من منطلق الحرص الشديد على «بيتنا الخليجي»، كما وصفه بحق صاحب السمو الأمير، في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، جاء تركيز الكلمة هذا العام على ضرورة رأب الصدع الخليجي، ودعوة سموه إلى توحيد الصف وتجاوز الخلاف، عبر الحوار والتواصل، من أجل الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها، وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها المتميزة ويهدد أمنها وسلامتها.
ولا شك أن ذلك أمر طبيعي ويتسق تماما مع كون صاحب السمو الأمير، هو أحد الذين شاركوا في بناء هذا الكيان الوحدوي الخليجي منذ 36 عاما ، والذي سبق أن أكد أنه يعز عليه رؤية مجلس التعاون يتعرض لأي اهتزاز، وأنه لا يبالي بأي تعب أو مشقة نتيجة لجهوده المتواصلة ومساعيه المخلصة، الهادفة إلى إعادة اللحمة بين دول المجلس، وتذويب أي خلافات بينها، بل وتعميق هذا التعاون، وتوسيع أطره ومجالاته أكثر فأكثر.
وبالقدر نفسه فقد كان لافتا اهتمام كلمة سموه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، بحتمية الحفاظ على وحدتنا الوطنية، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تفرض علينا ضرورة تعزيز هذه الوحدة وترسيخ بنائها، وتجنب الانسياق وراء بغاة الفتنة ودعاوى الشر التي لا تريد لهذا الوطن خيرا.
هذا التوجيه ينبغي أن يظل دائما أمام أبصارنا وبصائرنا، وأن نعي أن تمسكنا بالوحدة الوطنية هو بحق «السور الحصين للوطن»، الكفيل بحمايته وتحصينه في وجه الأعاصير التي تجتاح المنطقة والعالم. وهو ما ينقلنا إلى بعد آخر لا يقل أهمية عن البعدين السابقين اللذين تطرقنا إليهما، في كلمة سموه في العشر الأواخر، ونعني به محاربة الإرهاب، وهو الهدف الذي لا يمكن أن يتحقق – كما أكد صاحب السمو – إلا من خلال تعاون المجتمع الدولي كله، لمحاصرة هذه الظاهرة التي تهدد أمن العالم واستقراره، والعمل معا على تجفيف منابع الإرهاب، وتضييق الخناق على مرتكبيه والمحرضين عليه، لعل يوما يشرق على الدنيا، وقد اختفى منها وجه الإرهاب، لينعم أهل الأرض بالأمن والأمان والسلام.
وإذا كنا لن نستطيع أن نوفي هذه الكلمة السامية حقها من الإشادة والتنويه بمضمونها القيم، فيكفي أن نشير هنا إلى أنها حرصت أيضا على أن تلامس قضايا الاهتمام بالشباب الكويتي، الذين هم عدة الوطن وذخيرته في الحاضر والمستقبل، وكذلك الدعوة إلى المزيد من التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لأن هذا هو الطريق الوحيد والصحيح لتحقيق تطلعات شعبنا وأمانيه، وأيضا الإشادة المستحقة بالنجاحات المشهودة للديبلوماسية الكويتية.
لقد جاءت كلمة سموه في العشر الأواخر معبرة بصدق وأمانة، عن تطلعات وطموحات المواطن الكويتي والخليجي وأيضا، وهذا هو عهدنا دائما مع صاحب السمو الأمير، الذي صدق شعبه، فصدقه شعبه، ودان له بكل المحبة والولاء والوفاء.
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه.