توالت ردات الفعل الأميركية على أنباء عن توقيع المملكة العربية السعودية على صفقة لشراء منظومة صواريخ «أس-400» الدفاعية الروسية، واعرب البنتاغون عن قلقه من الاهتمام الذي يبديه عدد من حلفاء الولايات المتحدة بالمنظومات الصاروخية الروسية للدفاع الجوي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، ميشيل بالدانزا، في مؤتمر صحافي: «إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة «إس-400»، لأننا شددنا مرارا على أهمية الحفاظ على التطابق العملياتي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة، وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة».
تأخر أميركي
وكان مصدر عسكري أميركي قال إن توقيع الرياض على صفقة شراء نظام «أس-400» الدفاعي الصاروخي الروسي مرده تأخر البنتاغون والكونغرس في بيع نظام ثاد الدفاعي الأميركي للسعودية.
وفيما استبعد المصدر، الذي طلب من قناة «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية عدم كشف هويته، أن تصل الصفقة السعودية ـ الروسية إلى مرحلتها النهائية، رأى أنها «ستثير معارضة إقليمية من دول أساسية في المنطقة في مقدمها إسرائيل».
وقلل المصدر من جدوى شراء الرياض المنظومة الروسية، في وقت تنشر الولايات المتحدة نظام «ثاد» في الإمارات في إطار استراتيجية المظلة الرادعة الأميركية بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي في وجه إيران.
وكانت السعودية، أعلنت أنها وقعت اتفاقا مع روسيا لشراء أقسام من منظومات «إس-400» الصاروخية للدفاع الجوي وعدد من الأنواع الأخرى من الأسلحة الروسية.
وقالت وكالة «واس» الرسمية السعودية إنه «بناء على ما توصلت إليه حكومة المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية من اتفاق على توريد عدد من أنظمة التسليح، فقد وقعت وزارة الدفاع مع روسيا عقودا لتوريد نظام الدفاع الجوي المتقدم «S-400» وأنظمة «Kornet-EM» وراجمة الصواريخ «TOS-1A» وراجمة القنابل «AGS-30» وسلاح كلاشنكوف «AK-103» وذخائره».
توجيهات الأمير محمد
وأضافت الوكالة: «بناء على التزام الجانب الروسي بنقل التقنية وتوطين صناعة واستدامة هذه المنظومات في المملكة، تعلن الشركة السعودية للصناعات العسكرية عن توقيع مذكرة تفاهم وعقد الشروط العامة مع شركة روسوبورن إكسبورت.. وبتوجيه من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقع الجانبان على هذه الاتفاقيات التي من المتوقع أن تقوم بدور محوري في نمو وتطوير قطاع صناعة الأنظمة العسكرية والأسلحة في المملكة العربية السعودية».
وأوضحت الوكالة أن مذكرة التفاهم «تعني بشكل رئيس بتوطين صناعة واستدامة أسلحة نوعية ومتقدمة جدا في المملكة بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، وتشمل هذه المذكرة نقل تقنية صناعة أنظمة «Kornet-EM» وهو نظام صاروخي متطور مضاد للدبابات بالإضافة إلى نقل تقنية صناعة منظومة راجمة الصواريخ TOS-1A وراجمة القنابل AGS-30».
توطين صناعة الدفاع
كما نصت مذكرة التفاهم، حسب «واس»، على أن «يتعاون الطرفان لوضع خطة لتوطين صناعة واستدامة أجزاء من نظام الدفاع الجوي المتقدم «S-400» بينما يعنى عقد الشروط العامة بتوطين صناعة سلاح كلاشنكوف «AK-103» وذخائره في المملكة العربية السعودية مما سيسهم في رفع المحتوى المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030».
وأضافت الوكالة أن الاتفاقيات تضمنت «برامج لتعليم وتدريب الكوادر الوطنية في مجال الصناعات العسكرية بما يضمن استدامة وتطور هذا القطاع في المملكة العربية السعودية».
ومن المتوقع، حسب الجانب السعودي، «أن توفر هذه الاتفاقيات مئات الفرص الوظيفية المباشرة وأن تكون لها إسهامات اقتصادية ملموسة، كما ستسهم في نقل تقنيات نوعية للمملكة تدعم توطين 50 في المائة من الإنفاق العسكري للمملكة بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع».