بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المستجدات في المنطقة.
واستعرضا خلال اجتماع في الرياض، العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجالات التعاون المشترك وسبل دعمه وتطويره في مختلف المجالات.
كما تم خلال الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وتنسيق الجهود المبذولة تجاهها بما يعزز الأمن والاستقرار فيها، بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وحضر الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، و الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان.
فيما حضر الاجتماع من الجانب الروسي مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والسفير الروسي لدى المملكة سيرجي كوزلوف.
وكلن وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، قد وصل اليوم الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية، على رأس وفد مرافق له، وكان في استقباله نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، وفقا لما نشرته وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، إنه التقي نظيره الروسي، وعقد معه اجتماعا مثمرا، ناقشا فيه عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك؛ وعلى رأسها تعزيز التعاون والتنسيق والشراكة بين البلدين والحرص على تحقيق المصالح المشتركة بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف وزير الخارجية، أن من أهم هذه المجالات التعاون بين البلدين تحت مظلة أوبك+، والذي أسهم في استقرار أسواق الطاقة خلال الفترة الماضية العصيبة في عام 2020م والتي تأثرت بتبعات جائحة كورونا، وقد أسهمت نتائج هذا التعاون في حماية منظومة الاقتصاد العالمي.
ونوه، بأن المملكة وروسيا تحرصان على سعر عادل للبترول للمستهلكين والمنتجين وهذا ما تقوم عليه آلية أوبك+ وهناك تنسيق جيد في هذا الإطار ومستمرون في دعم الاقتصاد العالمي.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن هذه السنة الـ 95 منذ اعتراف روسيا بالمملكة والسنة 30 لإعادةِ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدا على تطلع الحكومتين للاستفادة من العلاقة لتنسيق المواقف وخدمة مصالح البلدين المشتركة.
ولفت وزير الخارجية، إلى جهود نظيره الروسي في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، والنابعة من حرص القيادات الحكيمة في البلدين للمضي بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة وينمي مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.
وتابع الوزير: “ناقشنا مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، ونجدد التزامنا المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب وحماية المدنيين والأعيان المدنية وذلك وفقًا للقانون الدولي والإنساني وقواعده العُرفية”.
وشدد وزير الخارجية السعودي، على أن محاولات الاستهداف الفاشلة لميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو بالظهران لا تستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية فقط، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته البترولية وكذلك أمن الطاقة العالمي.
وحذر الأمير فيصل بن فرحان، من أن المملكة ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية، بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ويوقف الاعتداءات الإرهابية؛ لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
وأردف وزير الخارجية، بأن المملكة تجدد دعمها للوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، مشيرا إلى أن تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة يعد خطوة مهمة في فتح الطريق أمام حل سياسي متكامل للأزمة، ومؤكدا دعم المملكة لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار والبدء بعملية سياسية شاملة.
وبين وزير الخارجية، أن المملكة تؤيد الجهود الدولية الرامية إلى ضمان عدم تطوير إيران للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، ولجعل منطقة الخليج خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، ولاحترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف: “تؤكد المملكة على أهمية استمرار دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية بما يكفل أمن الشعب السوري ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية والتي تعطل الوصول إلى حلول حقيقية تخدم الشعب السوري الشقيق”.
وأنهى الوزير تصريحاته، مثمنا تحالف المملكة الاستراتيجي مع روسيا الاتحادية، مؤكدا على أن التنسيق والتشاور والتعاون قائم بأعلى مستوياته بين البلدين الصديقين.