• نوفمبر 24, 2024 - 9:56 مساءً

مجلس التعاون الخليجي .. 36 عامًا من الوحدة والإنجازات

في الذكرى الـ36 لتأسيس مجلس التعاون الخليجي، تمر المنطقة العربية عموما، والخليجية خصوصا، بتحديات أمنية وظروف صعبة، ما يجعل دول الخليج تأخذ على عاتقها التصدي لحل الأزمات بالمنطقة.
وعبر مسيرة العقود الثلاثة الماضية بدا جليا حرص دول مجلس التعاون الخليجي على التمسك بالوحدة الخليجية، والعمل تحت مظلة التعاون الخليجي، خصوصا أن العوامل المشتركة كثيرة؛ كالدين، واللغة، والعادات، والأهداف، ووحدة المصير، ما جعله تكتلا متميزا بالمقارنة مع التكتلات العالمية الأخرى.
دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات خلال مسيرة المجلس في العقود الثلاثة الماضية، رغم التحديات التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وقبل 36 عاما أعلن عن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك خلال اجتماع قادة دول الخليج الست (السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، عُمان) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال يومي (25-26) مايو 1981.
حيث أُطلق على ذلك الاجتماع «قمة التأسيس»، تم خلاله التوقيع على النظام الأساسي للمجلس، الذي هدف إلى تحقيق التعاون بين دول الخليج الست، وتنمية علاقاتها، وتحقيق التنسيق، والتكامل، والترابط، والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني خلال حفل الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في مقرها الدائم في العاصمة السعودية الرياض أن: «هذه المناسبة العظيمة فرصة لاستذكار تاريخ مسيرة خيرة مباركة، قادها القادة المؤسسون نحو الرفعة والعزة والمنعة، وسطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة، أروع معاني التضامن والتكاتف حماية للأوطان، ودفاعا عن السيادة والاستقلال، وتطلعا إلى المستقبل المشرق للشعوب».
وأعرب الزياني عن فخره واعتزازه بما حققته مسيرة العمل الخليجي المشترك، من انجازات بارزة، قال إنها: «رسخت الترابط والتكامل بين دول المجلس، وعززت مكانة مجلس التعاون على الساحة الدولية، بفضل من الله، وحكمة قادة دول المجلس الكرام».
وأكد الأمين العام في كلمته عزم وتصميم قادة دول مجلس التعاون على أن يبقى المجلس واحة أمن واستقرار ورخاء وازدهار، منوها إلى أن: «مجلس التعاون ورغم التحديات والصراعات الدامية التي تحيط به، تمكن من مواجهة مختلف التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهو يقف اليوم شامخا بإنجازاته ونجاحاته ومكانته الاقليمية والدولية».
كما أوضح الدكتور عبداللطيف الزياني أن: «مجلس التعاون يتطلع إلى القيام بدوره كاملا، في الحفاظ على مكتسبات وانجازات ومصالح دوله ومواطنيه، وحماية أمنهم واستقرارهم، والعمل مع المجتمع الدولي والدول الصديقة والحليفة في مكافحة الارهاب وتنظيماته المتطرفة، وإعادة الاستقرار والسلم إلى منطقة الشرق الأوسط الحيوية».
كما أعرب الزياني عن بالغ الشكر والامتنان للجهود المباركة والدور الفاعل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتعزيز الجهود وتوحيد الطاقات، حفاظا على أمن المنطقة واستقرارها، مؤكدا أن القمم التي استضافتها المملكة أخيرا دليلا بارزا على سلامة النهج الذي اختطته المملكة ودول المجلس، لمواجهة التحديات الأمنية ومهددات استقرار المنطقة.
وبدوره أشاد المجلس الوطني الاتحادي الاماراتي بدور مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفاعل في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وقدرته على التعامل الإيجابي مع التحديات وتحقيق إنجازات مشهودة إضافة إلى تأسيس علاقات وثيقة مع مختلف دول العالم.
وأضاف المجلس في بيان له بمناسبة الذكرى الـ 36 لقيام مجلس التعاون أن هذه الذكرى المجيدة تأتي وسط تطورات وظروف إقليمية تفرض تحديات غير مسبوقة تجتاح المنطقة.
وقال إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحتقل اليوم بالذكرى الـ 36 لقيام المجلس الذي رأى النور في العاصمة الإماراتية أبوظبي في الـ 25 من مايو1981 م.
وذلك بعد أن تلاقت إرادات قادة دول مجلس التعاون لتحقيق حلم سكن مخيلة أبنائها منذ زمن طويل من خلال إصدار قرارهم التاريخي بالإعلان عن تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأشار إلى أن مجلس التعاون أثبت كعهده قدرته الفاعلة على التعامل الإيجابي مع المستجد من هذه التحديات وتخطي العديد من المخاطر والصعاب وتحقيق إنجازات بارزة ومشهودة والتأسيس لعلاقات وثيقة مع مختلف دول العالم.
وذكر أن ذلك كله تجسد على أرض الواقع في التحالف العربي وعاصفة الحزم الحاسمة وما تبعها من عملية إعادة الأمل بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة من أجل عودة الأمن والاستقرار ونصرة الشرعية الدستورية ومؤسساتها في اليمن الشقيق.
وأيضا مواجهة المخاطر والتهديدات وتكاتف دول مجلس التعاون وجهودها المشتركة لمكافحة التطرف والإرهاب وفي حفظ أمن واستقرار المنطقة وردع كل من يضمر الشر لها ووضع حد لكل الأجندات الإقليمية الطامعة فيها.
وقال المجلس الوطني الاتحادي إنه في هذه الذكرى الغالية على قلب كل مواطن خليجي نستذكر جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الذي دعا إلى فكرة مجلس التعاون.
وساهم في وضع أهدافه مع إخوانه قادة الدول الخليجية «رحمهم الله» الذين أرسوا قواعد متينة قوامها رؤى ثاقبة وإرادة صلبة وعزيمة صادقة فجاءت ثمرات عطائهم وبذلهم وإخلاصهم هذا الصرح العربي الخليجي الشامخ الذي يجسد أسمى آيات التكاتف والترابط بين أبناء دول المجلس أجيالا تلو الأجيال.

دوافع التأسيس
سيطرت على تأسيس مجلس التعاون عدة دوافع وأسباب؛ أهمها التحديات التي تواجهها المنطقة العربية منذ فترة السبعينات، فضلا عن توفر بيئة مناسبة ومشابهة للدول الست كانت تحفزها على التكامل، والتعاون، والتنسيق فيما بينها بالمجالات المختلفة.
كما أنه وعلى الرغم من تأكيد دول المجلس أن أمن الخليج يضمنه أبناؤه، فقد ميزت هذه الدول بين أمن دول الخليج العربية والأمن الإيراني، ما نتج عنه وقوفها إلى جانب العراق في حربه ضد إيران خلال عقد ثمانينات القرن الماضي، كما أكدت دول المجلس أن الأمن الخليجي هو جزء من الأمن القومي العربي، وليس منفصلا عنه كما حاولت إيران أن تروج لذلك.
ومع ذلك لم تُشِر ديباجة النظام الأساسي لمجلس التعاون – الذي وقَّعه قادة الدول الست في 25 مايو 1981 ـ إلى البُعد الأمني، وإنما أشارت إلى عوامل قيام المجلس بالقول: «إدراكا منها لما يربط بينها من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة، أساسها العقيدة الإسلامية، وإيمانا بالمصير المشترك، ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبة في تحقيق التنسيق والتكامل فيما بينها، بما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية، واستكمالا لما بدأته من جهود في مختلف المجالات الحيوية التي تهم شعوبها، وتحقق طموحاتها نحو مستقبل أفضل، وصولا إلى وحدة هدفها، وتماشيا مع ميثاق جامعة الدول العربية الداعي إلى تحقيق تقارب أوثق وروابط أقوى، وتوجيها لجهودها إلى ما فيه دعم وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وافقت فيما بينها على إنشاء هذا المجلس»، وفي هذا الإطار حدد النظام الأساسي أهداف مجلس التعاون الأساسية فيما يأتي:
ـ تحقيق التنسيق، والتكامل، والترابط، بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولا إلى وحدتها.
ـ تعميق وتوثيق الروابط، والصلات، وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
ـ وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين، بما في ذلك الشؤون الاقتصادية والمالية، والشؤون التجارية والجمارك والمواصلات، والشؤون التعليمية والثقافية، والشؤون الاجتماعية والصحية، والشؤون الإعلامية والسياحية، والشؤون التشريعية والإدارية.
ـ دفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة، والتعدين، والزراعة، والثروات المائية، والحيوانية، وإنشاء مراكز بحوث علمية، وإقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص.

النتائج
أبرز النتائج التي حققتها دول الخليج بدأت تبرز ميدانيا في كل من اليمن وسورية، إذ اتخذت السعودية ـ برفقة دول مجلس التعاون ـ قرارا جريئا بشن عملية ضد مليشيا الحوثيين في اليمن، أسمتها «عاصفة الحزم»، وأتبعتها بعملية أخرى أطلقت عليها «إعادة الأمل»، وتتضمن شقا سياسيا لإعادة الشرعية اليمنية إلى مفاصل الدولة المتهالكة.
أما في سورية فلا بد من التطرق إلى آخر ما اعترف به زعيم مليشيا حزب الله، حسن نصر الله، في وقت سابق، بقوله: «انتهى الخلاف السعودي القطري التركي، والكل الآن في المعركة ضدنا»، معلنا ما أسماه «التعبئة العامة».
ويرى مراقبون أن دول الخليج ـ إلى جانب تركيا ـ تقوم بدور مهم غير معلن في سوريا في الفترة الأخيرة، وأطلق البعض عليها «عاصفة حزم في سورية»، وظهرت نتائجها بعد بدء الضربات ضد الحوثيين في اليمن، وتزامن معها تقدم لفصائل المعارضة السورية في مواقع محورية مهمة، ومنها معارك القلمون، وجسر الشغور.
وفي خضم ذلك تواصل دول الخليج التعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق، وأعلنت مرارا أنها قامت بعمليات قصف ضد مواقع التنظيم للحد من وجوده.
ومع هذه النتائج بدأ يبرز الجانب الأمني من تشكيل مجلس التعاون الخليجي، الذي لم يكن واضحا بداية تشكيله قبل 36 عاما، فيرى مراقبون أن هذا التشكيل كان يجهز لهذه اللحظات الحاسمة من مرحلة الضعف والتدهور في المنطقة العربية، وأهمها التمدد الإيراني في المنطقة.

Read Previous

صاحب السمو هنأ المواطنين والمقيمين بالشهر الفضيل

Read Next

وزير الداخلية: المؤسسة الأمنية ستظل دائمًا على العهد 

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x