الخليج 
لم تطأ قدماي أرض هذا البلد الكريم، ولكن كان لي شرف أن جالست ولازمت وصادقت في مجلس والدي ـ أطال الله في عمره ـ صفوة من أهله أمراء، وقادة.. إعلاميين وفنانين أخص منهم بالذكر آل (الصباح، الرفاعي، البهبهاني، النجدي) فلهم مني كل الاحترام والتقدير.
الكويت دولة آمنت وأيقنت بأن التعليم هو أساس إحداث أية نقلة أو تنمية مستقبلية، فكانت قبلتها في ذلك أرض المحروسة. ونشأت وتنامت الديبلوماسية الشعبية بين الشعبيين الشقيقين بداية من العلم الذى عاد ونشره طلابها الوافدون للجامعات المصرية، ومرورا بالحياة الثقافية التي حرص نادي الأدب الكويتي منذ بداياته على تقويتها من خلال ندواته التي استضافت العديد من الكتاب والمثقفين والساسة المصريين. وتوالت عمق العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية أو حتى العسكرية والتي كان آخرها حرب تحرير الكويت.
وتأتي الزيارة الثانية لرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت الحبيب لتجدد حاضر ومستقبل هذه العلاقات الاستراتيجية والروابط التاريخية بين البلدين. ولعلنا نذكر هنا مقولة حضرة صاحب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «إن مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبدا».
لقاء القمة الذي يجمع زعيمين: قائدا يدرك ويعي جيدا حجم المخاطر والتهديدات التي تمر بها المنطقة بأسرها، وأميرا محنكا يقود دفة وطنه بكل اقتدار وحنكة.. حاكما يعشق شعبه ولا يتوانى في تحقيق كل ما من شأنه رفعة ومجد بلاده العزيز.
لنرسل من خلال هذه السطور عدة رسائل، رسالة حب واعتزاز لشعب الكويت الشقيق، رسالة إلى مستثمريها واقتصادييها بالفرص الاستثمارية والمشروعات المتاحة في بلدهم الثاني مصر، لا سيما ونحن على موعد مع الأسبوع الكويتي العاشر في مصر والمزمع عقده في نوفمبر من العام الحالي.
لنرسل رسالة إلى فنانيها ومثقفيها بضرورة استمرار التلاحم والترابط وزيادة الأعمال الفنية المشتركة. وعلى ذكر الفن لا يفوتني أن أتذكر مسلسل «خالتي قماشه» شاهدا على روعة ورقي وقدم الفن الكويتي. كما نرى أيضا التواصل والكوميديا بين الكويت والقاهرة في حلقات مسلسل «درب الزلق».
فسلام من النيل الخالد لأرض الكويت الحبيبة.
