وزير الصحة : هناك حاجة مُلحّة تدعونا للتخطيط الاستراتيجي لاحتواء هذا العبء المتزايد لمرض السكري
شاركت سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة أمس في اجتماع إطلاق الميثاق العالمي لمرضى السكري الذي استضافته منظمة الصحة العالمية وحكومة كندا بدعم من جامعة تورنتو، وعقد عبر (الاتصال المرئي).
ترأس وفد السلطنة في الاجتماع معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي ــ وزير الصحة العماني ، الـذي ألقى كلمة أكد فيها على العبء الذي يشكله مرض السكري على الصحة العامة لحياة الإنسان، وأنه يعد أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للـوفاة المبكرة والمراضة وإلى إحداث خسائر في النمو الاقتصادي في العالم.
وقال الدكتور السعيدي: إن السلطنة وعلى مدى عقود لا يزال مرض السكري يمثل أولوية مهمة في برامجها الصحية، وأجرت العديد من التدخلات بما يكفل اتباع نهج متكامل ومتعدد التخصصات للأفراد المتأثرين به، وأنه منذ عام 1990 تم إدخال خدمات مرض السكري في الرعاية الصحية الأولية بالسلطنة، وحاليا تتواجد عيادات السكري في كافة مرافق الرعاية الصحية الأولية، حيث يتم متابعة المرضى من قبل كوادر طبية وتمريضية مؤهلة ومثقفين صحيين مدربين على تقديم العلاج والاستشارة فيما يخص المرض، بالإضافة إلى قدرتهم على الكشف المبكر للمضاعفات المصاحبة وتحويل المرضى لتلقي مستوى أعلى من الرعاية.
وأضاف الدكتور السعيدي: إن توافر الأنسولين في خدمات الرعاية الصحية الأولية مع وجود نظام شامل للتحكم السليم بمرض السكري والتعامل معه، يضمن السيطرة الكافية على المرض، وأنه مع ذلك لا يزال مرض السكري يمثل عبئًا متزايدًا في السلطنة، فهناك أدلة مستمرة تظهر أهمية عوامل الخطر السلوكية مثل النشاط البدني غير الكافي، واستهلاك الأنظمة الغذائية غير الصحية التي تؤثر على تطور المرض وتقدمه، ففي الوقت الحالي 15% من سكان السلطنة مصابين بمرض السكري ويتم تشخيص أكثر من 6500 حالة مرض السكري كل عام في مرافق الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى أن 35% من السكان يعانون من زيادة الوزن و30% يعانون من السمنة.
واستطرد الدكتور السعيدي قائلًا: كما أن جائحة (كوفيد ـ 19) أظهرت شدة تأثر مرضى السكري مع ارتفاع معدلات الوفيات والمراضة فيما بينهم، علاوة على ذلك، أدت الجائحة إلى تعطيل الخدمات الأساسية، لا سيما الفحص والكشف المبكر، الأمر الذي أدى إلى تأخر تشخيص الحالات الجديدة وتأخير اكتشاف المضاعفات المرتبطة بالمرض.
مشيرًا إلى أن هناك حاجة مُلحّة تدعونا للتخطيط الاستراتيجي لاحتواء هذا العبء المتزايد لمرض السكري والاستثمار في جميع الوسائل للسيطرة عليه، ويتمثل ذلك بالعمل على ضمان تيسير الوصول إلى العلاج بشكل عادل وبتكلفة معقولة، وندعو إلى ضرورة الاستثمار في برامج التثقيف والوقاية من مرض السكري، وأن تغيير السلوك يعد أمرًا أساسيًّا للوقاية من مرض السكري ومضاعفاته الخطيرة، ولا يمكننا تعزيز الصحة والوقاية من المرض إلا من خلال الاعتراف بأهمية المشاركة في الحوارات بين مختلف القطاعات والحاجة إلى العمل معًا لتقليل عبء مرض السكري وجميع الأمراض غير المعدية.