في أجواء روحانية تعكس روح المحبة والتسامح والتعايش، أقامت كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت (الكنيسة المصرية) قداس عيد الميلاد المجيد ، بحضور سفير مصر لدى دولة الكويت أسامة شلتوت وراعي كاتدرائية مـــار مرقـــس للأقبـــاط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي وعدد كبير من الشخصيات والضيوف من مختلف الطوائف والمذاهب.
وألقى السفير المصري أسامة شلتوت كلمة هنأ من خلالها كهنة وشعب الكنيسة القبطية المصرية بعيد الميلاد المجيد، وقال: يشرفني بداية ونحن نحتفل اليوم بعيد الميلاد المجيد أن أنقل لكم تحية وتهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، واسمحوا لي أن أقرأ عليكم كلمته بهذه المناسبة: “يسعدني أن أبعث إليكم بأخلص التهاني القلبية وأصدق التمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأغتنم هذه المناسبة الطيبة، كي أعرب عن أمنياتي لكم بدوام التوفيق والنجاح، داعيًا الله تعالى أن يجعله عيدًا سعيدًا مباركًا، وأن يعيده عليكم بكل الخير والسعادة، وأن ينعم على مصرنا بدوام الرقي والرخاء” ، وكل عام وأنتم بخير،،،
ووجه السفير شلتوت التهنئة لنيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى والقمص بيجول الأنبا بيشوي راعي الكنيسة المصرية وأقباط مصر بالكويت بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وقال السفير المصري في كلمة ألقاها خلال القداس «اسمحوا لي أن أغتنم الفرصة لأتوجه من خلالكم باسمي ونيابة عن كافة أعضاء السفارة المصرية في الكويت بخالص التهنئة القلبية إلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، ولكم أقباط مصر الأرثوذكس بهذه المناسبة، خالص الأمنيات بدوام السكينة والسرور، داعين الله أن يعيده علينا وعلى مصرنا الحبيبة والكويت الشقيقة بالخير والامن والسلام، مستلهمين في ذلك تعاليم السيد المسيح الداعية إلى إعلاء قيم التسامح والمحبة».
وتابع السفير شلتوت قائلا «نحتفل اليوم ونبدأ عاما جديدا يشهد على الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن، وعلى نموذج فريد لمعاني الإنسانية التي تجسدها دولة الكويت الشقيقة للتعايش والحريات الدينية بين مختلف شعوب العالم، لتستحق بصدق لقب «كويت الإنسانية».
وأضاف «ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالتهنئة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبد الله، بمناسبة العام الجديد».
واستطرد قائلا «كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بجزيل الشكر لقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الحكيمة ورعايته لأبناء الوطن، متمنيا لسموه موفور الصحة والعافية لما فيه خير الشعبين الشقيقين».
وأضاف السفير المصري «لقد مضى عام ليؤكد مجددا على عمق العلاقات المصرية الكويتية، فقد شهد خطوات تعزز مسيرة التعاون المشترك تمثلت في زيارة دولة لصاحب السمو الأمير إلى بلده الثاني مصر في أبريل 2024، وكذا تم تبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين، وشهد انعقاد اللجنة العليا المشتركة وما تتضمنه من لجان فنية، وما عكسته هذه اللقاءات من توافق الرؤى بين البلدين الشقيقين تجاه وطنيهما والأمة العربية جمعاء».
وتوجه السفير شلتوت بالرسالة إلى أبناء مصر حيث قال «أنتم سواعد الوطن خارجه، وسفراؤه بالخارج، وخير من يمثل قيمه وتقاليده ورفعة شأنه، وإحدى ركائز مسيرة التنمية المصرية التي لم تكن لتحقق نجاحا دون أبناء مصر الأوفياء في الخارج».
وختم السفير المصري كلمته بالقول «واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أعبر عن تقديري لدوركم في تحقيق الأهداف الوطنية النبيلة، والولاء الذي يباهي أبناءه الأمم كلها بانتمائهم إليه، مجددا الدعوة لي ولكل مصري لاستمرار المسيرة والعمل الجاد المخلص لبناء الجمهورية الجديدة تحت القيادة الحكيمة للسيد الرئيس، حتى نستكمل معا مسيرة التنمية بخطى واثقة وآفاق واعدة نحو مستقبل زاهر لوطننا العزيز».
وفي كلمته التي ألقاها خلال قداس العيد أعرب راعي كاتدرائية مـــار مرقـــس للأقبـــاط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والنماء.
وقدم القمص بيجول الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مشاعره الطيبة وكلمته المهنئة للمسيحيين بالخارج والتي قرأها السفير المصري لدى دولة الكويت أسامة شلتوت، وقد تمنى فيها الخير والسلام للجميع.
كذلك أعرب القمص بيجول الأنبا بيشوي عن شكره الوافر والكبير لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لرعايته السامية لقيم التآخي، ووصفه بأنه رجل الحكمة والتنمية، وقدم لسموه – حفظه الله ورعاه – أصدق التهاني بمناسبة مرور عام على توليه سدة الإمارة ومقاليد الحكم، وقال أن دولة الكويت بدأت مع سموه عهد جديد من مراحل التطور والنمو والنهضة، متمنيًا من الله أن يحفظ سموه بعظيم رعايته وكريم عنايته قائدًا ووالدًا لأهل الكويت الأوفياء وجميع المقيمين فيها وأن يعيد الله هذه المناسبة أعوامًا كثيرة وأزمنة مديدة وسموه يرفل بأثواب الصحة والعافية.
كما تقدم القمص بيجول بالشكر والتحية إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الصباح، حفظه الله، وذكر أنه صاحب مسيرة مشهودة وحافلة بالإنجازات والنجاحات، وكفاءته على مستوى الأصعدة مشهود بها، متمنياً لسموهما، حفظهما الله، وللحكومة الكويتية بقيادة سمو الشيخ أحمد العبد الله الخير والسداد.
ثم وجه راعي الكاتدرائية المرقسية الشكر إلى كل من أرسل التهاني بهذه المناسبة من أصحاب السمو والمعالي الشيوخ والوزراء ورجالات الدولة وكبار المسؤولين، ومن البعثات الدبلوماسية داخل الكويت وخارجها، وكذلك من أساتذة الجامعات، ومن رجالات الدين ورجال الأعمال والروابط، ومن شخصيات مجتمعية رفيعة.
وفي عظته بهذه المناسبة التي كان موضوعها “السلام.. كيف نعيشه رغم المشاكل؟” قال: مع الأحداث التي تحيط بنا والأخبار المثيرة كيف نعيش في سلام؟ واستدرك بالقول أن السلام كنز داخل الإنسان لا ينبغي أن يفرط فيه، وأن كل منا يستمد سلامه من “الداخل” وعليه ألا يسمح بالتشاؤم والقلق أن يتمكنا من وجدانه، وقدم بيجول “روشتة” لحفظ الإنسان على سلامه؛ ومنها ألا يستمد سلامه من المحيطين به لأنهم إن اضطربوا يضطرب معهم، والعكس، وأن يخضع الإنسان الظروف لمشاعره، مذكرًا بأن من يريد أن يعيش في سلام عليه أن “يوسع قلبه.. ويعمق فكره” وألا ينشغل بالمشكلة بل بحلها، وألا ييأس بل يمتلئ بالرجاء وأن يتذكر في كل وقت قدرة الله على حل المشكلة مهما تعاظمت، لافتًا إلى أن لكل مشكلة فوائد، وأن من يصمد أمام المشاكل يزداد قوة، وأن المشاكل تعلمنا الاقتراب لله وتعلمنا الرجاء والإيمان وتعلمنا الصبر والاحتمال وتعلمنا الحكمة.
لم يفت القمص بيجول أن يجدد التحية لقيادات ورجالات الداخلية بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية معالي الشيخ فهد اليوسف الصباح، وإلى وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم النواف، وكل قيادات الوزارة ورجالات الأمن العام والمرور والنجدة لما يقدمونه من جهد مخلص في تأمين كافة الاحتفالات، كما وجه الشكر إلى محافظ حولي علي سالم الأصفر ومدير أمن حولي العميد صالح العازمي ورجال أمن حولي، وكذلك كل قطاعات الدولة والأجهزة الإعلامية.
وفي ختام كلمته قال القمص بيجول: أود في هذه المناسبة بملء الرجاء والأمل والتفاؤل أن أعبر باسم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وأخوتي كهنة الكاتدرائية المرقسية في دولة الكويت عن كل الأمنيات الطيبة بأن يعيد الله على الجميع هذه الأعياد بالخير والبركة والسلام.