• نوفمبر 23, 2024 - 4:01 صباحًا

عقدة الضب في مشاكل العرب!

كان العرب يضربون المثل بعقد ذيل الضب التي تبلغ 21 عقدة ـ أي بعدد الدول العربية المنضمة للجامعة العربية بعد تعليق عضوية سورية ـ للدلالة على المشاكل التي يتشدد أصحابها وتتفرع قضاياها حتى يصبح من الاستحالة الوصول لحلول لها، والواقع المعيش يظهر ان أغلب مشاكل دولنا العربية هذه الأيام قد اصبحت تشبه ذيل الضب مما يجعل من الاستحالة ان تحلها المؤتمرات واللقاءات والتصريحات المتفائلة مهما كثرت، ومن ذلك:
]]]
لكي يحل السلام في القضية الفلسطينية المزمنة وترحل المستوطنات من الضفة الغربية والقدس الشرقية، تطلب القيادة الإسرائيلية من القيادة الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ضمانات السلام مقابل الأرض، وهو ما لا يستطيع الرئيس توفيره كون قطاع غزة تحكمه حركة حماس التي تصرح بأنها لا تعترف بإسرائيل ولا تريد السلام معها، ولن توقف حروبها الظافرة وانتصاراتها الباهرة ضدها حتى تحرر الأرض الممتدة من النهر الى البحر.. وعقدة ضب!
]]]
في الشأن السوري تكمن عقدة الضب في حقيقة ان روسيا وإيران والعراق وحزب الله يدعمون الرئيس بشار بشكل علني ومباشر، بينما يدعمه الغرب بشكل غير مباشر عبر العمليات الجوية للتحالف الدولي شمال سورية، إضافة الى دعم الولايات المتحدة لحكومة العراق التي تدعم بدورها حكومة الأسد، يقابل ذلك مطالب المعارضة السورية برحيل الأسد دون الحديث عن البديل، فلا يوجد رئيس ظل تطمئن له الأقليات العرقية كالأكراد الأقوياء، أو الدينية كالمسيحيين، أو الطائفية كالعلويين والدروز والاسماعيلية والشيعة إضافة الى القوى الليبرالية والعلمانية والشيوعية واليسارية والقومية والاشتراكية!
]]]
باليمن يطالب القرار الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع للميثاق قوات الحوثيين وصالح بالرضوخ له بينما يضع هؤلاء 7 شروط لتطبيقه لا يتزحزحون عنها تنسف ذلك القرار من جذوره، حيث ترفض الشروط عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وترفض الخروج من المحافظات، كما ترفض العقوبات عليهم.. إلخ.
ولا يعلم أحد من أين لقوات الحوثيين وصالح ذلك المعين الذي لا ينضب من الأسلحة الثقيلة والذخائر رغم الحصار؟! وقد يكون حل عقدة الضب في اليمن يكمن في استمالة الشرعية والتحالف لأحد الحليفين صالح عبر ابنه أحمد أو عبدالملك الحوثي، والأول أقوى وأسهل!
]]]
القضية الليبية التي يفترض ان تكون الأسهل ولا عقد ضب فيها أصبحت أكثر القضايا تعقيدا، فمن مؤتمرات فاشلة للفرقاء عقدت في مصر وتونس والجزائر والمغرب وسويسرا، الى تكوين دويلات ذات ميليشيات متنافرة ومدججة بالسلاح في طرابلس وبنغازي وطبرق وسرت ومصراتة والزنتان ودرنة وتابو، إضافة الى تجمعات حزبية وقبلية متباعدة مما يعني انه لا عودة إطلاقا الى ليبيا الموحدة التي خلقها الملك الصالح ادريس السنوسي وفرقها إبليس القذافي، والرهان هو: الى كم دويلة ستنقسم ليبيا بالنهاية؟ أي إلى 3، 6، 9، 12، فالمساحة والثروات تسمح بدزينة من الدول.. والأيام بيننا!

آخر محطة:
لبنان الأخضر يخرج من انسداد سياسي الى آخر حتى بات بعض مفكريه وساسته ومثقفيه وإعلامييه يرون ان الحل هو في التقسيم، وما فشلت الحرب الأهلية في تحقيقه يمكن للأزمات السياسية والصعوبات الاقتصادية ان توصل اليه، ويقول هؤلاء ان الأحوال في مناطقهم شبه المستقلة إبان الحرب الأهلية أفضل كثيرا من أوضاعهم هذه الأيام، ذيل الضب في لبنان دخل في جوف ثعبان فبات من الاستحالة فك عقده!

Read Previous

المكانة والقدرة

Read Next

«ربيع داعش»!

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x