• نوفمبر 21, 2024 - 2:07 مساءً

30 يونيو.. أعادت هوية مصر

في الذكرى الرابعة لـ 30 يونيو والثالث من يوليو، يدرك المصريون أنهم حققوا الكثير مما خرجوا يطالبون به، فقد أرادوا الحفاظ على هوية مصر التي لم تتعرض للتغيير أو التبديل منذ عصور الفراعنة وحتى العصر الحديث، وهي الهوية الوطنية الجامعة، والتي تتسم بالوسطية والاعتدال والتسامح في كل شيء، من أول الممارسة السياسية، وحتى تعامل المواطن العادي في الشارع، مرورا بالاعتقاد الديني، والعلاقات مع الدول الأخرى وغير ذلك من أمور.
وقد نجح الشعب المصري في حماية هذه الهوية، ومقاومة أي محاولة للعبث بها، أو حرفها عن مسار الاعتدال الذي عرفت به، تماما كما نجح هذا الشعب في الحفاظ على وحدة صفه وتماسكه، رافضا كل محاولات الوقيعة أو إثارة الفتنة بين مكوناته وأطيافه، وموقنا بأن سر تميزه طوال آلاف السنين هو هذا الثراء والتنوع الثقافي والفكري والمعرفي بين أفراده، ووعيه بأن هذا الثراء وذاك التنوع هما مصدر قوة لا عامل ضعف.
وخلال هذه السنوات استطاع المصريون أيضا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تحقيق إنجازات كثيرة، ربما لا يصدق البعض أنها تمت في هذه المدة القصيرة، ومنها إنشاء قناة السويس الجديدة، وإقامة عشرات من محطات الكهرباء، والتي أسهمت بشكل كبير في التغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك عشرات الطرق الرئيسية التي تمتد بطول البلاد وعرضها، والبدء في استصلاح مليون ونصف المليون فدان، وإعادة تشغيل مئات المصانع التي توقف العمل بها لأكثر من ثلاث سنوات، وغير ذلك الكثير من المشاريع الكبرى والإستراتيجية.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أيضا أن مصر قد نجحت نجاحا كبيرا في استعادة أمنها، بعد فترة اضطراب أمني شكلت مصدر قلق وظلت هاجسا يؤرق الجميع، وما كان لعجلة الاستثمار والسياحة أن تعود للدوران إلا بتوافر البيئة المناسبة لهما، ما أتاح لمصر أن تعود للانطلاق من جديد، وأن تستأنف خططها وإستراتيجياتها التنموية، وأن تعود أيضا إلى مكانتها المستحقة رائدة لدول المنطقة، سياسيا وثقافيا وتنمويا.
صحيح أن مصر تواجه خلال مسيرتها بعض الصعوبات والعراقيل، لكن هذا أيضا طبيعي، ويمر به أي شعب آخر، خصوصا في أعقاب أحداث كبرى لم تترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها، لكن المهم أن قيادتها السياسية تؤمن بضرورة مواجهة تلك الصعوبات، وترفض سياسة إخفاء الرؤوس في الرمال، أو تأجيل خطوات الإصلاح الاقتصادي، وعيا منها بأن كلفة هذا التأجيل ستكون أكبر وأفدح.. ومن ثم فإنها تحظى بتأييد شعبها لمواصلة مسيرة الإصلاح والنهوض، والوصول إلى مرحلة الانتعاش والازدهار الاقتصادي، والتي نعتقد أنها لم تعد بعيدة عن شعب قادر على العطاء والعمل والإنجاز، كما هو الشعب المصري الشقيق.

Read Previous

الرئيس ترامب: أمور مثيرة تحصل في الشرق الأوسط

Read Next

مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية أصدر «العلاقات الكويتية ـ الصينية وآفاقها المستقبلية»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x