يأتي الأسبوع الكويتي الثامن في مصر الذي افتُتح أمس الاثنين، برعاية كريمة من رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، وحضور طيب ومشكور لعدد كبير من المسؤولين والاقتصاديين ورجال الأعمال والصحافيين والإعلاميين الكويتيين والمصريين والعرب، ومشاركة مقدرة من سفير دولة الكويت في القاهرة سالم غصاب الزمانان، يأتي هذا الأسبوع ليشكل جسرا ثقافيا وحضاريا، فضلا عن كونه – في الأساس – جسرا اقتصاديا وتنمويا، وهو يأتي أيضا بعد سلسلة من النجاحات الكبيرة التي نعتز بها كثيرا، للأسابيع الكويتية السبعة السابقة في مصر.
ليس هذا فقط هو ما يجعلنا متفائلين بأن الأسبوع الثامن سيكون، بدوره، أكثر نجاحا وتميزا، بل أيضا لأن إقامته تتزامن مع انطلاقة تنموية كبيرة في البلدين الشقيقين، الكويت ومصر، حيث تواصل الكويت نهضتها التنموية الكبيرة، على الرغم من تراجع أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة، بل إنها تريد أن تحول هذا الجانب السلبي إلى معطى إيجابي، بالتوجه إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، وهو ما أشاد بنجاحه خبراء اقتصاديون عالميون، بينهم مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، خلال زيارتها الأخيرة للكويت.
بدورها تحقق مصر، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قفزات تنموية هائلة، لتعويض ما فاتها خلال «السنوات العجاف» التي تلقى فيها اقتصادها وتنميتها ضربة كبيرة وموجعة، نتيجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية، ومن ثم توقف عشرات المصانع، وهروب الاستثمارات المصرية والأجنبية، لكن الرئيس السيسي تمكن – خلال فترة وجيزة – من ترسيخ الأمن والاستقرار، وإشعار المصريين والمقيمين على أرض مصر بالطمأنينة على أنفسهم وأسرهم وأولادهم وأموالهم، بما أعاد الثقة بوجود بيئة جيدة وصالحة للاستثمار، وترسخ هذا الانطباع بأكثر من مؤتمر اقتصادي عالمي أقامته مصر، ودعت إليها فعاليات اقتصادية واستثمارية من كل دول العالم، وأبرمت خلالها صفقات استثمارية كبيرة، ستظهر آثارها المهمة في الفترة القليلة المقبلة.
من هنا فإن استشرافنا لنجاح الأسبوع الكويتي الثامن في مصر مبني على أسس واقعية وموضوعية، لأنه يشكل تعبيرا قويا ورائعا عن التنامي المستمر في علاقات دولتين وشعبين شقيقين، في كل مجالات العمل والحياة، وإصرارهما على ترجمة هذه العلاقات على أرض الواقع، وهو ما يسعى الأسبوع الكويتي إلى أن يعبر عنه ويجسده في رسالة محبة وتقدير من الكويت إلى الشقيقة الكبرى مصر.