فيما قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود إن الكويت تعمل وفق خطة طموحة للحفاظ على التراث الحضاري، أكد متخصصون أن الدول تقاس بما لديها من موروث حضاري وثقافي على مر العصور، مبينين أن الكويت تملك معالم وآثارا تاريخية ذات طابع يعكس تراث مؤسسي الدولة، كقصر السيف ونايف والأحمر ومشرف وخزعل والغانم وبوابات السور الثالث.
وقال الكاتب الصحافي طارق إدريس إن للكويت معالم وآثارا تاريخية ذات طابع يعكس تراث مؤسسي الدولة، كقصر السيف ونايف والأحمر ومشرف وخزعل والغانم وبوابات السور الثالث، إن مثل هذه المعالم تعاني من النسيان والإهمال فقصر الشيخ خزعل أخذ يتهاوى مع قصر الغانم دون أي ترميم أو تحسين يذكر، قبل فترة تمت إعادة افتتاح كشك الشيخ مبارك الكبير بعد أن طواه الإهمال لعقود طويلة وكذلك بيت العثمان، إلا أن هنالك مباني أخرى نتمنى من المسؤولين التوجه نحو الاهتمام بها ففي دول عديدة في العالم يتم الاهتمام بالمباني التاريخية وبشكل ملحوظ، أما لدينا فالوضع مختلف لكوننا نفتقر إلى وسيلة ملزمة لتبيان وشرح الطريقة التي تتم من خلالها المحافظة على التراث الكويتي القديم والمعاصر، فالمباني آنفة الذكر، وغيرها مما تم استحداثه بمجهودات أهلية غير حكومية، يتحتم بأن يصدر تشريع وطني يعزز مسألة المحافظة على ديمومتها.
وبين إدريس بأنه كان هناك إهمال في السابق من قبل الجهات المعنية في الدولة، فقد أزيل كثير من المواقع التراثية في الدولة، والوزارة الوحيدة التي تحافظ على أماكنها التراثية من خلال ترميمها هي وزارة الأوقاف، فهي تعيد ترميم كثير من المساجد القديمة، مؤكدا أن الكويت في حاجة إلى هيئة معنية بالمباني التراثية الموجودة فالتطور الذي حدث مع بيت العثمان جعله قبلة وموقعا تراثيا نتفاخر به، مؤكدا أن التوصيات التي عرضت على المجلس هي صحوة من وزير الإعلام ويجب متابعة الأمر، مؤكدا أن هناك الكثير من الأماكن التراثية التي بحاجة إلى إعادة تأهيلها من الداخل مثل قصر نايف، متمنيا أن تحقق تلك الصحوة شيئا على أرض الواقع من خلال تعاون السلطتين.
وطالب إدريس بضرورة رصد ميزانيات للمحافظة على التراث الكويتي القديم، خصوصا أن من كان يعيد ترميم المدينة التراثية توقف بسبب عدم رصد ميزانية للمشروع وتم إيقافه، متمنيا أن تكون هناك هيئة مستقله عن وزارة الإعلام والهيئة العامة للثقافة وتشكل من مهندسين ومتخصصين للمحافظة على التراث والتاريخ الكويتي، وأشاد إدريس بما تقوم به الشيخة فريحة من محافظة على التراث من خلال الاهتمام بالتراث الكويتي.
من جانبها قالت الإعلامية نوال الدرويش ان الدول تقاس بما لديها من موروث على مر العصور مع بيان هوياتهم، وكذلك الموروث الثقافي الذي يمثل جزءا من التراث الانساني لتلك الشعوب، وأضافت ان ذلك يفرض علينا ضرورة المحافظة على هذا التراث الذي يشمل كل ما خلفته الأجيال السابقة في مختلف الميادين من تراث مسموع كالروايات الشفوية والحكايات والفنون، وتراث مكتوب كالوثائق والمحفوظات بالاضافة إلى المباني والآثار والنقوش والزخارف والمباني التاريخية وهناك أنواع أخرى كأدوات الزينة والحلي والملابس وغيرها.
وبينت الدرويش أن هناك جانبين لا بد من النظر إليهما حينما نتحدث عن الموروث الثقافي والمحافظة عليه، الأول هو دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والثاني دور الإعلام، مشيرة إلى أنها تلمس قصورا من قبل المجلس الوطني في التركيز على الأمور التراثية، من خلال عدم توعية المواطنين بالأماكن التراثية وأهميتها وتاريخها، مبينة أن هناك إدارة للعلاقات العامة في كل مكان وعلى تلك الإدارة أن تقوم بمسؤولياتها من خلال التعريف بأهمية المكان وتاريخه.
وطالبت الدرويش وسائل الإعلام بأن تقوم بدورها في توعيه الناس بالأماكن التراثية، مشيرة إلى أن هناك قصورا إعلاميا في التعريف بالأماكن التراثية وتاريخها، بل إن هناك أماكن كثيرة تم إهمالها في فترة من الفترات، وعلي وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذا الأمر، مشيرة إلى أن هناك قصورا في الثقافة المجتمعية لتلك الأماكن ومدى أهميتها والتعريف بها.
وعن حاجة المجتمع الكويتي لبرامج توعيه بأهمية الثقافة والأماكن التاريخية في الكويت قات الدرويش: هناك بالفعل برامج لكن تمر فقط على تلك الأماكن ولا تبرز الوجه التاريخي لتلك الأماكن، مشيرة إلى أن تلك البرامج في حاجة إلى الدخول بعمق في التاريخ الكويتي للوقوف على الأحداث التي أنشئت خلالها تلك الأماكن وتاريخها.
ومن جانبه قال أستاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور جاسم العلي: حينما نتكلم عن التراث الكويتي لا نتكلم فقط عن الأماكن التراثية أو المباني بل هناك ثقافية تاريخية واقتصادية وعلمية لا بد من المحافظة عليها، فهناك جوانب متعددة للتاريخ الكويتي، وخير من يمثل هذا التراث هو مركز الدراسات الإستراتيجية والذي يرأسه الدكتور عبدالله الغنيم، مشيرا إلى أن هذا المركز يحتوي على الكثير من المخطوطات التراثية والآثار والكتب التي تبين الجانب العلمي والثقافي والتراثي لدولة الكويت، وكذلك بها العديد من الجوانب التاريخية السياسية لدولة الكويت.
وأوضح العلي أن الجيل الحالي لم ير الجانب العمراني السابق والذي شيد بطريقة زخرفية وبدائية جميلة، فلا يوجد دولة في العالم ليس لها تاريخ، لذا على دولة الكويت المحافظة على الجوانب الأثرية، فقد كان لدينا العديد من المباني الموجودة ولا زال بعضها موجودا، فهناك بيوت قديمة بجانب دار سلوي وبيت البدر والغانم وبيت العثمان وغيرها من تلك البيوت الجميلة، ولكن للأسف الشديد تم إزالة بعضها قبل خمس سنوات فهذه البيوت لا بد من المحافظة عليها، ولا بد من تعريف أبنائنا بأهمية تلك البيوت.
وطالب العلي بضرورة أن يطلع الجيل الحالي بما كان عليه الآباء المؤسسون وأن يطلعوا على التراث الكويتي، وأن يطلعوا على طبيعة العيش والأمن الغذائي والمائي وكيف كان يعيش الشعب الكويتي في ضنك، مطالبا بضرورة أن يحفظ التاريخ بكل أنواعه فإذا كانت عبارة عن مبان فلا بد من الإبقاء عليها وصيانتها، وإذا هي كتب فعلينا بإرسالها للدكتور الغنيم للمحافظة عليها، وبالفعل الدكتور الغنيم حافظ على التراث الكويتي المكتوب بل كان يسافر هنا وهناك لكي يحصل على الكتب التراثية التي تتحدث عن تاريخ الكويت.
وعن حاجة الكويت إلى هيئة مستقلة للمحافظة على الآثار في الكويت قال العلي: أنا لا أؤيد تفريخ الهيئات المختلفة من بعضها ولكن يجب أن يكون لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون صلاحيات واهتمام بالتراث بكل أشكاله وأنواعه، مشيرا إلى أن تلك الآثار بمختلف أنواعها تحتاج إلى ترميم وتحتاج إلى ميزانية ويجب أن ترصد لتلك الآثار ميزانية للمحافظة على تاريخ الكويت.