فيصل الجزاف 
صناعة القرار لا تأتي بشكل ارتجالي أو كردة فعل لحدث معين، فخلال الأزمات يبرز دور هذه الغرف والذي يجب على متخذ القرار أن يعي آليته، وأهميته، وانعكاساته على المشكلة أو الأزمة.
وإذا كان قراراً خطأ ومرتبكاً وغير مدروس سيؤدي إلى الارتباك ويضعف التعامل مع الأزمة وقد يؤدي إلى التفاقم أكثر من الحل، وأقرب مثال على ذلك أزمة جائحة كورونا.
كثير من دول العالم لديها فرق ومستشارون مهنيون كل حسب اختصاصه وطبيعة عمله، سواء كانوا سياسيين أو اقتصاديين أو أطباء أو عسكريين أو أمنيين، فهم العامل المساعد لنجاح مطبخ القرار ويطلق على ذلك «إدارة الأزمات» أو مجلس إدارة الطوارئ أو فريق الأمن القومي، وهكذا.
وهذه الفرق إحدى مهامها جعل حدث مفاجئ غير متوقع، مثلا قد يؤدي إلى صعوبة التعامل معه، ومن ثم ضرورة البحث عن وسائل وطرق لإدارة الموقف بشكل يقلل آثاره ونتائجه السلبية، فهي من تصنع الخطط لإدارة الأزمة الطارئة أو وضع خطة استراتيجية تستنبطها من هذه الأزمة، مرتبطة بالتحليل ومركز معلومات تدعم صاحب القرار.
ونظرا للمتغيرات والتطورات السريعة والمفاجئة سواء على الصعيدين المحلي أو الخارجي، وكذلك طبيعة الأوضاع غير المستقرة إقليمياً ودولياً فنحن اليوم في أمس الحاجة لمثل ما يسمى بغرف صنع القرار، كي تكون داعمة للتعامل في مثل هذه المتغيرات والأزمات سواء سياسية أو أمنية أو صحية واقتصادية وتساعد في اتخاذ القرارات السليمة وحماية المصالح الحيوية والمهمة.
لدينا كنوز من الموارد البشرية ومن الخبرات المتراكمة والطاقات المهدورة في شتى المجالات والتخصصات صرفت عليهم الدولة الملايين لسنوات طويلة وبعد الانتهاء من خدمتهم جلسوا في بيوتهم دون الاستفادة من تجاربهم، ولنا بالغزو الغاشم خير تجربة وشاهد لهذه الخبرات من اهل الكويت قد أداروا البلد بشكل تلقائي كل في مجاله متسلحين بخبراتهم ووطنيتهم وإخلاصهم لهذه الأرض دون توجيه أو سلطة عليا، حيث قام رجال الاقتصاد بوضع الخطط لتوزيع المواد الغذائية والمال، والعسكريون قاموا بدورهم بتشكيل فرق المقاومة، وكذلك الأطباء، وسكان المناطق أبدعوا في إدارة المستوصفات والجمعيات التعاونية وغيرهم.
هذه بعض الأمثلة توضح حجم قدرات أبناء الكويت في إدارة شؤونهم في ظروف استثنائية وخطرة وصعبة جدا.
حفظ الله الكويت وقيادتها من كل مكروه.
لواء .م . فيصل مساهد الجزاف
( النهار ) الكويتية
14 فبراير 2021
