شكلت وفاة صدمة كبيرة للمملكة المتّحدة والعالم، فقد كانت موضع حب وتقدير في العالم أجمع، ورمزاً لقيم القيادة الحكيمة المتزنة، ومثال المرأة النبيلة لجميع أنحاء العالم خلال مسيرة ممتدة لـ 7 عقود، حافظت خلالها على أطول فترة حكم لبريطانيا، لتسلم الروح مساء الخميس الماضي عن عمر ناهز 96 عامًا، تاركة مسيرة حافلة من الحكم والعطاء.
ومنذ تولي الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا، عرفت بشموخها في مواجهة الأزمات وصرامتها أمام اللحظات المصيرية، وبعزيمتها الصلبة في تكريس حياتها للعرش ولشعبها، كما حافظت على أسلوبها الفريد في المناسبات العامة.
والملكة الراحلة إليزابيث الثانية تتمتع بمكانة ومعزة خاصة لدى الشعب الكويتي حيث عرفت بموافقها الإنسانية ودعمها المتواصل للقضايا العادلة، والكويتيين لن ينسوا “الموقف التاريخي والثابت والمشرف لها وللمملكة المتحدة الصديقة مع الحق الكويتي ضد العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت عام 1990”. فضلا عن علاقتها الوطيدة مع القيادة السياسية في الكويت خلال مراحل حكمها.
ويعكس النعي الرسمي من حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله والإعلان عن تنكيس الأعلام في الكويت لمدة ثلاثة أيام المكانة الرفيعة التي تحظى بها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية لدى دولة الكويت قيادة وشعباً، إذ كانت الملكة إليزابيث الثانية صديقة للكويت ورمزًا للحكمة والاعتدال، عمقت العلاقة التاريخية الوطيدة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة، المبنية على الصداقة والتعاون والتفاهم.
حيث أكد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، على مسيرة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية الحافلة بالعطاء وعلى مدى العقود الماضية والتي عززت المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها المملكة المتحدة الصديقة ومشاركتها التفاعل مع قضايا العالم.
وأكد سمو الأمير في برقية التعزية التي ارسلها، إلى الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا العظمى إن العالم أجمع قد فقد برحيلها قائدة عظيمة اتسمت بالحكمة والخبرة وبعد النظر وكانت لها مواقفها التاريخية التي أسهمت في رسم ملامح مناطق عدة في العالم المعاصر كما أثمرت مبادراتها النيرة في تعزيز الأمن والسلام وخدمة القضايا الإنسانية والإسهام في الارتقاء بمسار التنمية المستدامة في العالم مما أكسبها جل تقدير واحترام المجتمع الدولي كافة.
كما أكد سمو الأمير عن بالغ اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتجذرة والراسخة والممتدة لعشرات العقود بين الأسرتين وبين البلدين والشعبين الصديقين والتي كان لجلالتها دورا كبيرا في بنائها وتعزيزها وبما تميزت به من تواصل وتعاون وحرص مشترك على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها دائما إلى آفاق أرحب في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، وقال: إن دولة الكويت (قيادة وحكومة وشعبا) لن تنسى الموقف التاريخي والثابت والمشرف لجلالتها وللمملكة المتحدة الصديقة مع الحق الكويتي ضد العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت عام 1990، والمشاركة الفعالة للقوات المسلحة البريطانية مع قوات التحالف الدولي الذي تشكل لنصرة قضية الكويت العادلة لدحر ذلك العدوان وتحريرها وكذلك الموقف التاريخي لجلالتها وللمملكة المتحدة في المساهمة على الحفاظ وضمان استقلال دولة الكويت.
وأكد سمو الأمير أن تلك المواقف النبيلة والمشرفة لجلالتها وللمملكة المتحدة الصديقة ستظل عالقة في الوجدان وفي ذاكرة الشعب الكويتي راجيا لجلالتها الرحمة وللأسرة المالكة الكريمة وللحكومة وللشعب البريطاني الصديق جميل الصبر بهذا المصاب الأليم.
و زارت الملكة الراحلة اليزابيث الثانية وزوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب الكويت، من 12 إلى 14 فبراير 1979، وكانت أول شخصية ملكية تزور منطقة الخليج، حيث استقبلها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وتبادل معها الأوسمة.
وعاصرت إليزابيث الثانية 6 أمراء لدولة الكويت، هم أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه ، وخمسة أمراء راحلين، هم الشيوخ عبد الله السالم، وصباح السالم، وجابر الأحمد، وسعد العبد الله، وصباح الأحمد.
كلمة أخيرة
إن وفاة الملكة اليزابيث الثانية وتوابع الحزن التي لحقت بها تؤكد لنا أن حب الشعوب يعلو أولا ويبقى حينما يذهب الزعماء ولا يبقى سوى ما عملوه لشعوبهم.
وداعا الملكة إليزابيث الثانية.. وصادق التعازي للعائلة المالكة البريطانية وشعبها الصديق