محمد بن راشد ومحمد بن زايد يتابعان اللحظة التاريخية من المحطة الأرضية «تمت المهمة بنجاح»
وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ، التهنئة إلى شعب دولة الإمارات والمقيمين والأمة العربية بنجاح مسبار الأمل في مهمته .
مشيداً بالجهد الاستثنائي لأبناء الإمارات الذين حولوا الحلم إلى واقع، وحققوا طموحات أجيال من العرب ظل يراودها أمل وضع قدم راسخة في سباق الفضاء الذي ظل حكراً على عدد محدود من الدول.
ودخلت، الإمارات التاريخ كأول دولة عربية تصل إلى المريخ، وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز بعدما نجح مسبار الأمل، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في الوصول إلى الكوكب الأحمر، متوجةً بذلك الخمسين عاماً الأولى منذ تأسيسها عام 1971 بحدث تاريخي وعلمي غير مسبوق على مستوى المهمات المريخية السابقة، حيث تستهدف المهمة المريخية الاستكشافية الإماراتية إلى تقديم بيانات علمية لم يتوصل إليها الإنسان من قبل عن الكوكب الأحمر.
ونجح «مسبار الأمل» عند الساعة 7:42 مساء الثلاثاء التاسع من فبراير 2021 في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلومتر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر استعداداً لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي في العالم علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التنموية المتسارعة، وليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ملخصاً قصتها الملهمة، كدولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمةً حيةً على الأرض.
وأصبحت دولة الإمارات أول الواصلين إلى مدار الكوكب الأحمر ضمن ثلاث مهمات فضائية أخرى تصل خلال شهر فبراير الجاري إلى المريخ، تقودها بالإضافة إلى الإمارات، كل من الولايات المتحدة والصين.
وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد: «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا المثابرة على مشروع ظهرت فكرته أواخر العام 2013 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي تابعه لحظة بلحظة حتى وصوله إلى وجهته بسلام».
كما أشاد بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي سخر له كل الدعم ليتحقق الأمل ونراه ويراه العالم معنا بانبهار وتقدير، «فكل التحية لسموهما ولفريق العمل الوطني من باحثين وعلماء».
وأشاد سموه بالمشروع كونه نشأ نتيجة جهد مؤسّسي مخلص ودؤوب ومن رؤية طموحة هدفها خدمة المشروع الوطني الإماراتي خاصة والبشرية والمجتمع العلمي عامة، ومحققاً آمال الملايين من العرب بأن تكون لهم قدم راسخة في مجال استكشاف الفضاء.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شعب الإمارات والأمة العربية بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث حرص سموهما على متابعة اللحظة التاريخية من محطة التحكم الأرضي بمسبار الأمل في الخوانيج بدبي.
كما أشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء بفريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من المهندسين والمهندسات من الكوادر الوطنية الشابة، والجهود التي بذلوها على مدى أكثر من ست سنوات في سبيل تحويل حلم المريخ إلى واقع نحتفي به اليوم.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «هذا الإنجاز التاريخي بوصول مسبار الأمل إلى المريخ هو أعظم احتفال بالذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات.. ويؤسس لانطلاقتها الجديدة في الخمسين عاماً المقبلة.. مع أحلام وطموحات لا سقف لها»، مضيفاً سموه: «سنواصل تحقيق الإنجازات وسنبني عليها إنجازات أكبر وأعظم».
ودون سموه عبر «تويتر»: «تمت المهمة بنجاح».
وغرد سموه: «نبارك لشعب الإمارات.. نبارك لجميع الشعوب العربية والإسلامية.. نبارك للبشرية وصول أولى بعثاتها في 2021 لكوكب المريخ.. اليوم بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي.. مرحلة عنوانها الثقة.. الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبشعوبنا العربية.. الثقة بأننا نستطيع أن ننافس بقية الأمم والشعوب».
كما دون سموه: «وصول مسبار الأمل هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين.. باليوبيل الذهبي.. احتفالاتنا مختلفة.. علمية.. حضارية.. ملهمة.. لأننا نحاول أن نبني نموذجاً تنموياً.. نموذجاً يقول للشباب العربي.. نحن أهل حضارة.. وسنعيد استئناف حضارتنا بإذن الله بهم وبسواعدهم».
ولفت سموه إلى أن «الإنجاز الحقيقي الذي نفخر به هو نجاحنا في بناء قدرات علمية إماراتية تشكل إضافةً نوعيةً للمجتمع العلمي العالمي».
وقال سموه: «نهدي إنجاز المريخ إلى شعب الإمارات وإلى الشعوب العربية.. نجاحنا يثبت أن العرب قادرون على استعادة مكانتهم العلمية.. وإحياء أمجاد أسلافنا الذين أنارت حضارتهم ومعارفهم ظلمات العالم».
وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: «نتوج احتفالنا بيوبيل الإمارات الذهبي بمحطة المريخ.. وشبابنا الإماراتي والعربي مدعوون لركوب قطار الإمارات العلمي السريع الذي انطلق بأقصى سرعة».
نهضة علمية مستدامة
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن «نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مداره حول المريخ يمثل إنجازاً عربياً وإسلامياً.. تحقق بعقول وسواعد أبناء وبنات زايد، ليضع الدولة في مصاف الدول التي وصلت لعمق الفضاء»، مشيراً سموه إلى أن «وصول الإمارات للمريخ يحتفي بمسيرة الخمسين عاماً بما يليق بتجربة دولتنا ويعكس صورتها الحقيقية للعالم».
وأضاف سموه: «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يمهد لـ50 عاماً جديدة من النهضة العلمية المستدامة في دولة الإمارات».
وعبّر سموّه عن اعتزازه بهذا الإنجاز الإماراتي والعربي التاريخي الذي قادته الكوادر الوطنية من العلماء والمهندسين الإماراتيين، مؤكداً بأن: «ثروة الإمارات الحقيقية والأغلى هي الإنسان.. واستثمار الوطن بأبنائه وبناته يشكل مرتكزاً أساسياً في كافة سياساتنا واستراتيجياتنا التنموية».
وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «شباب الإمارات المتسلحون بالعلم والمعرفة هم الذين سيقودون مسيرتنا التنموية والنهضوية للخمسين سنة المقبلة.. ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أسهم في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة مؤهلة لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الفضاء».
ودون سموه عبر «تويتر»: «يوم وطني ثانٍ في الإمارات.. لحظة تحول كبرى في تاريخنا ومسيرتنا التنموية.. نبارك لرئيس الدولة ولأخي محمد بن راشد والحكام وشعبنا الوفي.. إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد، طيب الله ثراه، كان يحلم بهذه اللحظة.. وعيال زايد حققوا أمنيته بالإرادة والعزيمة والتصميم».
وتابع سموه: «وصول «مسبار الأمل» إلى المريخ، هو موعد مع التاريخ، الذي سيكتب أن إرادة التقدم الإماراتية انتصرت على كل التحديات، وأن الرهان على شبابنا المسلح بالمعرفة حقق أهم إنجاز علمي عربي في العصر الحديث، وإننا نستطيع تحقيق كل طموحاتنا، مهما بدت صعبة أو حتى مستحيلة».
وغرد سموه: «فخور بكم يا عيالي وهذه أجمل انطلاقة للاستعداد للخمسين سنة المقبلة.. إن شاء الله تكون البداية وننتظر منكم الكثير في مشاريع الفضاء المقبلة».