لا شيء تصدرالمشهد العام في المنطقة العربية في شهر رمضان المبارك مثلما تصدرته الأزمة الخليجية التي شهدتها الأيام الفائتة وما حوته من احداث تسارعت وتيرتها حتى اصبحت حديث الساعة. أن ما آلت إليه الأمور في الأونة الأخيرة اوصلنا إلى حقيقة لايمكن تغييبها وهي أن الأمن الوطني لبعض دول المنطقة اصبح على المحك ويتطلب وقفة جادة تعيد معها الأمور إلى نصابها الصحيح، وليس هنالك شيء فاعل غير الحوار الذي يعد الأداة السحريه لحسم الخلافات، وقد بدأ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمد جسور الحوارات بين الأشقاء، فالجلوس على طاولة الحوار هو وحده من سيعبر بالبيت الخليجي إلى بر الأمان ويجنبه تصعيدا لا يحمد عقباه، واليوم تعول الحكومات والشعوب الخليجيه كثيرا على الدبلوماسية الكويتية بقيادة أمير الديبلوماسية والإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، فلا أحد يتمنى التصعيد والدخول في انفاق مظلمة لا يعرف إلى طريق ستقود البيت الخليجي، لذلك نأمل من الجانب القطري ابداء المزيد من التعاون حتى تنتهي هذه الأزمة الغير اعتيادية في البيت الخليجي، فدول مجلس التعاون يجب ان تعمل وفق نهج واضح يضمن تحقيق المصلحة العامة لكل دول المجلس، والمصير الواحد المشترك بين دول المجلس يحتم العمل بهذه الآلية، وذلك التنسيق المتمثل في التغريد ضمن سرب واحد وعدم الخروج عن هذا السرب والتغريد بعيدا بما يؤثر سلبا على البقية، صحيح ان لكل دولة سيادتها وسياستها الخارجية، ولكن عندما تنعكس بعض السياسات وتترك اضرارا هنا وهناك، وفي منظومة كمجلس التعاون لم تعتد على عدم الإستقرار والأمان، فهنا يدق ناقوس الخطر.