احتفال المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني، ليس مناسبة سعودية فقط، بل هو مناسبة خليجية وعربية وإسلامية أيضا، ولذلك فإن أحدا لا يستغرب حجم المشاركة الواسعة، خليجيا وعربيا، في إحياء الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني السعودي، والذي رأينا تجلياتها في أكثر من مجال ثقافي وفني وإعلامي.
ولعل حضور هذه المناسبة الوطنية الكبيرة في الكويت بشكل خاص، كان الأبرز والأكثر لفتا للأنظار. والمؤكد أن المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، سيدرك جيدا أنه ما من مواطن كويتي إلا وشارك المملكة احتفالها، وقدم للأشقاء فيها مباركته وتهنئته.. وفي الصدارة بالطبع جاءت تهنئة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي وصف فيها بحق ما حققته المملكة بأنه «نهضة مباركة وإنجازات تنموية وحضارية، شملت مختلف الميادين»، وأنها «محل فخر واعتزاز الجميع».
ومن البديهي أن تكون الكويت هي أكثر دول العالم احتفاء بالمناسبات الوطنية السعودية، ذلك أنه من المستحيل أن ينسى أي كويتي ما قدمته المملكة للكويت، خصوصا خلال فترة الغزو العراقي الغاشم في العام 1990، حين وقفت الشقيقة الكبرى وقفة العز والشموخ، رافضة بإصرار أي محاولة لتمييع المواقف، أو المساومة والتسويف في مواجهة الغزاة ودحرهم عن الكويت، ووضعت المملكة أرضها وجيشها وكل إمكاناتها، رهن تحقيق هذا الهدف الكبير، وساهمت بقوة في حشد التأييد العالمي للحق الكويتي، حتى تم تحرير الكويت وطرد الغزاة الصداميون عن تراب الوطن الغالي.
ما يربطنا بالمملكة وشعبها أمتن وأوثق من أن تنفصم عراه، أو تؤثر فيه، أو توهن منه، محاولات عبثية تسعى للنيل من هذه العلاقة، فما بيننا هو تاريخ مشترك ومصير واحد ومستقبل مأمول نسعى لصنعه معا.. وكل ذلك يقوم على دعائم ومرتكزات أساسية، جوهرها المودة والاحترام المتبادل، والإصرار على أن تستمر مسيرة مجلس التعاون الخليجي، الذي قادت الكويت والسعودية رحلة تأسيسه، وحرصتا على إحاطته بكل مظاهر وعوامل البقاء، حتى أصبح الكيان الخليجي الأنجح في المنطقة العربية كلها. والمؤكد أنه سيعاود استئناف دوره المشهود في خدمة أهداف وتطلعات الشعوب الخليجية.
وستظل المملكة رائدة، وسيظل يومها الوطني مناسبة مباركة وسعيدة لنا جميعا، تذكرنا بالمآثر والمواقف النبيلة لها، قيادة وشعبا، تجاه الكويت، ونصرة لكل قضايا العرب والمسلمين.