نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والسفارة الكندية لدى دولة الكويت بالتعاون مع شركة الحمراء العقارية وغراند سينما عرضاً خاصاً لفيلم «Peace by Chocolate»، الحائز جوائز عالمية، والذي يحكي قصة شاب سوري اضطر لمغادرة سورية واللجوء إلى كندا حيث يكافح لتحقيق حلمه بإنشاء محل ومعمل لصنع الشوكولاتة. يستند الفيلم إلى قصة واقعية عن كفاح اللاجئين وصمودهم في مواجهة التحديات ومحاولتهم إعادة بناء حياتهم في بلدان أخرى.
وتم تنظيم الفعالية تزامناً مع يوم اللاجيء العالمي الذي يقع في 20 يونيو من كل عام للاحتفاء باللاجئين وتسليط الضوء على قضيتهم، بحضور ممثلين عن الحكومة الكويتية والسلك الدبلوماسي والشركاء من القطاع الخاص والخيري والجهات الإعلامية.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة ريما الصباح حرم وزير الخارجية وسفيرة المفوضية في كلمة زلقتها امام الحضور: «أود أن أبدأ بتوجيه الشكر للسفارة الكندية ومركز الحمراء للتسوق وغراند سينماز على تضامنهم مع اللاجئين في هذا اليوم من خلال عرض هذا الفيلم».
واضافت الصباح: يحمل موضوع اليوم العالمي للاجئين لهذا العام اسم «أملاً بعيدًا عن الوطن: من أجل عالم أكثر شمولاً للاجئين». نظرًا لأننا نشهد المزيد والمزيد من الحواجز التي تعترض حقوق اللاجئين الأساسية في التعليم والصحة والمأوى والتوظيف، فمن الأهمية بمكان أن ندفع ونشجع الفنون والأنشطة التي تسلط الضوء على نضالهم وقدرتهم على الصمود في التغلب على التحديات والسعي من أجل التغيير.
وتابعت كلامها، هذا الفيلم هو قصة مؤثرة عن خروج الخير من المأساة. عائلة سورية لاجئة مكونة من الجيل الثالث من صانعي الشوكولاتة تعيد بناء حياتها وأعمالها بمساعدة رعاة الهجرة الملتزمين. قصة حقيقية جلبت إلى الحياة الدرامية، وهي تستكشف تعقيدات تغيير المنازل والأدوار والثقافات وتعلم كيفية التكيف مع كل ذلك أثناء الخروج من القمة.
من جانبها، ألقت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كيلي كليمنتس، كلمة بمناسبة يوم اللاجئ العالمي ونشر تقرير المفوضية السنوي حول الاتجاهات العالمية حول النزوح القسري 2022، والذي أشار إلى وصول عدد المهجرين قسرا إلى ما يزيد على 110 ملايين شخص اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الحروب والنزاعات والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت: «في ظل هذا العدد غير المسبوق لأعداد المهجرين قسراً حول العالم، لابد أن يكون هناك توجه عالمي لإيقاف هذا المسار التصاعدي للنزوح القسري العالمي، والعمل من أجل إيجاد الحلول وإنهاء النزاعات وإزالة العقبات التي تمنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم طواعية وبأمان وكرامة.» وأضافت: «تكمن أهمية هذا العرض الذي يقام اليوم بالشراكة مع السفارة الكندية شركة الحمراء العقارية وغراند سينما، في الرسالة التي يركز عليها الفيلم بأن اللاجئين يتمتعون بالمهارات والمواهب المميزة التي تستحق الرعاية والاهتمام، وينبغي علينا منحهم مزيداً من الفرص ودعمهم في مسعاهم لإعادة بناء حياتهم ولتمكينهم من المساهمة في البلدان المضيفة لهم. وأود أن أشكر جميع من حضروا اليوم للتعبير عن تضامنهم مع ملايين الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم، وآمل أن يتم بذل المزيد من الجهد لمنح اللاجئين الأمل بعيداً عن الديار».
تقليد قديم
من جهتها، قالت السفيرة الكندية لدى البلاد عليا مواني ان بلادها لديها تقليد قديم باستقبال اللاجئين من جميع دول العالم.
واضافت في تصريح لـ«نهار» على هامش ان القادمين الى كندا من عوائل او افراد او مؤسسات هم جزء لا يتجزأ من المجتمع وتاريخ كندا ووجدنا ان هؤلاء يستمرون في حياتهم ويبدعون ويقدمون كندا كبلد قوي، ويبنون حياتهم ووصفت هذه الحالة بالحالة الايجابية جدا، لافتة الى ان هؤلاء يسهمون في التنمية الاقتصادية والتعليمية وان الدولة توفر لهم كل ما يردونه.
وحول الاندماج السريع للاجئين في المجتمع الكندي المتعدد الثقافات والأعراق قالت ليس من السهل ان يترك الانسان بيته لكن كندا عبارة عن مجتمع مفتوح ولدينا تاريخ عريق في الترحيب بالاشخاص وهناك اجواء ايجابية،
وعن اختيار الكويت لعرض هذه التجربة الانسانية لسوريين لاجئين الى كندا في بلدة كندية قالت الكويت بلد انساني بامتياز ولديها تقليد عريق في هذا المجال وهي داعم عام واساسي للاجئين حيث انها تعد من اكبر المانحين في هذا المجال، مشيرة الى دعم الكويت لحالات الطوارئ والكوارث مثلما حدث في زلزال تركيا وسورية حيث كانت سخية في منحها، لافتة الى ان هذا الدعم الانساني ليس فقط من الحكومة الكويتية بل من الشعب ايضا وبالتالي تعد المكان الافضل لعرض فيلم سلام الشوكولا.
وبخصوص عدد اللاجئين الذين استقبلتهم كندا قالت هناك عشرات الآلاف من اللاجئين سواء من سورية أو السودان أومن افغانستان وأوكرانيا بالتعاون بين بلدها والمفوضية السامية هي علاقات وتعاون وثيق وكلانا يدعم اللاجئين ويبحث عن ايجاد حلول لهم ونعمل بشكل وثيق فيما بيننا ومستمرون على هذا النهج.
وأكدت السفيرة الكندية أن كندا فخورة بتقاليدها في الترحيب باللاجئين من جميع أنحاء العالم. على مدار تاريخنا، قدمنا موطنًا جديدًا وبداية جديدة لملايين اللاجئين. نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن تضمين اللاجئين في المجتمعات التي وجدوا فيها الأمان بعد الفرار من الصراع والاضطهاد هو الطريقة الأكثر فعالية لدعمهم في استئناف حياتهم وتمكينهم من المساهمة في البلدان التي تستضيفهم. مبينة أن هذا النهج يوفر لهم الأمل في المستقبل وينعكس في شعار عام 2023 ليوم اللاجئ العالمي وهو «الأمل بعيدًا عن الوطن. نحن متحمسون لمشاركة رسالة الأمل في هذه المناسبة».
بدوره، قال شادي دالي منتج فيلم سلام بالشوكولاتة، إن الفيلم يسلط الضوء على تجربة ملهمة لرحلة عائلة سورية هاجرت إلى كندا بعد الحرب، ونجحت في تحويل المستحيل إلى مصنع شوكولاتة عالمي، لافتاً إلى الدعم الكامل الذي تلقاه المشروع من الشعب والحكومة في كندا، حيث اكتسب هذا النجاح شهرة واسعة مع تقدير أعلنه رئيس الوزراء جاستن ترودو مرارا.