ما يحدث في العالم من حروب اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وعسكرية ستزيد من حدة حرب الغذاء على جميع الصعد
لقد استوقفني تحذير الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش عن خوفه من حصول مجاعة قريبا نتيجة الوضع العالمي المتأزم.
وأنا شخصيا قد حذرت من ذلك سابقا، واليوم لا بد لنا، كدول عربية، أن نتعاطى مع هذا الخطر بجدية كبرى، وأن نستعد لأي سيناريو قد يحصل.
فالأمر لا يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، بل من تداعيات هذا الأمر الذي سيشمل أوروبا كلها، غذائيا ومعيشيا، من الممكن جدا أن يتطور عسكريا، فتتوسع دائرة الحرب لتشمل الدول المجاورة لتلكما الدولتين.
القلق الجديد يأتي أيضا من إمكانية بدء حرب فعلية بين الصين وتايوان لتتوسع رقعة الحروب في العالم وقد يحصل ما لا تحمد عقباه، كنتيجة خطأ في التقديرات، أو في إدارة الصراع.
ما يهمنا هو أن نضيء على هذا الخطر الذي لا نتمنى له التصعيد، لكن علينا، كدول عربية، أن نتعامل مع الواقع، وأن نحمي أنفسنا ونعزز أمننا على كل المستويات، وأهمها الامن الغذائي، وبأسرع وقت ممكن.
الجميع يحذرون من شتاء قاس في أوروبا، ويحذرون من مشكلات فقدان الطاقة والغذاء، لكن في حال حدوث ذلك لا سمح الله، هل سيقتصر ذلك على القارة الأوروبية، أم سيشمل كل القارات؟
علينا أن نتوقع إغلاقا للمنافذ كلها، الجوية والبرية والبحرية، في حال لم تتوقف بؤر التوتر والحروب العالمية فورا.
علينا كعرب، أن نبدأ فورا في تعزيز مجتمعاتنا، وحماية شعوبنا من تداعيات التوترات الحاصلة في العالم.
أنا لست من المتشائمين، ولم أكن يوما كذلك، لكنني واقعي، وأخشى ما أخشاه أن نكون أمام مشهد مأسوي ومجاعة قد لا تستثني أحدا.
الاستعداد لكل الاحتمالات هو جزء من ضمان أقصى حظوظ النجاح، وعلى دول الشرق الأوسط أن تتجهز لهذه المخاطر، وتعمل على تأمين استقلاليتها، وعدم اعتمادها على أي من الأطراف لتأمين احتياجات شعوبها والحفاظ على أمنهم.
لم لا تعمل دول منطقتنا على خلق حلف شرق أوسطي مشابه لحِلف شمالي الأطلسي الـ”ناتو” معني بالحفاظ على أمنها؟ ولم قد يشكك البعض في حدوث ذلك؟
لماذا لا يتم تفعيل دور صندوق النقد العربي ليكون البديل الأفضل للصندوق النقد الدولي؟ لكن إن وجدت النية، فستتمكن حكوماتنا الحريصة على أمن شعوبها من إيجاد الصيغة المناسبة
خلف أحمد الحبتور
رجل أعمال إماراتي
” السياسة ” 25 سبتمبر 2022