أكد وزیر الداخلیة الشیخ ثامر علي صباح السالم الصباح حرص المؤسسة الأمنیة على التعامل مع الظروف الجدیدة التي فرضتها جائحة كورونا والآثار التي خلفتها على مدى عامین منذ بدء الجائحة وما ترتب علیها من ارتفاع في معدل الجریمة حول العالم.
جاء ذلك في كلمة للوزیر نقلها بیان صحفي صادر عن (الداخلیة) الیوم الثلاثاء بمناسبة المؤتمر العلمي الدولي الذي عقد مساء أمس عبر المنصة الافتراضیة (زووم) بعنوان (ظاهرة انتشار الجرائم في زمن جائحة كورونا) ونظمته نقابة الصحفیین الكویتیة تحت رعایة وزیر الداخلیة وأداره رئیس مجلس إدارة النقابة الدكتور زهیر العباد.
وقال الشیخ ثامر العلي إن وزارة الداخلیة قامت برصد جرائم جدیدة متعددة الأشكال والتصدي لها ومنها جرائم العنف والجرائم الإلكترونیة اضافة الى الجرائم التي تتعلق بالاحتیال والتزویر وبث الإشاعات بهدف التخریب والإساءة.
وشدد على أهمیة نشر وسائل الوقایة والحمایة لتجنب الوقوع في الجریمة الى جانب اهمیة تفعیل دور الإعلام الأمني لنشر التوعیة ومعالجة الأثار النفسیة والاجتماعیة التي خلفتها الجائحة.
وأشار إلى حرص القیادة السیاسیة على معالجة كافة الجرائم التي خلفتها الجائحة مشیدا بالتوجیهات السامیة بهذا الشأن.
من جانبه قال مدیر عام الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلیة العمید توحید الكندري في كلمة مماثلة إن أبرز ما رصدته الاجهزة الأمنیة خلال فترة الجائحة هو میل المتلقي إلى متابعة الإشاعات رغم تأكده من عدم صحتها ورغم قیام الأجهزة الرسمیة للدولة بالتعلیق على تلك الشائعات ونفیها. وأوضح الكندري أن البقاء في المنازل لفترات طویلة والخوف من كسر الحظر الكلي أو الجزئي قد ساهم بصورة سلبیة في رفع معدلات الجرائم التي تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وجرائم الانترنت كما ساهم بصورة إیجابیة في خفض معدلات الجرائم التي تتعلق بجرائم النفس والسرقة. بدورهم أجمع المشاركون في المؤتمر على نجاح وزارة الداخلیة في معالجة الآثار السلبیة للجائحة مشیرین الى أن الحظر بشقیه الكلي والجزئي ساهم بشكل كبیر في خفض معدلات الجریمة الاعتیادیة في حین ساهم برفع معدل الجرائم المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت والجرائم المرتبطة بالعنف الأسري .
وأكدوا مسؤولیة الإعلام في مكافحة الجرائم إذ أن وسائل الإعلام المختلفة تتحمل مسؤولیة أساسیة وكبیرة في إذكاء وتنمیة الشعور لدى الأفراد بالانتماء إلى وطنه عن طریق بث البرامج والأفلام الوثائقیة والمسلسلات التي تحث على الفضیلة والتلاحم الأسري لاسیما وقت الكوارث والأزمات. وشددوا على ضرورة أن تقوم وسائل الاعلام المختلفة بغرس القیم الوطنیة في أفراد المجتمع ومحاكاة النماذج القدوة من التاریخ الاسلامي والعربي والموروثات العربیة الأصیلة ذات القیم والمبادئ التي تسمو بالإنسان. ودعا المؤتمر في ختام فعالیاته الى عدد من التوصیات منها قیام وزارة الداخلیة الى رصد مستمر للجرائم التي حدثت خلال جائحة كورونا بهدف تحلیلها وتقدیم توصیات تنفیذیة للجهات الرسمیة ذات العلاقة بالتعاون مع متخصصین في علم الجریمة وعلم النفس والاجتماع والتربیة والقانون في جامعة الكویت ومن المتقاعدین من ذوي الخبرة في التعامل مع الجرائم. وأكدت التوصیات على ضرورة تبني وزارة التربیة ومؤسسات التعلیم العالي الحكومیة والخاصة برامج توعیة لحمایة الطلبة وأعضاء هیئة التدریس والعاملین من الجرائم المستحدثة بسبب جائحة كورونا مثل العنف الأسري والتنمر الإلكتروني وطرق النصب والاحتیال الإلكتروني عند التسوق وغیرها من الجرائم.
وأشارت الى أهمیة التنسیق والتعاون بین وزارة الإعلام ووزارة الداخلیة في تقدیم برامج تلفزیونیة توعویة وتمثیلیات وغیرها لحمایة المواطنین والمقیمین من الأضرار التي قد تعود علیهم بسبب الجرائم الناتجة عن الجائحة بجمیع أنواعها الأسریة والإلكترونیة.
ودعت التوصیات أیضا الى العمل على نشر وتعزیز مفهوم المسؤولیة المجتمعیة وزرع قیم المواطنة سواء للمؤسسات أو الأفراد أو مؤسسات المجتمع المدني وتشجیع المبادرات النوعیة للوصول إلى حلول ذكیة للمشكلات والأزمات.
ولفتت الى الاهتمام بعقد الشراكات والتحالفات المجتمعیة والمهنیة للاستفادة من التجارب الناجحة وتطبیقاتها لحل المشكلات المجتمعیة والبیئة والاقتصادیة والوقایة من الأزمات.
وشددت على ضرورة وجود مرصد للاستجابة لإدارة الأزمات والكوارث على مستوى المؤسسات والدول وتوثیق الجهود التي بذلت لمكافحة الأزمات (الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة والصحیة) للاستفادة منها في عمل نظام وقائي لأزمات طارئة.
وشارك في المؤتمر نخبة من الاختصاصیین في المجالات النفسیة والاجتماعیة والقانونیة والإعلامیة والثقافیة والتربویة والقانونیة من مختلف دول العالم اضافة الى مشاركة أكثر من 25 منظمة عربیة ودولیة من بریطانیا وألمانیا والدنمارك والسوید وتركیا ومصر والأردن والبحرین وسوریا والعراق وجامعة الكویت ونقابات كویتیة.