يدرك الإنسان السوي من يعتنق الاستقامة الأخلاقية و ينصف نسفه و الآخرين ومن يملك قدرا مناسبا من الثقة بالنفس أنه لا يجدر به السعي الحثيث لكسب رضا الآخرين،فالإنسان حر مالم يضر ، و بخاصة إذا أدرك قيمته الذاتية و عرف قدر نفسه لدى نفسه و لدى العقلاء و الحكماء والاسوياء و أهل الحق والانصاف، وفي المقابل، يستميت بعض النفر لكسب رضا وقبول الآخرين عنهم حتى أنهم لا يتهنون في حياتهم ما لم يواصل ينظر إليهم من هم حولهم بعين العطف والمباركة والتفضل والرعاية، وبالطبع، يعاني
الشخص الذي ينشد بشكل مفرط قبول ورضا الآخرين عنه من عقد نفسية تتراوح بين الاحساس الشديد بالنقص وبالدونية وبين ضعف متجذر بغياب قيمة الذات ما لم يشرعنها ويقبلها ويسمح بها الناس! و أعترف شخصيا أنني لا أبالي كثيرا بقبول أو رفض الآخرين حول أسلوب حياتي الخاص ولا اتشوق لمباركتهم لطريقة تفكيري ولا أنتظر كسب رضا أعينهم و ألسنتهم حول ماأقوله و أفعله في حياتي الخاصة والعامة وذلك لأنني أدركت منذ سنوات أنّ الانسان الواثق من نفسه يجدر به الاّ يبحث عن ثقته واعتزازه بنفسه في ألسن وعيون من يتعامل معهم في حياته، ورضا الآخرين ليس ذا أهمية في حياة الفرد السوي لبعض الاسباب التالية:
الانسان هو من يصنع ظروفه و أوضاعه واختياراته ويحقق نجاحاته الشخصية بنفسه ولا دخل، مجازيا وربما فعليا، لآخرين بنجاح أحدهم في تحقيق حياة انسانية متكاملة.
يفقد الشخص الذي يسعى لكسب قبول الآخرين حول حياته الشخصية شعوره الفطري بالحرية وبقيمة الذات وبالاستقلالية، ويتحول مع مرور الوقت إلى إنسان اتكالي للغاية.
قبول الآخرين للفرد ليس ذا أهمية لأنه لا دخل لآرائهم الخاصة حول كيفية عيش الانسان لحياته الشخصية، فأنت حر ما لم تضر.
يستميت لحيازة رضا وقبول الآخرين عن نفسه ذلك الشخص ضعيف الشخصية من فقد احترامه لذاته ولم يعد يُدرك قدره الفعلي والمعنوي لدى نفسه.
يكرس الانسان السوي شعوره الايجابي بالحرية والاستقلال الفكري والمعنوي عن طريق الاعتزاز المتواصل بإنجازاته الشخصية، وبما حققه من انتصارات فعلية أو مجازية.
رِضا النَّاسِ غايَةٌ لا تُدْرَكُ، والواثق من نفسه هو من سيتوقف عن السعي لإدراكها!
من رضي عن نفسه رضى عنه الاخرون ومن لا يقبل نفسه لن يقبله حتى ظله!
الانسان يصنع ظروفه وجدير به أيضا أن يصنع رضاه عن نفسه.