لم يعد لدينا شيءٌ نكتب عنه بعد رفع جلسة الثلاثاء الماضي ونسف جدول أعمالها.. ولم يبقَ لأقلامنا ما تسطّره قدحاً أو ثناءً.. بل شعرنا بالغصة والحزن لما آلت إليه أحوال البلد.. ولا ندري من نلوم؟ هل الحكومة هي الملامة فيما حدث أم نلوم المعارضة، أم نكتفي بالفرجة وندب ما وصلت إليه أحوالنا وما أوصلنا إليه بلادنا بأيدينا؟.. اختلطت الصورة وازدادت قتامة.. وتوقف مجرى الحياة السياسية على الرغم مما يتنازع البلد من أزمة صحية تنذر بازدياد، وأزمة اقتصادية لا نرى لها قريب انفراج، وتبعات لقضايا الفساد لا نعرف لها نهاية.
محزن ما نشهده من تجاذب السلطتين اللوم والتلاوم بينهما على غرار «لعبة شد الحبل»، فكل يشد طرفه ليسقط «غريمه» مع الأسف لا أقول «شريكه» لما وصل إليه الحال بينهما اليوم.
أيها الفريقان.. الوطن وسمعته ومستقبله واستقراره هو الضحية، وشعب الله المحتار ضاع بين أجنداتكما وضاعت قضاياه بين ضعف وتردد الحكومة وأخطائها.. وعناد نواب وتصلب مواقفهم.. والنتيجة هي ما وصلنا إليه الآن من تراجع وجمود وتأخر.. والكل يعلم بأنه لا يوجد هناك فائز في مثل هذه الأحوال، بل قد يكون هناك من ينفخ في نار الخلاف ليزيدها اشتعالاً، وهذا هو الخطر الذي نخشاه!
أيها السادة.. لأجل أطفالنا وشبابنا وأمهاتنا وآبائنا ليكن موقفكم عملاً وضغطاً نيابياً لتحقيق الأولويات والدفع بقوانين مستحقة ينتظرها أفراد الشعب، فهذا أجدى وأبر بالقسم العظيم الذي أقسمه أعضاء السلطتين لحماية حقوق الشعب، التي ضاعت وتعطّلت مع تعطّل جلسات المجلس.. فالمكسب الحقيقي هو الإنجاز وليس تسجيل الأهداف من قبل طرف في مرمى الطرف الآخر.. كفاية.. كفاية نقولها حتى لا يضيع الوطن.
الكويت غير آمنة للمرأة
محزن أيضاً ما أثارته الصحافة العالمية من إشارات سلبية بحق الكويت، فلا يمكن أن نغفل عناوين صحف الإندبندنت الإنكليزية ولا الواشنطن تايمز الأميركية ولا وكالة أسوشيتد برس، التي ذكرت بالخط العريض أن الكويت لم تعد آمنة للمرأة على إثر الجريمة الشنيعة بحق المغفور لها بإذن الله فرح أكبر، التي راحت ضحية تهاون من أجهزة أمنية أطلقت قاتلها بكفالة.. وقبلها استرخص الوطن دم نساء ممن أزهقت أرواحهن ولم يتعد العقاب سجن القاتل سنتين أو ثلاثاً، وقد يفرج عنه بكفالة أو دفع الدية التي ترخص من أرواح النساء.
دم هؤلاء النسوة برقبة كل من تساهل مع القاتل أو لم يبادر بإلغاء المادة رقم ١٥٣ من قانون الجزاء، التي تمكّن المجرم من الإفلات من العقاب بذريعة الدفاع عن الشرف.
أيها المشرعون.. لتكن مسؤوليتكم إعطاء الأمان للمرأة في الكويت.
د. موضي عبدالعزيز الحمود
القبس 28 ابريل 2021