تشكل الرؤية المستقبلية «عمان 2040» المشروع الأكبر في الإطار الرؤيوي لعمان على مدى عشرين سنة مقبلة، عقدين كاملين، يتوقع أن يتم خلالها إحداث تحول حقيقي في العديد من مركبات الحياة الإنسانية في عمان بما ينقلها إلى مصاف متقدم في مجمل قطاعات الإنتاج والاقتصاد والمعرفة.
هذا المشروع الكبير الذي سينطلق مع بداية العام المقبل أي خلال أقل من أسبوعين، هو عبارة عن تصور كبير ومهم في التاريخ العماني الحديث، يحتوي على جملة من الأفكار الرائدة التي تتطلب تعاون الجميع في تحويلها أو نقلها إلى أرض الواقع العملي.
في اجتماع مجلس الوزراء الموقر أمس الأول، ثمّن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – جهود كل من شارك في إعداد «رؤية عمان 2040» وأعمالهم، وخاصة أعضاء اللجنة الرئيسية واللجنة الفنية وباقي اللجان القطاعية والمشاركين من مواطنين ومؤسسات الذين ساهموا في إعدادها.
وأقر جلالته – أعزه الله – إطلاق الرؤية المستقبلية «عمان 2040» لتصبح نافذةً بدءًا من العام القادم وحتى نهاية العام 2040م، مشيرا إلى «أنها خلاصة جهد وطني وتوافق مجتمعي، وأن نجاحها مسؤولية الجميع دون استثناء كل في موقعه».
ثمة العديد من الإشارات التي يجب التوقف عندها بتمعن من أن هذه الرؤية جاءت نتاج مشروع وطني خالص، وعبرت عن التوافق المجتمعي في الرأي الواحد الذي جاء نتاج تلاقح الأفكار العديدة التي شاركت في خطوات صياغة المشروع إلى أن رأى النور وفق مخططات واستراتيجيات جلية ستخرج إلى حيز التنفيذ بإذن الله وبتكاتف الجميع، وهنا يجب التشديد على ما حث عليه جلالة العاهل المفدى من تأكيده على المسؤولية الجماعية «دون استثناء» وأن كل فرد يمكن أن يدلي بدلوه من خلال موقعه، إذ يجب عدم الاستهانة بأي دور أو مشاركة، فالكل يعمل بتناغم في سبيل الهدف النهائي الذي يحقق الازدهار لعماننا الطيبة.
كذلك كان تأكيد المقام السامي على «ضرورة توجيه كافة الجهود والموارد لتحقيق أهداف وبرامج التوازن المالي وتطوير التشريعات المتعلقة بالاستثمار، وتبسيط وتسريع الخدمات الحكومية، وتنمية المناطق الاقتصادية والمشاريع الكبرى مع تنمية القدرات الوطنية وربط كل هذه الجهود بتشغيل المواطنين باعتباره أحد أهم الأولويات الوطنية».
كل هذه القضايا ترتبط بالإنجاز وتسريع الأداء والفاعلية لأجل صياغة الغد الأفضل من خلال الرؤية المستقبلية «عمان 2040» وكذلك من خلال خطة التنمية الخمسية العاشرة التي سوف تبدأ العام المقبل إلى 2025، أيضا مشروع ميزانية العام المقبل 2021 التي هي أول سنة في «رؤية عمان 2040».
الخلاصة التي يجب أن نسير عليها جميعنا، هي أن الطريق إلى المستقبل مرتبط بالقدرة على مواجهة ومجابهة التحديات، وأن الفكر المشترك والحوار الإيجابي يصب في خدمة المشروع الوطني، عبر هذا التوافق المجتمعي الرائع الذي رأيناه في صياغة وبلورة الرؤية وسوف يستمر بإذن الله في خطوات التنفيذ.
( جريدة عمان )