• نوفمبر 21, 2024 - 1:31 مساءً

الرئيس السيسي .. والعبور إلى المستقبل

كلما مرت ذكرى السادس من أكتوبر، استعاد المصريون والعرب حديث الانتصار في العام 1973، والذي يمثل بلا جدال نقطة تحول كبرى في التاريخ المصري والعربي، لأنه أعاد للإنسان المصري ثقته بنفسه، وإيمانه بقدرته على النهوض من أي عثرة يتعرض لها، وعدم الاستسلام لما قد يواجهه من عقبات وعراقيل، واستعداده لعبور أي موانع تحول بينه وبين الوصول إلى أهدافه وغاياته.
من هنا فإن نصر أكتوبر لم تكن قيمته في كونه فقط انتصارا على العدو الإسرائيلي، واستعادة سيناء المحتلة منه، وهذا في حد ذاته هدف كبير بالطبع، وإنما أيضا في أنه كان انتصارا على كل دعاوى اليأس والإحباط التي حاول البعض زرعها في نفوس المصريين، وإيهامهم بأنهم في مواجهة عدو لا يقهر، وأنه وضع أمامهم من الموانع والحواجز ما يستحيل عبوره وتخطيه، وأن قناة السويس ستتحول إلى جحيم من كثافة النيران، إذا فكر المصريون في عبورها، فضلا عن خط بارليف الذي يليها، والذي كانت الأدبيات العسكرية تتحدث عنه بوصفه من أقوى الموانع في تاريخ الحروب، وأن تخطيه أقرب إلى المستحيل، ويحتاج إلى معجزة في زمن لم تعد فيه معجزات.
كل ذلك لم يفت في عضد المصريين، جيشا وشعبا، ففي ملحمة العبور العظيمة تحققت المعجزة بالفعل، وعبر الجيش المصري قناة السويس، وحطموا خط بارليف، وصنعوا هذا الانتصار الذي تحدثت عنه الدنيا كلها، واعترف به العدو نفسه، على ألسنة وأقلام قادته العسكريين والسياسيين.
اليوم يقف المصريون على أعتاب عبور آخر، يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو لا يقل أهمية وقيمة عن ذلك الذي حدث في 1973، لأنه في هذه المرة عبور إلى المستقبل، وإصرار على تحدي كل الصعاب والتحديات، والانتصار في معركة البناء والتنمية. وفي اعتقادنا أن تباشير هذا الانتصار قد ظهرت بالفعل، متمثلة في كل هذا الكم من المشاريع التنموية الكبرى، التي تملأ أرض مصر من أقصاها إلى أقصاها، من طرق دائرية تربط سائر أنحاء الدولة، بعضها بالبعض الآخر، إلى استصلاح ملايين الأفدنة وزراعتها، إلى ضخ المليارات في شرايين الاقتصاد المصري لتطوير الصناعة والسياحة، وخلق بيئة جاذبة للاستثمارات العربية والأجنبية، وتشجيع الشباب على الانخراط في القطاع الخاص وإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وفي موازاة ذلك كله لم تغفل مصر عن دورها كقائدة لأمتها ورائدة لمنطقتها، وإسهامها الكبير في ترسيخ أمن واستقرار هذه المنطقة، وكذلك وعيها بأهمية محاربة الإرهاب والقضاء عليه. لذلك كان توجهها لتعزيز قدراتها العسكرية، وتنويع مصادر سلاحا، التي لم تعد مقصورة على الولايات المتحدة، بل باتت تشمل أيضا ألمانيا وفرنسا وروسيا، تفعيلا لسياسة الانفتاح على الشرق والغرب التي تبنتها مصر خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن إنشائها لأكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، لتعطي رسالة مهمة للعالم كله، مؤداها أن معركة البناء والتنمية لا تنفصل بحال عن معركة حماية الأمن والاستقرار، وأن مصر التي حذرت قيادتها دائما من مخاطر الفوضى ومحاولات هدم الدولة الوطنية، في منطقتنا العربية، تعي جيدا هذا الخطر ولن تسمح بتكراره على أرضها أو في دول أخرى شقيقة.

Read Previous

الغانم: اتهامات المعاش الاستثنائي ظلم وغبن للنواب

Read Next

الحربي مديرًا عامًا لـ «إلكسو»: إنجاز يضاف إلى سجل الكويت الحافل

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x