أحيت الكويت الذكرى الثالثة لتكريم منظمة الأمم المتحدة لدولة الكويت بتسميتها «مركزا للعمل الإنساني»، ومنح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لقب «قائد للعمل الإنساني»، بعدما أرسى سموه وعلى مدى سنوات عديدة مفهوم ديبلوماسية العمل الإنساني.
وتلقى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رسالة تهنئة من أخيه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد بمناسبة الذكرى الثالثة على قيام منظمة الأمم المتحدة بتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني» وبإطلاقها على سموه لقب «قائدا للعمل الإنساني» هذا نصها:
صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه الأمير المفدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بكل مشاعر الفخر والاعتزاز يسرني أن أرفع الى مقام سموكم الكريم أجمل التهاني وأطيب الامنيات بمناسبة الذكرى الثالثة على منح سموكم لقب «قائد العمل الإنساني» وتسمية دولة الكويت «مركزا إنسانيا عالميا» من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وإذ يشرفني وشعبنا الوفي أن نهنئ سموكم رعاكم الله بهذه المناسبة السعيدة فإننا جميعا ياصاحب السمو لنفخر بهذا الإنجاز الفريد الذي جاء تتويجا لجهودكم الكبيرة وإسهاماتكم الجليلة ومبادراتكم السامية في مجال العطاء الانساني وهذا ما أجمع عليه العالم بالأمم المتحدة فأصبح يوم التاسع من سبتمبر عام 2014 ذكرى خالدة وعلامة مضيئة في تاريخ وطننا الحبيب.
سائلا الله سبحانه وتعالى أن يكلأ سموكم بحفظه ورعايته فخرا وعزا للوطن الغالي ولكويتنا الحبيبة وأهلها الأوفياء المزيد من الأمن والتقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة من لدن سموكم حفظكم الله ورعاكم ذخرا للبلاد وقائدا للعمل الانساني.
وكل عام وسموكم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد رسالة شكر جوابية لأخيه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ضمنها سموه حفظه الله خالص شكره وتقديره على ماعبر عنه سموه من مشاعر جياشة ودعاء صادق وتمنيات طيبة بمناسبة الذكرى الثالثة على قيام منظمة الأمم المتحدة بتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني» وبإطلاقها على سموه لقب «قائدا للعمل الإنساني»، مؤكدا سموه رعاه الله أن هذ التكريم الاستثنائي من قبل الأمم المتحدة إنما يجسد المكانة المرموقة التي تتبوأها دولة الكويت لدى المجتمع الدولي وتقديرا لدورها الريادي في تبني المبادرات الإنسانية لإغاثة المنكوبين جراء الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية.
سائلا سموه الباري جل وعلا أن يديم على سموه موفور الصحة وتمام العافية وأن يحفظ الوطن الغالي ويديم عليه نعمة الأمن والأمان ويسدد خطى الجميع لخدمته ورفع رايته في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ان نهج التدخل الإنساني الذي تنتهجه الكويت بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ليس حالة عرضية اقتضتها التطورات مؤخرا بل هو ركن تاريخي واساسي يقع في صلب العقيدة السياسية الكويتية.
جاء ذلك في تصريح صحافي للغانم بمناسبة الذكرى الثالثة لتسمية الأمم المتحدة سمو الأمير قائدا إنسانيا واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني.
وذكر ان «سمو الأمير ومنذ تولي مقاليد السياسة الخارجية قبل اكثر من 60 عاما وتحت قيادة حكام الكويت المتعاقبين نجح في تثبيت شكل وملامح السياسة الخارجية الكويتية القائمة على سياسات إحلال السلام والتوافق ومفاهيم الاعتدال والحوار والرؤى المتعلقة بالتدخل الإنساني ماديا وسياسيا في مناطق الصراع إقليميا ودوليا».
وأضاف الغانم «اذا كانت السياسة تقليديا ارتبطت بمفاهيم التصارع والمكر والخدعة والتآمر والانتهازية وتم شرعنتها في الوعي الجمعي للعالم فإن السياسة الكويتية ارتبطت بمفاهيم الذكاء وكسب الثقة والتسامي والتجاوز والترفع السياسي ومراكمة الأصدقاء بدلا من الأعداء والخصوم».
وبين في هذا الصدد ان «الكويت وقيادتها السياسية وعلى رأسها سمو الأمير لم تستخدم الوفرة والملاءة المالية في تمويل المغامرات السياسية وشراء الولاءات وتضخيم الانا السياسية بل استخدمت جزءا كبيرا من مواردها في دعم التنمية في البلدان النامية ومساعدة الدول المحتاجة والتدخل الإنساني في مناطق الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية».
وتابع الغانم انه «بناء على هذا التاريخ الطويل لم يعد مستغربا ظهور اسم الكويت كوسيط عادل ونزيه في الكثير من الازمات العابرة منها والمزمنة ولعل ما بذله سموه مؤخرا من جهود مضنية في اذابة الجليد بين الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي هو اكبر مثال على هذا الرصيد المعنوي والأخلاقي للكويت».
واختتم تصريحه بالقول ان «اختيار الأمم المتحدة لسمو الأمير كقائد انساني واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني هو اختيار جاء عن استحقاق وجدارة»، متمنيا لسموه موفور الصحة والعافية ليكمل تلك المسيرة الطويلة والناجحة لدولة الكويت.
وكانت الامم المتحدة كرمت في التاسع من سبتمبر 2014 سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بتسميته «قائدا للعمل الإنساني» ودولة الكويت باختيارها «مركزا للعمل الانساني».
وبهذه المناسبة أعلنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إطلاقها المبادرة الوطنية «عيالك يهنونك» لتقديم التهاني والتبريكات لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بالذكرى الثالثة لتكريم الأمم المتحدة لسموه بتسميته «قائدا للعمل الإنساني» ودولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني».
وقال رئيس الهيئة المستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق لـ «كونا» إن الهيئة الخيرية وتقديرا منها لجهود سمو الأمير ومبادرات سموه الإنسانية قررت إطلاق هذه المبادرة عبر موقعها الإلكتروني.
وأضاف المعتوق أن هذه المبادرة تأتي بالتنسيق والتعاون مع مجموعة من الشباب الكويتيين المحبين لوطنهم والمتطلعين إلى رفعته ونهضته إفساحا في المجال أمام أهل الكويت ومحبي الخير في الداخل والخارج للمشاركة في هذه الذكرى.
وأوضح أن الهدف من فتح هذه النافذة من خلال منصة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كواحدة من كبرى المنظمات الإنسانية في العالم وبالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام يتمثل في المشاركة بهذه المناسبة وعرفانا بما قدمه سمو الأمير من دعم كبير للعمل الخيري الكويتي ومؤسساته.
ولفت إلى أن الهدف يتمثل أيضا في تقديم المثل والقدوة للقائد الإنسان المهتم بمعاناة الشعوب المستضعفة والمنكوبة والدور الرائد لسمو الأمير في دعم ورعاية واستضافة ورئاسة العديد من المؤتمرات الدولية المانحة والاقتصادية والتنموية.
وذكر أن الهيئة الخيرية استعدت لهذا اليوم بفريق فني وإعلامي متكامل لإدارته واستقبال رسائل المهنئين والداعمين للعمل الخيري والمحبين للكويت، خصوصا أن التكريم الأممي لسمو الأمير هو حدث تاريخي غير مسبوق وشهادة ثقة دولية في العمل الخيري الكويتي الرسمي والأهلي.
وأكد المعتوق أن تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير بتسميته (قائدا للعمل الإنساني) التي تصادف ذكراه الثالثة غدا جاءت ضمن سياق تاريخي مهم برز فيه الدور الإنساني الرائد لسموه عبر فتح أبواب دولة الكويت لاستضافة العديد من المؤتمرات الدولية الاقتصادية والمانحة للدول الفقيرة والمنكوبة كما لم يدخر سموه جهدا في دعم مسيرة العمل الخيري والتنموي وإطلاق المبادرات الإنسانية لإغاثة الشعوب المنكوبة.
واستذكر الدور البارز لسمو الأمير في إغاثة اللاجئين السوريين ومبادراته الكريمة لإغاثة ضحايا الزلازل في باكستان وتركيا ومنكوبي المجاعة والتصحر في الصومال ودول القرن الإفريقي.
وأشار كذلك إلى مبادرات سموه بالإسهام في إعمار وتنمية شرق السودان وإنشاء صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال مليار دولار خلال قمة الكويت الاقتصادية التي عقدت عام 2009 لدعم المشاريع الحيوية الخاصة بالشباب العرب ومعالجة همومهم ومشكلاتهم.
وذكر المعتوق أن دولة الكويت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في مجالات العمل الإغاثي، مؤكدا حرص المنظمات الخيرية الكويتية على التواصل الدائم والانفتاح والشراكة وتبادل التجارب والخبرات مع المنظمات الإنسانية الدولية بفعل الدعم الكبير من سمو الأمير.
وأشار إلى التقدير الكبير لسمو الأمير من قبل المنظمات الإنسانية الدولية وقادتها «حيث تجسد ذلك في تقديم المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الغذاء العالمي ومفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وغيرها أوسمة رفيعة لسموه عرفانا منها بجهود سموه الرائدة والمتميزة في مجال العمل الإنساني حول العالم».