تنقسم الصناعة السياحية الى قسمين رئيسيين (السياحة الشعبية) او في بعض الأحيان تكون (السياحة الجماعية) وهي السياحة المرتبطة بالمقعد الاقتصادي في الطائرة ووسائل السفر الأكثر توفيرا للمال، اما القسم الثاني فيسمى (السياحة الفاخرة) او (السياحة الراقية) حيث تركز على جودة الخدمات ووسائل التنقل السريع وسبل الراحة.
تعد السياحة الشعبية السياحة الأكثر طلبا لفوائدها الاقتصادية والثقافية على الدول والأقل تكلفة على السائح حيث تعتمد السياحة الشعبية على جذب أكبر عدد ممكن من السياح والذي بدوره سيساعد على توفير فرص عمل وزيادة الطلب على المنتجات السياحية، مع ذلك قد يؤدي الضغط الزائد على المرافق العامة الى اثار سلبية، ولكن من الطبيعي ان يكون لكل جانب إيجابياته وسلبياته، وبلا شك ان إيجابيات الاقتصاد السياحي أكبر في جميع المقاييس، ولكننا نود التركيز هنا على نمطية السياحة الشعبية والتصور الذهني للسائح.
عندما نفكر في السياحة الشعبية فإننا ببساطه نفكر في المرافق الموجودة بالفعل في الدولة والأماكن العامة التي يستخدمها المجتمع المحلي بشكل يومي من أسواق ومطاعم وشواطئ ومغامرات وانشطه شبابية رياضية او اجتماعية او الدينية.
فالسياحة الشعبية هي السياحة البسيطة التي يتم التسويق لها بشكل جذاب يثير فضول السائح للتعرف عليها او اكتشافها وبلا شك فان المباني الفاخرة والعمران المتحضر يلعب دور في إيصال الصورة العامة المغرية للسائح، ولكنها ليست السبب او العنصر الوحيد للجذب، ان إعادة ترتيب الموجودات من انشطه وتجميعها وإعادة صياغة هويتها البصرية جديرة بتنشيط السياحة بشكل كبير لاستهداف السياحة الشعبية، ونحن كمجتمع كويتي بالفعل نمتلك كافة العناصر الأساسية للبدء بعملية تنشيط السياحة على المستوى المحلي والإقليمي وكل ما يتطلب منا في هذه المرحلة هو الاعتراف أولا بوجودها والسماح لها بالتعريف عن نفسها مع تنمية فكرة المفاهيم السياحية فيها والتعامل معها على انها عنصر مساعد في تنمية اقتصاد الدولة وتعدد مصادر الدخل من خلال تقديم الخدمات لها وليس بإدارتها فالإدارة السياحية لا تعني إدارة المرافق بحد ذاتها بل هي إدارة شاملة بمستوى مختلف يشمل التنظيم والتطوير وتقديم الخدمات.
محمد الكندرى