• نوفمبر 23, 2024 - 9:51 صباحًا

أكاديميون ودعاة لـ الخليج : لجنة المناصحة مهمة لوقف منابر التطرف

بدأت لجنة مناصحة الائمة والخطباء بجولات في العديد من مساجد البلاد، ومناقشة بعض الائمة الذين تحوم حولهم شبهات التشدد والتكفير، وتسعى هذه اللجنة إلى رصد اهم اسباب انتشار الفكر المتشدد بين بعض الائمة والمصلين في مساجد البلاد، إحالة اي امام يثبت ترويجه لهذه الافكار على التحقيق، فضلا عن متابعة سلوكهم في وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الاعلامية الاخرى.
وتسعى وزارة الاوقاف، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إلى وضع منظومة امنية تدريبية تستهدف بناء القدرات الخاصة في ما يتعلق بأساليب الحس الامني، بالتركيز على ما يتعلق بالفكر المتطرف ومواجهة الارهاب، اضافة إلى مهارات التفاوض والحلول الودية والاطلاع الدوري على المعايير الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان.
وقالت أستاذة علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. سهام القبندي إن فكرة إنشاء لجنة لمناصحة الأئمة والخطباء هي فكرة جديرة بالتقدير والاحترام، وذلك في ظل استغلال المنابر من قبل البعض استغلالا سيئا، من الممكن أن يقوم هذا الاستغلال بتنمية العنف لدى الشباب، مما يولد بعض المشاكل التي لا حصر لها للمجتمع الذي نعيش فيه، مشيرة إلى أن الوسطية كانت ولاتزال وستظل علامة فارقة، وسمة مميزة من سمات الحياة على أرض الكويت، داعية إلى دعم الفكر الوسطي وبذل مزيد من الجهد الفكري والثقافي والدعوي لتحصين الشباب ضد هذه الافكار المنحرفة التي تشكل خطرا حقيقيا على امننا المجتمعي.
وأكدت القبندي أن الفكر المتشدد يساهم في انتشار العنف في المجتمعات، كما يؤدي إلى مزيد من الصراعات النفسية، بل من الممكن أن يساهم في نشر العنف في المجتمعات، وإذا كان العالم من حولنا يدين إسلامنا فنحن في حاجة ملحة إلى أن ندافع عن اسلامنا، من خلال المبادئ الإيجابية التي يجب أن نقوم بإبرازها، مشيرة إلى أن تلك اللجنة يجب أن تقوم بدورها المناط بها من خلال توعية الأئمة والمؤذنين بأهمية المنهج الوسطي، كما يجب ان تطالبهم بعدم الانحراف وأن تكون هناك عقوبات صارمة على من يقوم بهذا الأمر، مؤكدة أن هذا الامر هو الطريق لنبذ العنف في المجتمع، مؤكدة أن اللجنة لن تستطيع القيام وحدها أيضا بنبذ العنف في المجتمع، بل يجب أن تكون هناك أدوار أخرى لجمعيات النفع العام، كما يجب أن تطبق تلك اللجنة خاطرتها على الجميع دون استثناء.
فيما أثنى الكاتب الصحافي طارق إدريس على ما يقوم به وزير العدل وزير الأوقاف يعقوب الصانع من جهد كبير في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي قام بجهود كبيرة في وزارة الأوقاف، متمنيا ألا يهدم ما بناه الصانع من لجان تعمل على المنهج الوسطي، مشيرا إلى ان مثل هذه اللجنة سوف تساهم بما لا يدع مجالا للشك في تعزيز المنهج الوسطي، مطالبا في الوقت ذاته بأن تستهدف تلك اللجنة كل المساجد في الكويت والوقوف على مواطن الخلل والتي من خلالها تستطيع أن تحدد من أين يصدر العنف في المجتمع.
وقال إدريس: بالإضافة إلى تلك اللجنة التي لها أهميتها الكبيرة في نشر المنهج الوسطي يجب أن تكون هناك رقابة ذاتية على المنابر، من قبل الأئمة والخطباء أنفسهم، مشيرا إلى أن المنهج الوسطي هو منهج أهل الكويت مؤكدا على أن إرساء العدل وإنهاء الظلم ورفض الكيل بمكيالين وتحديث التعليم والحث على الوسطية والاعتدال من كل الأطراف هي أنجع السبل لإنهاء التطرف، مؤكدا على أن ما يقوم به وزير الأوقاف يعقوب الصانع يدل على أن هذا الشخص عاش في زمن الأولين الذين تربوا على الوسطية وعدم الاصطفاف والبعد عن النعرات ونشر البغضاء والفرقة والحسد فالشعب الكويتي هو شعب متسامح.
فيما قال الداعية الإسلامي راشد العليمي: النبي صلى الله عليه وسلم عاش مع المسلمين، وكان هناك يهود لم نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاعتداء على هذه اليهودي، إذن من أين أتينا بسياسة الاعتداء.
وقال الداعية د. عبدالله الشريكة إن لجنة المناصحة للأئمة والخطباء هي لجنة مشكلة من ذوي الخبرة والعلم ومن الائمة المعينين فقط، وأعضاؤها 7 يناصحون المخالف قبل وقوعه في المخالفة الادارية او الفكرية، وبعد وقوعه تكون المناصحة. وبناء على تعليمات الوزير ستقوم هذه اللجنة بجولات ميدانية على جميع مساجد الكويت وتدوين الملاحظات، سواء كانت ايجابية أو سلبية، وتحرص اللجنة على ملاحظة مظهر الامام وهيئته واتقانه للحفظ واقامة الصلاة في وقتها ورفع الاذان في وقته، والتأكد من قيام الامام والمؤذن بواجباتهما المناطة بهما في الصلاة، بل ان اللجنة تذهب إلى ابعد من ذلك فتتأكد من صلاحية مرافق المسجد وصيانتها وتدون ملاحظاتها في ذلك.
نحن في «الاوقاف» في هذه الفترة نعيش عصرا ذهبيا، خصوصا في خدمة بيوت الله سبحانه وتعالى، من خلال مبدأ الثواب والعقاب، فالإحسان للمحسن وعقاب المسيء سواء كان كويتيا او غير كويتي.
وتابع: اننا كلجنة معنيون بحضور خطب المساجد، وملاحظة طريقة إلقاء الخطيب وكيفية اتقانه اللغة، وهل يتناسق هندامه مع الخطبة، وهل يتقن نقل الآيات والاحاديث، وهل يدخل اللهجة للخطبة ام يحرص على اللغة السليمة؟ حتى مخارج الحروف فهو معلم في النهاية ويجب ان يعطي المعلومة بشكل صحيح وأمين وعدم خوضه مسائل لا ينبغي لمثله الخوض بها، مع تلقينا الشكاوى حولهم ومطالبة اللجنة بخطبة الخطيب المشتكى بحقه والتأكد منها لإحقاق الحق له او عليه، فتهمنا مصلحة الامام والارتقاء به وتعزيز دوره الاجتماعي والديني، وكذلك تهمنا مصلحة المصلين والمجتمع، فهنا تتم محاسبة الامام ان استخدم المنبر لأغراض خاصة، فيحال الخطيب على لجنة المناصحة ان اخطأ ويناصح فإن انتصح وإلا فإنه سيحال إلى لجنة شؤون الوظائف الدينية لاتخاذ قرار بفصله من وظيفته، واحيانا يعاقب بالايقاف الموقت ان كانت مخالفته لا تستحق الفصل.

Read Previous

الكهرباء»: توفير وقود بـ 3.5 مليون دينار خلال الصيف

Read Next

تحرير 565 مخالفة مرور وتلقي 294 بلاغًا بالعاصمة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x