كشف وكيل وزاره الصحة د. خالد السهلاوي عن إطلاق برنامج خاص للمقبلين على الزواج، سواء للزوج أو الزوجة، للتعريف بكيفية التغلب على المشكلات الاسرية، من خلال التعريف بالقواعد المنظمة للعلاقات الاجتماعية بينهما وبين عوائلهما، مؤكدا ان الوزارة من خلال برنامجها الارشادي تهدف إلى خفض نسب الطلاق الموجودة في المجتمع.
ورحب اساتذة علم نفس بعقد دورة للمقبلين على الزواج للحد من نسبة الطلاق في الكويت، داعين إلى تضافر وتعاون كل مؤسسات الدولة بداية من الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والحكومية لإنجاحها.
وقال أستاذ علم النفس د. جميل المري إن وجود دورة للمقبلين على الزواج ستجد هناك من يتفق أو يختلف معها، لكنها في الوقت نفسه إذا كانت تصب في ناحية الحد من نسبة الطلاق في الكويت فهذا أمر مرحب به، لكن يجب أن نعلم أن تلك الدورة تحتاج إلى تضافر وتعاون كل مؤسسات الدولة، بداية من الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والحكومية، وذلك حتى تكون شاملة، ولا بد من وضع دراسات توضح أسباب الطلاق في الكويت وكيفية علاجه، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجب أن يكون عبارة عن عمل مشترك بين المؤسسات المختلفة.
وقال المري: إن أبرز المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق العناد وعدم الاستماع إلى الآخر، ففي أول خلاف بين الزوجين يحدث الطلاق، إضافة إلى الجانب المادي حيث تبحث الزوجة عن السفر والذهب والسيارة والزوج يكون في بداية حياته، أو يكون رجل بخيلا، لافتا إلى أن هناك خمسين سببا للطلاق تم حصرها من أهمها تطاول المرأة على الزوج أو أهله، وعدم الاحترام المتبادل بينهما، ولغة الحوار المتدنية بين الزوجين، إضافة إلى الابتذال والخيانة التي تؤدي حتما إلى الطلاق.
وأكد المري أهمية معالجة الطلاق الأول وكيفية اختيار الزوجة الثانية، مشيرا إلى أن الزوج قد يكون السبب في طلب الزوجة الطلاق بسبب أسلوبه وطريقته في التعامل معها، فقد يكون الزوج غير رومانسي ولا يمتلك لسانا حلوا، إلى غير ذلك من أمور تؤدي إلى الطلاق، وأضاف: الكل بحاجة إلى تعلم كيف ينجح في حياته الزوجية، ولا يوجد مانع في اقامة ورشة عمل في كيفية النجاح في الحياة الأسرية، متسائلا: أين سي السيد من كلمات الحب والود والرحمة لزوجته؟ فكلمة «الله يعطيك العافية» أصبحت عيبا لدينا، ولا يقولها الشاب لزوجته، وإذا سألت الزوج لماذا لا تقول لها كلمة شكر؟ يرد عليك بأن ما تقوم به هو دورها وواجبها، ونؤكد اليوم أن سنة الرسول الأسرية غابت عن مجتمعنا، وأصبحت شبه معدومة، في حين أنه صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجاته، لذلك نحتاج إلى أن نحيي سنة الرسول الأسرية في بيوتنا.
ومن جانبه قال أستاذ علم النفس د. حسن الموسوي إن مسألة التوعية قبل الزواج عن طريق الدورات أو غير ذلك من الأمور أصبحت أمورا ضرورية بعد ارتفاع معدلات الطلاق بشكل ضخم في الكويت، بل إن مسألة الخلع أيضا انتشرت بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أن الطلاق سبب رئيسي في تهديد الأمن الاجتماعي للمجتمع، مطالبا في الوقت ذاته بأن تشترك أكثر من مؤسسة وجهة رسمية في الحد من أسباب الطلاق، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى عامل شامل مشترك يجمع كل المؤسسات الرسمية والمدنية لكي تساهم في الحد من تلك الظاهرة.
وتابع الموسوي: في السابق كانت هناك دورات للمقبلين على الزواج، وكانت تعطى جوائز قيمة لمن يجتاز الدورة كتذكرة طائرة، إلى غير ذلك من الأمور ولكن حينما شاهدوا أنه لا جدوى من تلك الدورات أوقفوها لذلك يجب أن تكون الدورات القادمة مدروسة دراسة جيدة، وأن تكون هناك دراسات عن أسباب الطلاق وعلاجه.
وبين الموسوي أن أسباب الطلاق متعددة، منها عدم النضج العاطفي والعقلي بين المتزوجين، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وكثرة الخلافات الزوجية والتي تتخلها عوامل مادية ومعنوية ونفسية، بالإضافة إلى الخلافات التي من الممكن أن يتدخل فيها أهل الزوجين واختلاف الفكر والميول والاتجاهات.
وختم الموسوي: الاحترام المتبادل أهم عوامل نجاح العلاقة الزوجية والرغبة في الاستمرار والنجاح تجعل الإنسان يسعي نحو السعادة وتقبل الآخر مع قليل من التنازلات المقبولة والمتبادلة، ولا انصح بأن تقدم المرأة تنازلات في كل حال، بل تتأنى حتى لا تضطرها الظروف لمزيد من التنازلات. ثم ليكون كل شريك للآخر الحبيب والزوج والسند ومصدر الأمان والبهجة.
من جهتها، قالت الكاتبة الصحافية د. رباح النجادة إن قضية وجود دورات توعوية من قبل مؤسسات الدولة المختلفة قبل الزواج هو أمر جيد ويسهم في خفض نسبة الطلاق في المجتمع الكويتي، مطالبة في الوقت ذاته بأن تقوم كل مؤسسة من مؤسسات الدولة بالدور المناط بها في هذا الشأن، فلا يجب أن تقوم وزارة الصحة أو وزارة الشؤون أو التربية أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة أو وزارة بعمل برنامج أو دورة للمقبلين على الزواج وحدها، ولكن يجب أن تكون هناك خطة متكاملة لهذا الأمر.
وأشارت النجادة إلى أن هناك دورا للأسرة لإنجاح العلاقات الزوجية، فالأمر يبدأ من خلال تحمل الشاب أو الفتاة المسؤولية، مبينة أن بعض الشباب أصبح لا يتحمل مسؤولية الحياة الزوجية، لذلك سرعان ما تراه ينفر منها وينفصل عن زوجته، لذلك لا بد أن تكون أهدافا واضحة لتلك الدراسات، مشيرة إلى أن الدول في حاجة إلى دراسة أسباب مشكلة الطلاق، مبينة ان مشكلة الطلاق لم تتم دراستها بشكل كامل ومتقن من جميع النواحي وبشكل علمي مدروس من قبل الدولة، ولم يتم إلى الآن تحديد جوانب الخلل التي تودي انفصال الطرفين.
ورأت النجادة إلى أن هناك ضرورة في ان تخوض وزارة العدل مع جامعة الكويت ووزارة التربية ووزارة الشؤون وادارة الاحصاء المركزي ووزارة الصحة وكل مؤسسات الدولة المعنية في حل هذه المشكل، وأن تشترك في فحص اسباب تفشي ظاهرة الطلاق ليمكن معالجة المشكلة، مؤكدة أن الحل لا بد أيضا أن يبدأ من الأسرة والتربية السليمة والتي من خلالها يستطيع الشاب أو الفتاة أن تتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها.