على الرغم من ان المجلس الحالي به نواب ينتمون إلى تكتلات سياسية ودينية، إلى جانب وجود تجمعات نيابية قبلية بينها تنسيق في الاستجوابات والقضايا المختلفة، فإنه من الملاحظ عدم الإعلان رسميا عن كتل برلمانية حتى الآن، بينما المجالس السابقة لم تكن تخلو من تواجد كتل تعبر عن تيارات أو أجندات سياسية تظهر علنا مواقفها داخل وخارج قاعة عبدالله السالم.
وكشفت الأيام الأخيرة عن تحركات نيابية استعدادا لدور الانعقاد الجديد الذي ينطلق اليوم، وهي تحركات تشبه ما تفعله الكتل البرلمانية، وهو ما يعطي دلالة ان المجلس الحالي به كتل خفية غير معلنة، لكن التنسيق على قدم وساق بين نواب كل كتلة أو كل تجمع سياسي أو قبلي أو ديني يدعم توجه بعض النواب نحو التصعيد ضد أي من الوزراء بالتلويح بالاستجوابات، وذلك في ظل وجود أغلبية نيابية موالية للحكومة تمكّنها من تجاوز أي تصعيد تواجهه.
ومن بين أهداف الكتل الخفية أو المشاورات النيابية ـ النيابية التنسيق لعضوية اللجان وتولي المناصب القيادية، مثل امين السر والمراقب بالمجلس، وكذلك السعي نحو اقرار القوانين التي تعتبر شعبية بالمقام الاول، والتي تحتاج إلى تنسيق على شكل كتلة برلمانية أو اكثر تتضامن وتحشد الاصوات وتشكل ادوات ضغط على الحكومة وباقي النواب.
وباستعراض سريع للتيارات السياسية وممثليها من النواب في المجلس الحالي والتي كانت مؤهلة لتشكيل كتل تمثل كل تيار، نجد ان التيار الوطني موجود في المجلس الحالي ويمثله النواب فيصل الشايع وراكان النصف واحمد القضيبي، وهناك التجمع الإسلامي السلفي حاضر بالنواب عبدالرحمن الجيران وحمود الحمدان وسعود الحريجي، إضافة إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير النفط علي العمير، وهناك التحالف الإسلامي ونوابه عدنان عبدالصمد، وخليل عبدالله، وأحمد لاري، وتجمع العدالة والسلام يمثله النائبان صالح عاشور وخليل الصالح.
والى جانب التنسيق بين نواب التيارات السياسية والدينية هناك تنسيق بين تكتلات قبلية من نواب الدائرتين الرابعة والخامسة، ومنها تكتل يجمع النواب عسكر العنزي وماضي الهاجري ومحمد الحويلة ومنصور الظفيري وطلال الجلال، اضافة إلى تكتل قبلي آخر يجمع النواب محمد طنا وسلطان اللغيصم واحمد مطيع وعودة الرويعي.
وعن ظاهرة غياب الكتل البرلمانية عن المجلس الحالي يقول نائب رئيس مجلس الامة مبارك الخرينج لـ «الخليج»: اعتقد ان الكتل البرلمانية موجودة في كل برلمان في العالم، ومجلس الأمة في الكويت ليس بعيدا عنهم، فالكتل البرلمانية موجودة في مجلس الأمة، سواء كانت مشهرة ومعلنة أو غير معلنة.
وتابع الخرينج قائلا: وكل هذه الكتل تعمل من أجل الصالح العام وتتنافس مع بعضها البعض في تحقيق الطموحات والآمال للوطن والمواطن، فهذا التنافس الشريف الذي نسعى إليه وتتمناه الكويت لمزيد من الرقي ولمزيد من التطور.
ويقول مراقب مجلس الامة النائب احمد لاري لـ «الخليج» عن ظاهرة غياب الكتل البرلمانية في هذا المجلس: بالفعل، من الملاحظ ان المجلس الحالي يفتقد لوجود التكتلات، فهناك آراء موجودة ومعتبرة ومخالفة لبعضها، ولكن التكتلات أيضا مهمة، وذلك لإثراء العمل السياسي ورفع مستوى الأداء، وتسليط الضوء على بعض الجوانب السلبية الموجودة.
بدوره يقول النائب عبدالله المعيوف لـ «الخليج»: ان النواب الذين وصلوا للمجلس لا يمثلون كتلا سياسية، ما عدا كتلتين رسميتين هما السلف والتحالف الوطني الاسلامي، اما بقية النواب فهم مستقلون ولا يمثلون اي كتل سياسية واضحة، واعتقد ان الاخ صالح عاشور وهو يمثل تجمع العدالة والسلام وهو ليس كتلة سياسية، بقدر ما هو توجه فكري. وتابع المعيوف: أغلبية الاعضاء ليسوا محسوبين على تيارات، وما أود الإشارة اليه، وما أراه ان هناك اقتناعا متبادلا بين السلطتين، وهذا ما غيّب اهداف الكتل والتيارات، وإنما اصبح هدف المجلس كله واحدا، واعتقد ان الرئيس مرزوق الغانم له دور في ذلك، فهو محبوب من جميع اعضاء المجلس، والجميع يؤمنون بإدارته للمجلس وبفكره وبكيفية تعاطيه. من ناحيته قال النائب ماضي الهاجري لـ «الخليج» عن ظاهرة غياب الكتل عن المجلس الحالي: نعم، لا توجد كتل معلنة لكن هناك تنسيقا بين الكثير من النواب فكأنها كتل غير معلنة.
ويقول عضو التجمع السلفي النائب عبدالرحمن الجيران: إن وجود كتل برلمانية لا يعتبر مؤشرا على قوة أداء المجلس، كما أن غيابها أيضا ليس دليلا على ضعفه، فالحكم على أداء المجلس تحكمه اعتبارات أخرى، كمدى التفاهم السائد بين السلطتين، ولا يعول الجيران على الكتل البرلمانية، خصوصا أنه في الدول العريقة اعاقت الكتل البرلمانية العمل، وأخّرت المصالح العليا للبلاد، حيث يغلب عليها صراع نفوذ وتحقيق مصالح أكثر من مراعاة المصلحة العليا.
وعن وجود نواب ممثلين للتجمع الإسلامي السلفي في المجلس الحالي، قال الجيران : نعم فنحن مثل بقية الاتجاهات والتجمع موجود وحاضر في المجلس الحالي، ويعمل ويتابع القضايا المحلية والإقليمية من كسب، وله دور واضح ورسالته واضحة وموجودة في البرامج الانتخابية التي تم إعلانها ويعيها الجميع جيدا، وله جماهيره العريضة المقتنعة به، والتجمع الإسلامي السلفي موجود في المجلس الحالي ويضم نوابا ووزيرا، وتحدث اجتماعات دورية بحضور الاعضاء، وأحيانا الظروف تحول دون الحضور، لكن التنسيق مستمر في ما بيننا.
وحول طريقة اتخاذ القرارات داخل المجلس، وهل يتم الرجوع لقيادة التجمع الإسلامي السلفي اولا، قال الجيران: هناك نوعان من القرارات، قرارات لا يمكن أن يختلف عليها مثل القرارات الحاسمة والمصيرية والاستراتيجية، فهذه طبعا يكون القرار جماعيا وليس فرديا، وهناك قرارات بسيطة قد تختلف فيها التقديرات.