواصل الإجتماعي، لكن ليس كل ما نقرأه صحيحا ومنقولا بشفافية وفق اطار أخلاقي، لكن يبقى كما يقال «لا يوجد دخان من غير نار».
قد يكون الحل أو الإبطال أو التغيير المتوقع حلا آنيا، وإن حصل على نمط ما سبق فإنه لا يعالج إطلاقا طريقة الأداء، سواء على مستوى السلطة التنفيذية أو التشريعية.
إن قلنا نحن نبحث عن الأصلح للبلاد والعباد، فنحن هنا وبغض النظر عن تأويل البعض قد ذكرنا رؤية السواد الأعظم، وهو حق نتمنى من المولى عز شأنه أن يتحقق في القريب العاجل.
لا يعنينا من سيبقى في المعادلة ومن سيخرج ومن سيدخل حتى وإن كان بعد غياب طويل، المهم أن نستشف النفس الإصلاحي لننعم بمستقبل أفضل.
لقد آلمنا صراع الأجنحة، وفشلنا في بلوغ التنمية الحقيقية لأسباب ليست بمجهولة ويعلمها الصغير قبل الكبير.
وعندما تتحدث كفرد عن الإصلاح، فأنت مطالب بالتخلي وبرغبة منك عن أية مؤثرات جانبية كانت السبب في تراجع الأداء سياسيا، اجتماعيا، إعلاميا وتنمويا ناهيك عن سوء الخدمات.
المراد إن ما شهدته الأيام القليلة الماضية يندرج تحت وصف «عنق الزجاجة» وهو ما قد ينسف كل تراكمات الأعوام الماضية.
الحاصل إن الإصلاح يبدأ من تغيير سياسي وقيادي شامل يبعد الصراعات القائمة عن المشهد ويأتي برجالات دولة من طراز خاص ونحن كشعب بحاجة ماسة إلى تغيير جذري في طريقة الاختيار لنفسح المجال للأصلح صاحب الحس الوطني ومن يحق له تمثيلنا تحت قبة البرلمان.
لننتظر ونحاول الربط بين الأحداث الأخيرة التي شهدت تغيرا واضحا في لغة الخطاب والمواقف وظهور أسماء كانت بعيدة عن المعترك السياسي. و«يا خبر بفلوس… بكره ببلاش»، والله المستعان.