• نوفمبر 23, 2024 - 7:14 صباحًا

صباح الخالد: رسم مستقبل العلاقات الكويتية – الأميركية للـ 25 سنة القادمة

ترأس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة الاميركية.
والقى الشيخ صباح الخالد كلمة ثمن فيها عاليا ما ذكره الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء لقائه مع سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد من تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن وسلامة واستقرار دولة الكويت.
وقال ان هذا اللقاء يأتي استكمالا للقاء التاريخي والهام الذي عقد بين سمو الأمير والرئيس الاميركي «لنستكمل ما تم بحثه من قبل قادتنا ونعمل على تنفيذه لكي نرسم مستقبل العلاقات للـ 25 سنة القادمة بما يعكس رؤية قيادتينا وتطلعات شعبينا».
وأضاف الشيخ صباح الخالد انه «تتويجا للعلاقات المتينة بين بلدينا الصديقين فقد تم التوقيع خلال زيارة صاحب السمو الأمير إلى واشنطن وكذلك خلال عقد الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات مكافحة الإرهاب والجمارك والبترول والتعليم العالي والبحث العلمي والاستثمار والكهرباء والماء تضاف إلى الـ 16 اتفاقية التي تم إبرامها سابقا ليصبح إجمالي الاتفاقيات بين بلدينا الصديقين (23) اتفاقية».
وأشار إلى ان «حجم التمثيل الكويتي في الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي وتعدد القطاعات والجهات المشاركة التي بلغ عددها 10 جهات تمثل العديد من المجالات الحيوية القائمة للتعاون بين البلدين السياسية منها والعسكرية والأمنية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والثقافية وغيرها من المجالات يعكس الأهمية التي توليها بلادي لأعمال هذا الحوار».
وذكر الشيخ صباح الخالد انه على الصعيد السياسي «لا بد لي من الإشادة بالتنسيق والتواصل المستمر بين بلدينا الصديقين وتطابق المواقف والرؤى تجاه العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك».
وتابع انه في الجانب العسكري تقدم دولة الكويت تسهيلات للقوات الأميركية الذين يعملون ضمن التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» مع تأكيدنا على أهمية الاتفاقية الدفاعية المبرمة بين البلدين في عام 1991.
واكد انه وفي هذا الإطار «فإننا نقدر دائما ونثمن الدور التاريخي والريادي لبلدكم الصديق في قيادة المجتمع الدولي وقوات التحالف لتحرير دولة الكويت من براثن العدوان العراقي وما تم تقديمه من تضحيات لجنودنا وجنودكم الشجعان لإعادة الشرعية والحق لنصابه».
وعلى صعيد التعاون الأمني أوضح الشيخ صباح الخالد انه تم التوقيع على ترتيبات بشأن تبادل المعلومات الخاصة بالتحقق من الإرهاب يضاف لذلك التعاون في مجال معالجة الثغرات الأمنية في مطار الكويت الدولي والذي وصل إلى مراحل متقدمة.
وأشار إلى ان الجانب الكويتي يتطلع إلى استكمال التعاون لتطبيق المعايير الأمنية في مبنى الركاب الجديد لمطار الكويت وانشاء مكتب لإدارة الجمارك وأمن الحدود الأميركية وإلى جعل الأمن السيبراني أحد القضايا الرئيسية للتعاون في المرحلة القادمة.
وفي الجانب الاقتصادي والاستثماري افاد بان المنتدى الاقتصادي الذي عقد يوم الأربعاء الماضي حظي بالقبول والنجاح وذلك بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية الكويتي أنس الصالح ووزير التجارة الأميركي ويلبور روس وبحضور عدد من كبار رجال الأعمال الكويتيين ونظرائهم الأميركيين.
وأضاف: انه تم خلال المنتدى بحث فرص تعزيز الاستثمار المتبادل «معربين عن تطلعنا لاستضافة أعمال هذا المنتدى في السنة القادمة بدولة الكويت.. وفي هذا الصدد بلغت استثمارات دولة الكويت في الولايات المتحدة الاميركية أكثر من 400 مليار دولار أميركي في مختلف المجالات».
وفيما يخص حجم التبادل التجاري بين البلدين قال الشيخ صباح الخالد انه بلغ حتى منتصف هذا العام أربعة مليارات دولار متطلعين إلى بذل المزيد من الجهد لمضاعفته مستقبلا.
وعلى صعيد التعاون التعليمي والثقافي بين أن مسيرة التحصيل العلمي للكويتيين في الولايات المتحدة الاميركية بدأت منذ أكثر من 70 عاما حيث درس وتخرج الآلاف من المواطنين الكويتيين ومنذ الجولة السابقة للحوار تم إرسال ما يقارب 2000 مبتعث جديد للدراسة في الجامعات الأميركية.
واكد الشيخ صباح الخالد في هذا السياق تطلع الكويت إلى زيادة أعداد طلبتها الدارسين في الولايات المتحدة الذي بلغ عددهم 15 ألف طالب وطالبة.
وأعرب عن أمله في الخروج بنتائج ملموسة تفضي إلى ترسيخ العلاقات بين البلدين واستشراف فضاءات أوسع لتعزيز شراكتنا على مدى العقود القادمة متطلعين لعقد الجولة الثالثة من الحوار في السنة القادمة بدولة الكويت.
وجدد الشيخ صباح الخالد الاعراب عن خالص التعازي القلبية لما تعرضت له ولاية تكساس الأميركية من دمار جراء الإعصار هارفي الذي ضرب الولاية وكبد العديد من الخسائر البشرية والمادية داعيا الله عز وجل أن يجنب الولايات المتحدة الأميركية مخاطر إعصار إيرما القادم وأن يحفظها من أي مكروه.
وشارك في الحوار 10 جهات كويتية متمثلة من وزارة الخارجية الكويتية والإدارة العامة للطيران المدني وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة التعليم العالي والهيئة العامة للاستثمار وجهاز الامن الوطني والإدارة العامة للجمارك والهيئة العامة للاتصالات.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على أهمية الحوار الاستراتيجي بين بلاده والكويت والذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية والتعليمية والسياسية.
وقال تيلرسون في كلمة خلال افتتاح الحوار الاستراتيجي الثاني إن «الحوار الاستراتيجي هذا يعمق علاقتنا الوثيقة وينمي الروابط بين شعبينا ويعزز التعاون العملي من اجل امن وازدهار دولتينا».
وشدد على ان المبادرات الجديدة التي اعلن عنها مؤخرا بين البلدين «دليل ملموس على علاقاتنا الوثيقة وشراكتنا» منوها بالاجتماع الذي عقد بين سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض.
وأشار في هذا السياق إلى «ان الرئيس ترامب وأنا معه عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية في البيت الابيض مع سمو الامير حيث جدد الرئيس التأكيد على صداقتنا وناقشنا عدة مسائل مشتركة في المنطقة».
وسلط تيلرسون الضوء على مذكرتي التفاهم اللتين تم توقيعهما في وقت سابق وتهدفان إلى تعزيز التعليم والتجارة بين البلدين.
وأوضح «ان المذكرة الاولى تم توقيعها بين وزارة الخارجية الأميركية ووزارتي التربية والتعليم العالي الكويتيتين وستساعد في إعداد الطلاب الكويتيين للدراسة بالولايات المتحدة وتشجيع العلاقات بين مؤسسات التعليم العالي في كلا البلدين».
واضاف «قمنا أيضا بصياغة مذكرة تفاهم بين وزارة التجارة الأميركية وهيئة دعم الاستثمار المباشر الكويتية لتشجيع المزيد من الاستثمارات المشتركة في كلا البلدين».
وأعرب عن تقدير بلاده للقيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير ومواصلتها دعم جهود الكويت في المساعدة على حل الأزمة الخليجية لافتا إلى «ان الولايات المتحدة والكويت تقدران مدى أهمية مجلس التعاون الخليجي في الوقوف أمام التحديات التي نواجهها سويا بالمنطقة».
كما أكد ان بلاده تقدر جدا قيادة الكويت في مجال الالتزامات الانسانية التي تساعد على استقرار المنطقة، موضحا في هذا الاطار ان الكويت قدمت خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من تسعة مليارات دولار كمساعدات انسانية للمحتاجين في سوريا والعراق والأردن ولبنان، مشيرا إلى ان «الكويت هي ثاني أكبر مانح انساني في العالم بعد الولايات المتحدة».
وفي ختام كلمته توجه وزير الخارجية الأميركي بالشكر إلى الوفد الكويتي «الذي عمل بجهد كبير ومن دون كلل مع فريقنا للتقدم بالأجندة المشتركة ونحن نتطلع قدما لتطبيق الاتفاقيات الجديدة وتعزيز شراكتنا للسنوات المقبلة.

Read Previous

محمد الخالد: خطوات واسعة في التعاون العسكري مع الجيش الأميركي

Read Next

الصالح: تسويق الكويت مركزًا ماليًا وتجاريًا مهما في المنطقة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x