• مايو 20, 2025 - 5:52 مساءً

أمين «الوطني للثقافة»: العلاقات التاريخية مع الهند نموذج للتآخي والتبادل الثقافي المتين

                 

قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار إن العلاقات ما بين الكويت والهند «لم تكن يوما مجرد تبادل مصالح بل كانت ومازالت نموذجا فريدا للتآخي والتفاهم والتبادل الثقافي المتين».
جاء ذلك في كلمة للدكتور الجسار في افتتاح معرض وفعاليات «رحلة دوستي.. 250 عاما من العلاقات بين الهند والكويت» الذي تنظمه سفارة الهند لدى الكويت وبالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث وتحتضنه مكتبة الكويت الوطنية حتى نهاية الأسبوع محتويا معرضا للصور والوثائق النادرة اضافة إلى ندوات حول التأثير والتبادل الثقافي والحضاري بين البلدين الصديقين.
وأضاف د.الجسار ان الكويت والهند نسجتا عبر قرنين ونصف خيوطا من التعارف والتقارب «امتدت من أعماق البحار حيث كانت السفن تبادل السلع والأفكار إلى أعماق القلوب حيث التقدير والاحترام المتبادل»، مؤكدا دور الثقافة والفنون والأدب في تعزيز هذا الرابط مشكلة جسورا صلبة تربط بين الشعبين الصديقين.
وأكد أن الثقافة تظل حجر الزاوية في ترسيخ العلاقات بين الشعوب والحضارات، مبينا ان «ما يجمعنا من ارث مشترك وتاريخ عريق سيظل نبراسا نهتدي به نحو مستقبل اكثر اشراقا وتعاونا».
وأفاد بأن ملامح هذه العلاقة التاريخية بدأت عام 1775 تقريبا حين حطت سفن الكويت في موانئ الهند لأول مرة اغتناما للفرص الاقتصادية، مشيرا إلى ان الكويتيين اسسوا بعدها شبكة نقل تجاري واسعة ربطت ما بين الشرق والغرب لتتحول الكويت إلى مركز تجاري حيوي في المنطقة بفضل هذه العلاقة الاقتصادية المتنامية.

ولفت إلى عدم اقتصار هذه العلاقة على التبادل التجاري فحسب حيث استقر العديد من الأسر الكويتية قرب الموانئ الهندية وعملوا في تصدير العديد من السلع الحيوية إلى موانئ الخليج العربي مثل المواد الغذائية والأخشاب واستيراد التمور والخيول العربية مما ساهم بازدهار الحركة التجارية في الخليج العربي وحضور الكويت على الخارطة التجارية الاقليمية.
من جانبه، أكد سفير الهند د.أدارش سويكا في كلمة مماثلة متانة العلاقة التي تعود لما قبل تأسيس الدولتين كدول حديثة، منوها بالعلاقات التجارية التي بدأت أواخر القرن الثامن عشر حين رست السفن الكويتية محملة بالتمور والخيول واللؤلؤ إلى الموانئ الهندية لتعود محملة بالأرز والتوابل والأخشاب والمنسوجات ليس فقط للاستخدام في الكويت بل في المنطقة بأسرها.
وقال ان هذه الفعالية تأتي للاحتفاء بهذه العلاقات الوطيدة وتعزيز الوعي بين شباب البلدين بالتاريخ الغني الذي يجمعهما، مشيرا إلى استقبال المعرض خلال الأيام القادمة مجموعة من طلاب المدارس والجامعات من ارجاء الكويت في سبيل ذلك.
وذكر ان المعرض يحتوي على وثائق تتعلق بالتجارة في الموانئ الهندية وكتبا كويتية عن اللؤلؤ طبعت في الهند باللغة العربية أو لغات محلية هندية إضافة إلى أوراق وعملات نقدية كانت تستخدم في الكويت لأكثر من قرن حتى عام 1961 وطوابع بريدية طبعت في الهند وغيرها.
واشاد بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تفاعله الإيجابي في نقل الثقافة والمعرفة وتوطيد العلاقات الثقافية مع الهند ودول العالم بشكل عام والى الجمعية الكويتية للتراث ورئيسها فهد العبدالجليل «الذي كان الركيزة الاساسية والداعم الأكبر لهذه الفعالية».
ويقام معرض «رحلة دوستي.. 250 عاما من العلاقات بين الهند والكويت» يقام بالتعاون بين سفارة الهند والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية التراث الكويتي والأرشيف الوطني الهندي ووزارة الاعلام والبث الهندية، بالإضافة إلى وزارة الشؤون الخارجية الهندية.

Read Previous

«الوطني للثقافة»: الكويت تولي اهتماماً بالغاً بدعم أواصر العلاقات الثقافية والحضارية مع دول العالم

Read Next

«المنافذ البرية» و«موانئ دبي» توقعان مذكرة تفاهم بقيمة 800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس والمناطق الإستراتيجية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x