• نوفمبر 23, 2024 - 7:48 صباحًا

قمم الرياض!

في قمة عربية إسلامية تاريخية، ألقى الرئيس ترمب كلمة، ولم تكن كلمة تقليدية، ففي بدايتها، دشن رسميا عودة التحالف الاستراتيجي بين المملكة وأميركا، وكان لافتا أنه بعدما تحدث عن انطباعاته بعد زيارة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، واطلع على تاريخ العلاقة بين البلدين، خاطب الملك سلمان بالقول: «لو كان والدكم حاضرا اليوم لكان فخورا بكم»، في إشارة إلى الجهد الكبير، الذي قام به الملك سلمان لإعادة العلاقات التاريخية بين البلدين إلى سابق عهدها، وكان ترمب قد توقف طويلا، أمام صورة كبيرة للرئيس الأميركي التاريخي، فرانكلين روزفلت مع مؤسس هذه البلاد، وغني عن القول إن روزفلت يعتبر واحد من أعظم ثلاثة رؤساء عبر التاريخ السياسي لأميركا، ومن حسن حظ المملكة أن حلفها التاريخي مع أمريكا تم في عهد هذا الرئيس الاستثنائي.
يتفق المؤرخون في أميركا على أن أفضل ثلاثة رؤساء في تاريخ أمريكا هم جورج واشنطن، وابراهام لينكولن، وفرانكلين روزفلت، ويتميز روزفلت عن الاثنين الآخرين، أنه الرئيس الوحيد في التاريخ الأميركي، الذي فاز بأربع فترات رئاسية، وحكم لمدة 13 عاما، تخللتها الحرب الكونية الثانية، وبالتالي فتحالف أميركا مع المملكة في عهده له دلالات كبيرة، يدركها الساسة الأميركيون، ومما تجدر الإشارة إليه أن كل سياسي أميركي يترشح للرئاسة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وسواء كان ديموقراطيا أو جمهوريا، يحاول أن يشير للرئيس روزفلت، ويوحي للناخبين بأنه سيحاول أن يقتفي أثره، ومن هنا ندرك سبب أهمية المملكة بالنسبة للولايات المتحدة، بالنسبة لكل الرؤساء الذين جاؤوا بعد روزفلت، بدءا من هاري ترومان، ونهاية بترمب، مرورا بأيزنهاور وكينيدي ونيكسون وفورد وكارتر وريجان وبوش الأب والابن وكلينتون، باستثناء الرئيس اليساري أوباما، الذي خرج عن هذا السياق التاريخي للعلاقات، ثم صحح ترمب هذه العثرة.
ترمب في خطابه لقادة العالم الإسلامي تحدث عن الاعتدال، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وأعلن تحالفا أميركيا إسلاميا لمكافحة هذا العدو المشترك، وأشاد بجهود بعض الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب، وذكر المملكة ومصر والأمارات تحديدا، وكان لافتا أنه تجاهل دولا بعينها، نعرف كلنا أنها رأس الحربة في دعم التطرف والإرهاب، وهي الدول التي عاشت ربيعا موهوما في عهد أوباما، الداعم الرئيس للإسلام السياسي الحركي والثورات العربية، التي أحرقت الأخضر واليابس، ومن الواضح أننا أمام تحالفات جديدة، تعيد الأمور لنصابها، في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة دوما، وتكبح جماح بعض الطامحين، فقد أشار ترمب إلى خطر إيران، وتوسعها، ودعمها لحركات التطرف في المنطقة، وجدية أميركا في مواجهتها بمعاونة حلفائها، والخلاصة هي أن عهدا جديدا من التحالفات بدأ، وصفحة قاتمة أغلقت، وهذا هو ما نأمله وننشده!.

Read Previous

النجم العُماني سلطان الطوقي: أعتز بالفترة التي قضيتها في الكويت

Read Next

مضامين كبيرة ومعان تتجاوز الكلمات

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x