للإرهاب توغل واضح في السنوات الأخيرة في الكثير من دول المنطقة، يرسم تلك المشاهد الدامية التي نشاهدها بين الحين والآخر والتي تعكس الصراعات الدائرة بين عدة اطراف، والكل تحت مجهر الإرهاب ولا احد بمنأى عن شروره واحقاده واساليبه الرخيصة في بث الفتن والنعرات بين ابناء المجتمع الواحد.
الإرهاب ليس قتل وسلب وتدمير فقط.. الإرهاب يهدف في المقام الأول إلى الإستيلاء على العقل وتطويعه فليس هنالك اخطر من الإرهاب الفكري الذي يسمم العقل بالفكر الضال المنحرف الذي يحمل بدوره ما يحمله من البغض والكراهية والعدائية للمجتمع ككل بمختلف فئاته وطوائفه.
إن مواجهة تلك الافكار الهدامة والمتطرفة وغلق كل النوافذ والأبواب امامها هو ما سيصيب الإرهاب في مقتل ويمنع توغله بين مختلف فئات المجتمع.
إننا امام افكار بدائية لا تتفق مع عقل أو منطق أو حتى مبادئ الأديان السماوية التي تحث على التسامح والاخاء والتعايش . وهؤلاء التخريبيون من خلال استغلال الإسلام وتشويه مفاهيمه وفق مصالحهم واجنداتهم اقتحموا البيوت ودمروا الأبناء بأفكار يبرأ منها اسلام محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
أن الخطاب الديني المعتدل والمناهج التعليمية المكرسة لثقافة الرأي والرأي الآخر هو ما سيعود بالنفع على الفرد والمجتمع من خلال اشاعة روح التسامح والتراحم والتعايش فمن خلال تلك القيم النبيلة نستطيع النأي بالمجتمع عن ذلك الغزو الفكري المحمل بسموم الأفكار، فما نصبو اليه هو خلق ثقافة عامة لا تصمد امامها تلك المفاهيم المهترئة والافكار البالية التي تنسب إلى الإسلام والإسلام منها براء.