أكد وزیر الخارجیة ووزیر الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشیخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أن موقف دولة الكویت تجاه دعم القضیة الفلسطینیة العادلة سیظل ثابتا إلى أن ینال الشعب الفلسطیني كافة حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من یونیو عام .1967
جاء ذلك في كلمة للشیخ الدكتور أحمد ناصر المحمد بعد انتقال مجلس الأمة في جلسته الخاصة الیوم الخمیس إلى بند طلبات المناقشة من بعض الأعضاء بشأن الاعتداءات الإسرائیلیة في فلسطین المحتلة. وجدد التأكید على موقف دولة الكویت التاریخي والمبدئي والثابت تجاه دعم القضیة الفلسطینیة العادلة “والذي یعتبر ركیزة أساسیة من ركائز السیاسة الخارجیة الكویتیة”.
وقال إن 120 غارة شنتها 52 طائرة من طائرات الاحتلال الإسرائیلي خلال 25 دقیقة فقط روع فیها الآمنون واستشهد فیها الأبریاء دمرت البنى التحتیة وقصفت دور العبادة والمساكن والمنازل والمدارس ومقرات وسائل الإعلام وغیرها.
وذكر أن هذا العدوان استمر من قوات الاحتلال الإسرائیلي 11 یوما وأسفر عن 277 شهیدا فلسطینیا بینهم 70 طفلا و40 سیدة و15 مسنا وإصابة أكثر من 8000 شخص وتدمیر أكثر من 1500 شقة سكنیة و50 مدرسة وتهجیر أكثر من 75 ألف عائلة. ولفت إلى ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائیلي “بقوتها المارقة وسلطتها المستهترة وعقلیتها العدوانیة من عملیات وحشیة ضد أشقائنا الفلسطینیین في القدس وقطاع غزة قتلت البشر ودمرت الحجر وحرقت النبات والأشجار غیر آبهة بصراخ الأطفال وأنین النساء الثكلى العاجزات متنمرة على صدور أبناء الشعب الفلسطیني العاریة وإرادتهم في حفظ حقوقهم المشروعة”.
وبین وزیر الخارجیة أنه یضاف إلى ذلك جرائم التهجیر القسریة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائیلي للأسر الفلسطینیة في حي الشیخ جراح وغیرها من المناطق في فلسطین المحتلة بهدف إجراء تغییر دیمغرافي لهذه المدینة وتهویدها.
وذكر أن الجرائم الشنیعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائیلي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة حیث استدعت تحركا إقلیمیا ودولیا مكثفا. وأشار إلى مباشرة دولة الكویت اتصالاتها ولقاءاتها على المستوى الثنائي مع الدول الشقیقة والصدیقة لوقف تلك الاعتداءات الاسرائیلیة ومساهمتها ومشاركتها في كافة المحافل الاقلیمیة والدولیة لاسیما اجتماع مجلس جامعة الدول العربیة الطارئ على مستوى وزراء الخارجیة والاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجیة منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف أن دولة الكویت شاركت في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن والجلسة الخاصة للجمعیة العامة للأمم المتحدة من أجل ممارسة الضغط ودعم المساعي الإقلیمیة والدولیة لوقف العدوان الإسرائیلي ووضع حد لهذه الاعتداءات الاسرائیلیة وانتهاكاتها الجسیمة للقانون الإنساني الدولي وضمان عدم تكرارها بتوفیر حمایة دولیة للشعب الفلسطیني والعمل على استئناف العملیة السیاسیة وفقا للمرجعیات الدولیة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربیة.
وعلى صعید المستوى العربي أفاد وزیر الخارجیة بأن وزراء الخارجیة عقدوا في 11 مایو الجاري اجتماعا طارئا لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائیلیة وصدر عن ذلك الاجتماع القرار رقم 8660 الذي وضع خریطة الطریق لجمیع الدول العربیة بشأن اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة على جمیع الصعد والمستویات.
وتابع أن ذلك یتضمن أیضا إطلاق تحرك دبلوماسي مكثف من خلال الاتصالات واللقاءات الثنائیة لحمایة القدس ومقدساته ووقف العدوان الإسرائیلي على المدن الفلسطینیة وكذلك تكلیف المجموعة العربیة في الأمم المتحدة في نیویورك مباشرة المشاورات والاجراءات مع رئیس مجلس الأمن ورئیس الجمعیة العامة.
وبین أن دولة الكویت شاركت في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائي على مستوى الوزاري بتاریخ 16 مایو الجاري لبحث الاعتداءات الإسرائیلیة وصدر عن الاجتماع قرار من أهم بنوده أن القدس الشریف والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتین وثالث الحرمین خط أحمر للأمة الإسلامیة ولا أمن ولا استقرار إلا بتحریرها الكامل من الاحتلال.
وأضاف أن القرار دعا إلى تحرك قانوني ودولي لوقف العدوان الإسرائیلي ومحاسبته على تلك الجرائم عبر المحاكم الدولیة المتخصصة ومختلف أجهزة الأمم المتحدة.
وذكر أنه تنفیذا لتلك القرارات واصلت دولة الكویت اتصالاتها وحرصت على المشاركة في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بتاریخ 16 مایو الجاري لتؤكد من جدید عبر ذلك المحفل الدولي والجهاز المسؤول عن حفظ السلم والأمن الدولیین أهمیة تحمل المجلس لمسؤولیاته ووقف الاعتداءات الإسرائیلیة في الأراضي الفلسطینیة المحتلة.
وأضاف ان دولة الكویت أكدت في الجلسة الطارئة أهمیة تفعیل مجلس الأمن لأدواته من أجل تنفیذ إسرائیل لكافة قرارات المجلس ذات الصلة لاسیما القرارات أرقام 242 و338 و476 و478 و2334 وغیرها من القرارات الأممیة والدولیة ذات الصلة والتي تؤكد في مجملها على عدم المساس بالمكانة الخاصة للقدس وإبطال أي إجراء تجاهها یهدف إلى التغییر من طبیعتها.
وبین وزیر الخارجیة أنه استشعارا لأهمیة القضیة الفلسطینیة ونصرة ودعم حق الشعب الفلسطیني شاركت دولة الكویت في الجلسة الخاصة رفیعة المستوى للجمعیة العامة للأمم المتحدة التي عقدت یوم الخمیس الماضي لأول مرة حضوریا منذ بدء جائحة كورونا “بعد أن عجز مجلس الأمن – الجهاز المسؤول في الأمم المتحدة عن صون السلم والأمن الدولیین – في محاولاته من إدراج موضوع الانتهاكات الإسرائیلیة ضد الشعب الفلسطیني على جدول أعماله”.
وبین ان أهمیة انعقاد الجلسة انعكست بمشاركة أكثر من 120 دولة على مدى یومین هما الخمیس الماضي وأمس الأول الثلاثاء كان من بینهم 11 وزیر خارجیة – سبعة وزراء عرب (الكویت والسعودیة وقطر والأردن وفلسطین والجزائر وتونس) وأربعة من الدول الإسلامیة (تركیا وباكستان وإندونیسیا والمالدیف) – وهو الأمر الذي یدل على وجود إرادة دولیة لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائیلیة.
وذكر أنه بفضل من المولى عز وجل تكللت الجهود المبذولة بوقف تلك الاعتداءات الإسرائیلیة بالنجاح وتم التوصل یوم الخمیس الماضي إلى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.
ولفت إلى ترحیب دولة الكویت بهذا الاتفاق وإشادتها بالجهود العربیة والدولیة في هذا الصدد مؤكدة بأن ذلك الاتفاق یعد خطوة نحو حقن دماء الأشقاء الفلسطینیین وإنهاء العنف الذي تتحمل مسؤولیته سلطات الاحتلال الإسرائیلیة وإن تحقیق سلام واستقرار دائمین في المنطقة یتطلب تضافر الجهود الدولیة لاستئناف عملیة السلام في الشرق الأوسط.
ونوه بنجاح الضغوطات التي مارسها المجتمع الدولي في دفع مجلس الأمن لتحمل مسؤولیاته وإخراجه من حالة “الشلل” تجاه القضیة الفلسطینیة حیث أصدر المجلس یوم السبت الماضي بیانا صحفیا رحب من خلاله بإعلان وقف إطلاق النار وجهود الوساطة الاقلیمیة والدولیة التي ساعدت على التوصل إلى الاتفاق وضرورة دعم المساعدات الإنسانیة للسكان المدنیین الفلسطینیین.
وقال انه في وقت تتعالى الأصوات المنادیة بتقدیم الدعم والمساعدات للشعب الفلسطیني الشقیق فقد وافق مجلس الوزراء على تقدیم مساعدات طبیة عاجلة لصالح الشعب الفلسطیني في قطاع غزة.
وأضاف “لم ینتظر شعب الكویت الأبي تلك النداءات بل بادر بنات وأبناء بلد الخیر والعطاء والإنسانیة في التجاوب مع الحملة الوطنیة التضامنیة مع الشعب الفلسطیني” والتي تمت بتوجیهات من مجلس الوزراء عبر التنسیق ما بین وزارة الشؤون الاجتماعیة ووزارة الخارجیة وبمشاركة أكثر من 30 جمعیة خیریة من أجل مساعدة الأسر الفلسطینیة المتضـررة وتوفیر الدواء والغذاء وإعادة بناء ما تم تدمیره من قبل الاحتلال الإسرائیلي.
وأكد وزیر الخارجیة في هذا الصدد أن هذا ما جبل علیه أهل الكویت ف”الفزعة” للأقصى سواء كانت عبر الجهود الدبلوماسیة أو الشعبیة هي ما یمیز أبناء هذا البلد المعطاء. وأثنى على الدور البناء والمهم الذي یضطلع به مجلس الأمة من خلال تفعیل أدوات الدبلوماسیة البرلمانیة باعتبارها داعما لسیاسة دولة الكویت الخارجیة في كافة المحافل الإقلیمیة والدولیة. وتقدم الشیخ أحمد ناصر المحمد بتحیة إجلال واحترام وإكرام للشعب الفلسطیني الشقیق على صموده ومقاومته على أراضیه المحتلة أمام بطش آلة القتل والتدمیر العسكریة لقوات الاحتلال العسكریة.
وأعرب عن جزیل الشكر لرئیس وأعضاء مجلس الأمة على الدعوة إلى عقد الجلسة الخاصة لمناقشة الاعتداءات الإسرائیلیة في فلسطین المحتلة على إثر العدوان الإسرائیلي الغاشم على المسجد الأقصى المبارك ومدینة القدس وقطاع غزة.