- تجربة الانقطاع والحظر خلال جائحة «كورونا» كشفت لنا عن تأثير الثقافة وأهميتها
- قوة الثقافة لا تكمن في قدرتها على اختراق العزلة فحسب بل في أنسها وجاذبيتها
- مبادئ الثورة الفرنسية مصدر إلهام لكثير من المفكرين العرب في القرن التاسع عشر
- نقدر ما تقوم به الفرنكوفونية لخدمة الحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة
- السفيرة لوفليشر: سمو الشيخ ناصر المحمد والد الفرانكوفونية في الكويت بدأ أول الإجراءات لصالحها منذ الثمانينات
- الفرنكوفونية تعزز المشاركة وتبادل الأفكار والمعرفة وتحمل قيما عالمية مشتركة تدعو إلى السلام
قال سمو الشيخ ناصر المحمد إن «الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية، هو احتفال ظل مستمرا لأكثر من عقد من الزمن، ولم ينقطع إلا خلال فترة الحظر العالمية التي فرضتها جائحة كورونا»، معربا عن سعادته بالمشاركة طوال السنوات الماضية في هذا الحدث، تقديرا وإعجابا بالفرنكوفونية، وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل أقامته السفارة الفرنسية بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية واختتام الشهر الفرانكوفوني، بمقر السفيرة الفرنسية كلير لوفليشر، وبحضور حشد كبير من السفراء المعتمدين والمواطنين.
أوضح سمو الشيخ ناصر المحمد أن «تجربة الانقطاع والحظر كشفت لنا عن تأثير الثقافة وأهميتها، فعندما كان التواصل الاجتماعي مقطوعا، كانت الكتب والمطبوعات خير جليس، وكانت المواد الثقافية التي تبثها وسائل الإعلام والتواصل الإلكتروني خير أنيس، وتبين أن قوة الثقافة لا تكمن في قدرتها على اختراق العزلة فحسب، بل في أنسها وجاذبيتها».
وقال المحمد: «مادامت لكل شعوب العالم ثقافاتها وحضاراتها، فإن التأثير المتبادل بين الثقافات يبدو أمرا محسوما، وبالأخص إذا ما كان هناك حوار دائم بين الشعوب وتاريخ مشترك، وهو ما يبدو جليا بين الثقافة الغربية والثقافة العربية، فلم تكن المواجهات العسكرية التي شهدها العالم كلها حروبا، بل ساهمت في نقل الحضارة العربية إلى الغرب ونقل الحضارة الغربية إلى العرب».
وتابع: «كانت مبادئ الثورة الفرنسية مصدر إلهام لكثير من المفكرين العرب في القرن التاسع عشر، فمن وحيها ألفوا جمعياتهم وأصدروا صحفهم وكتبوا أديباتهم وحاربوا الاستبداد ونادوا بالحريات وطالبوا بالديموقراطية حتى وصل التأثر بالثقافة الفرنكوفونية إلى قيام حوارات داخل العالم العربي حول الحداثة والأصالة تأثرا بفلاسفة عصر التنوير الأوروبي، وطوال تلك الفترة كانت الفرنكوفونية هي المفتـــاح الذي استخدمه العرب للتواصل مــــع الحضارة الغربيــــة»، مشيرا إلى «استخدام المثقفين لها للتعرف على الحداثة، واستخدمهــــا الساسة في سلكهم الديبلوماسي، واستخدمها المشرعون لصياغة القوانــين ولهذا كله فإن علاقتنا نحن العرب بالفرنكوفونية علاقة مرتبطة بتكويـــن وتشكيل النهضة العربية الحديثـــة».
وختم كلامه بالقول: «يتزامن احتفالنا باليوم العالمي للفرنكوفونية مع احتفالاتنا في الكويت بأعيادنا الوطنية، وهي مناسبة نتذكر فيها الدول الفرنكوفونية التي وقفت معنا وأيدتنا ودعمتنا إبان تحرير بلادنا، ونحن ننتهز أي مناسبة لنشيد بمواقف من ساندنا من كل دول العالم، ونعبر له عن امتناننا المستمر، كما أننا نتابع في هذه المناسبة كل المستجدات التي تطرأ على العلاقة الكويتية – الفرنكوفونية، ونحن فخورون بما وصلنا إليه ونتطلع إلى نشر اللغة الفرنسية وتعليمها على نطاق أوسع».
من جانبها، قالت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر في كلمتها إن «الكويت بلد محب للفرنسية والفرنكفونية، بفضل محبي الفرنسية وقبل كل شيء عمل سمو الشيخ ناصر المحمد، فهو والد الفرنكفونية في الكويت، الذي بدأ أول الإجراءات لصالحها، منذ الثمانينيات، ولهذا السبب اختاره مجلس تعزيز الفرنكوفونية في الكويت بالإجماع رئيسا شرفيا، معربة عن شكرها لسموه على استثماره الثابــت في خدمـــة الفرنكوفونيـــة».
وأشادت لوفليشر بكلمة سمو الشيخ ناصر المحمد التي قالت «انه يؤكد مرة أخرى التزامه بالفرنكوفونية، فضلا عن منظور لا مثيل له حول هذا الموضوع».
وأشارت إلى أن «الفرنكوفونية هي حركة لأنها تتكيف وتثري نفسها بكلمات وتعابير من جميع أنحاء العالم، انه أيضا مساحة سياسية واقتصادية واسعة تعزز المشاركة وتبادل الأفكار والمعرفة، فهي تحمل قيما عالمية مشتركة تدعو إلى السلام، والوصول إلى التعليم للجميع، واقتصادا قائما على المشاركة والتنمية المستدامة».
وأضافت لوفليشر: «لقد فهمت الكويت هذا الموقف في وقت مبكر جدا، وراهنت على تدريس اللغة الفرنسية منذ عام 1966، ومنذ ذلك الحين، ومن دون أي انقطاع، يدرس طلاب المدارس الثانوية اللغة الفرنسيـــة كل عـــام».
وقالت: «بفضل هذا المجهود، تعد اللغة الفرنسية حاليا هي اللغة الثالثة التي يتم تدريسها في الكويت، وهي علامة على العلاقات القوية والدائمة بين بلدينا»