أكد عميد السلك الديبلوماسي سفير دولة الكويت لدى البحرين الشيخ عزام الصباح على أهمية القمم الثلاث التي عقدت في المملكة العربية السعودية للخروج بتحالف دولي صلب لمحاربة الإرهاب والتطرف.
واعتبر في حوار مع صحيفة الوطن البحرينية أن اختيار الرياض لعقد القمم الأميركية والسعوية والخليجية والعربية يعكس الأهمية الاستراتيجية للسعودية وقدرتها على تحقيق التوزان في الشرق الأوسط، لافتا لوجود أجندات تستهدف نشر التطرف في منطقة الخليج لضمان عدم استقرار المنطقة… وهنا التفاصيل:
] هل تغيرت العلاقات الخليجية الأميركية بتغيير إدارة البيت الأبيض؟
ـ بدى واضحا حرص إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، بدليل اختياره المملكة العربية السعودية في أول زيارة رسمية خارج الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يعكس مكانة المملكة العربية السعودية وما تمثله من عمق استراتجي لدول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، كما يؤكد قدرتها على تحقيق التوازن في الخليج والمنطقة العربية.
] ما أهمية القمة المرتقبة في الرياض؟
ـ تحتضن الرياض قمة أمريكية سعودية وأخرى أميركية خليجية، إضافة إلى قمة تجمع الرئيس الأميركي وقادة المنطقة العربية والإسلامية، وتشكل هذه القمم تجمع تاريخي يؤسس لإئتلاف وتحالف دولي مبني على أسس صلبة لمحاربة الإرهاب والتطرف.
] هل تغير خطاب الرئيس الأميركي بعد فوزه بمقعد البيت الأبيض يعد مصدر قلق لدول الخليج؟
ـ من الطبيعي أن يتغيير الخطاب الانتخابي بعد الفوز بالرئاسة، وهذا هو لب السياسة الواقعية للأميركان في المنطقة، واعتقد أن بداية الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت موفقة باختياره المملكة العربية السعودية مهبط الوحي كأول محطة ثم زيارته لإسرائيل فالفاتيكان، مايعني أنه سيزور دول تمثل الديانات السماوية الثلاث في محاولة لتصحيح النظرة إلى الديانات والعالم الإسلامي تحديدا.
] كيف يمكن لدول الخليج مواجهة التحديات المتزايدة؟
ـ التحديات التي تواجهها دول الخليج العربي ليست وليدة اليوم فهي قديمة وتتجد بين الحين والآخر، وما يطمئن هو الترابط والتلاحم الخليجي الذي يكفل تخطي أي تحديات والتغلب عليها، ولنا في ما مرت به منطقة الخليج من أحداث جسام شاهد ودليل على قدرة دول المجلس على تخطيها ومن ذلك الحرب العراقية الإيرانية وغزو واحتلال الكويت وغيرها من أحداث تجاوزنها بمزيد من التلاحم والتكاتف ، فدول الخليج اليوم هي من يقود العمل الإقليمي والعربي في المنطقة بكل اقتدار.
] ما تأثير التطرف الذي تعاني منه المنطقة على دول الخليج؟
ـ أهل الخليج أهل تسامح ومحبة وتعايش مشترك والأفكار المتطرفة هي دخيلة على مجتماعاتنا، وتخدم بعض الأجندات التي لاتريد الاستقرار للمنطقة.
] هل سيؤثر تغيير الإدارة الأميركية على العلاقات الخليجية الإيرانية؟
ـ حرصت الإدارات الأميركية المتعاقبة على ما اسمته بناء نظام أمني إقليمي خليجي يشترك فيه المثلث المتشاطئ على الخليج العربي المكون من دول الخليج والعراق وإيران،واستراتيجيا لايمكن الحديث عن الأمن والاستقرار في المنطقة ما لم يكن نوع من التفاهم والحوار بين أضلاع هذا المثلث.
] هل يمكن إقامة حوار بين دول الخليج وإيران؟
ـ كلف قادة دول مجلس التعاون الخليج أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد بالتواصل مع الجانب الإيراني لفتح حوار، وتم إرسال رسالة في هذا الصدد ورد الإيراينين عليها واطلع قادة دول مجلس التعاون على فحوى الرد الإيراني.
] ما أبرز ما تضمنته زيارة روحاني للكويت؟
ـ أكد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمنتهى الوضوح والصراحة لدى لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني في زيارته مؤخرا للكويت أن دول الخليج تريد السلام والتنمية للجميع، وأن نجاح أي حوار يستدعي توفير أجواء إيجابية وبيئة صحية وأن يكون الحوار مبني على قواعد القانون الدولي ويأتي على رأس ذلك كله حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون دول الخيلج وتعزيز المواطنة. وكل هذه الأمور ليست بدعة في أسس وقواعد تنظم العلاقات الطبيعية الإيجابية مع دولة قريبة جغرافيا يجمعنا بها الإسلام، ولاشك أن هذا التفاهم سيعود بالنفع ويخدم التنمية والازدهار في إيران قبل دول الخليج.
] هل وجود وسيط بين إيران والخليج يساعد على تقريب وجهات النظر؟
ـ أهل مكة أدرى بشعابها ونأمل خيرا في نتائج الانتخابات الإيرانية ونتطلع أن تواصل الإدارة الجديدة نهج الهدوء والحوار.
] هل سيؤثر انخفاض أسعار النفط على التنمية الخليجية؟
ـ اعتقد أن تراجع أسعار النفط ينبغي أن يحفز دول المنطقة على التفكير في البدائل، وتنويع الاقتصاد خاصة في ظل وجود طاقات بشرية مميزة في دولنا، وخير مثال على ذلك المملكة العربية السعودية التي قطعت شوطا كبير في تعزيز القاعدة الصناعية.
] هل ستتأثر المنحة الكويتية للبحرين بتراجع النفط؟
ـ دعم الكويت للملكة عبر برنامج التنمية الخليجي مستمر، وهذا واجب نلتزم به تجاه أهلنا ولن نتأخر في تقديم أي مساندة اقتصادية.
] هل ترون أن ملف التكامل الخليجي في تقدم؟
ـ قطعت دول مجلس التعاون الخليجي أشواطا في مسيرتها وهي مستمرة في تعزيز تلك المسيرة ، وهو ما تعكسسه المخراجات الصادرة عن القمم الخليجية والتي كان آخرها القمة السابعة والثلاثين المنعقدة في المنامة والتي خرجت بنتائج ملموسة وأديرت باقتدار من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وفي رأيي أن الترابط والوحدة الخليجية أمر مستقر منذ زمن يتجسد في أمور كثيرة وفي القرارات المشتركة والروح الخليجية الواحدة.
] كيف ترى العلاقات الاقتصادية بين المملكة والشقيقة الكويت؟
ـ هناك حرص كويتي بحريني على تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين، عبر التوجه لزيادة حجم الاستثمارات التي تعود بالنفع على الجانبين، وهناك فرص استثمارية واعدة في مملكة البحرين يحرص الجانب الكويتي على المشاركة فيها وهو ما يعود بالنفع على الجانبين.
] ما سر تواجدكم الدائم في الفعاليات الوطنية وترددكم المستمر على المجالس البحرينية؟
ـ للبحرين وأهلها مكانة كبيرة في قلب كل كويتي، وأنا أشعر بعيدا عن كوني سفيرا أمثل دولتي أنني بين أهلي وأبناء عمومتي الذين غمروني بالمودة والمحبة.
] تداولت بعض وسائل التواصل صور مؤخرا لزيارتكم لأحد المجالس وأثير حولها الكثير من الكلام؟ فما هي ملابسات هذه الزيارة؟
ـ من منطلق المحبة التي أكنها للبحرينين أحرص على التواجد في كل المواقع والمناسبات، وألبي كل الدعوات التي توجه لي، بصرف النظر عن أي انتمائات، ومن ذلك الدعوة السنوية التي يوجهها لي مجلس بيت السكران لحضور حفل عشاء بمناسبة احتفال ليلة النصف من شعبان «الناصفة» ولبيت الدعوة أسوة ببقية الدعوات التي توجه لي من أهلي وأخواني في البحرين في المناسبات الاجتماعية هذا كل ما في الأمر إلا أن هناك من يحاول إخراج الأمور من سياقها الصحيح، وليس لي أي شأن فيمن له مآرب آخرى.