الخليج 
ثمَّن رئيس فريق الموروث الكويتي أنور الرفاعي الجهود والدعم اللامحدود الذي يقدمه سمو الشيخ ناصر المحمد لبيت العثمان الذي يوثق حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الكويت، معلنا ان سموه سيقوم بافتتاح المتاحف الجديدة في مركز عبدالله عبداللطيف العثمان التراثي (بيت العثمان) اليوم الثلاثاء.
وكشف عن ان أسرة بهبهاني، ممثلة في السيد أحمد اسماعيل بهبهاني، قدموا لبيت العثمان من مقتنيات والدهم كما كبيرا من القطع التي تصل إلى عدة آلاف، فتم انشاء متحف خاص بها، تحت اسم متحف «سيد إسماعيل بهبهاني».
وأشار إلى ان الهدف من بيت العثمان هو تعريف الأجيال الحديثة من الشباب كيف كان ماضي أبائهم وأجدادهم، مشيدا بدور الشيخة أمثال الاحمد التي تترأس الفريق في تطوير متحف بيت العثمان.
جاء ذلك في لقاء مع «الخليج»، استعرض خلاله الرفاعي أهم إنجازات متحف بيت العثمان خلال الفترة الماضية والمراحل القادمة لتطويره… وفيما يلي التفاصيل:
] ما الجديد في متحف بيت العثمان؟
ـ برعاية وحضور سمو الشيخ ناصر المحمد سوف يتم افتتاح المتاحف الجديدة في مركز عبدالله عبداللطيف العثمان التراثي (بيت العثمان)، وقبل فترة تم افتتاح متحف بيت العثمان من قبل حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وكان هذا المبنى الذي يعود إلى عام 1947، وهو منزل المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان، وبني هذا البيت على النظام القديم في ذلك العام، من طين وصخر البحر والجندل… إلى غير ذلك من مواد كانت تستخدم في السابق في البناء.
وتدرج هذا البيت في البناء في عدة مراحل حتى ظهر الطابوق الأسمنتي، حتى وصلنا في مرحلة من مراحله إلى الأسمنت المسلح، ويعتبر المبنى في حد ذاته رحلة للعمارة في تاريخ الكويت، وتشرف فريق الموروث الكويتي بافتتاحه من قبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد.
] ماذا تضم المرحلة الثانية في تطوير متحف بيت العثمان؟
ـ نحن قادمون في هذا الأسبوع إلى افتتاح المرحلة الثانية، ووضع حجر الأساس للمرحلة الثالثة لبيت عبدالله عبداللطيف العثمان، وتتكون هذه المرحلة من أربعة متاحف، المتحف الأول هو متحف سيد اسماعيل بهبهاني، وهو رجل كان يقوم ببيع المقتنيات التراثية من الأنتيكات في بدايات عام 1930، وخلال مرحلة الأربعينيات والخمسينيات فكان له دور كبير في الحفاظ على هذه المقتنيات، وإبقائها إلى الوقت الحالي.
كانت اسرة بهبهاني ممثلة في السيد أحمد اسماعيل بهبهاني مشكورين على ما قدموه من مقتنيات لوالدهم بكم كبير من القطع التي تصل إلى عدة آلاف من المقتنيات، وتم وضعها في المتحف لحفظ هذه المقتنيات بطريقة تليق بها، وأطلقنا على هذا المتحف متحف سيد اسماعيل بهبهاني.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من قطع الأواني المنزلية، والقطع المنقولة والأسلحة، ودلال القهوة، ومستلزمات البيت السابق من ديكورات، وكلها مكيفة على شكل متحف جميل جدا.
] ماذا عن المتحف الثاني؟
ـ المتحف الثاني فهو متحف الشباب والرياضة، ويعد هذا المتحف نقلة نوعية في المتحف في منطقة الخليج، وهذا المتحف بالتعاون مع الإخوة في هيئة الشباب والرياضة، ممثلة في الشيخ أحمد المنصور الصباح، ووضعنا في هذه الغرف الخاصة بالمتحف كل ما حصلنا عليه من ميداليات وكؤوس وإنجازات الكرة الكويتية بصورة عامة، سواء كانت ألعابا فردية أو كانت ألعابا جماعية.
وضعنا في المتحف ملابس اللاعبين في الماضي، كمثال وضعنا فاترينا للكابتن جاسم يعقوب (المرعب) من حذاء الذهبي وملابسه التي لعب بها في كأس العالم، وميدالياته.
وكذلك مقتنيات الكابتن سعد الحوطي، والكابتن أحمد الطرابلسي، والكابتن عبد بوعباس،وكثير من اللاعبين وضعنا لهم الكثير من جوائز وإنجازات رياضية، كذلك اشتمل المتحف على صور وقصاصات رياضية تتحدث عن أخبارهم في الماضي، وعن تلك الإنجازات، فوضعنا في المتحف كل ما وصل إلينا من مقتنيات رياضية تم تكييفها في المتحف بشاشة كبيرة تعرض المرحلة الذهبية في تاريخ الكويت ودور الجماهير في تلك المرحلة.
أنشأنا ملعبا على الشكل القديم للملاعب، بمدرجات، ليتثنى للجمهور الجلوس على هذه المدرجات، والاطلاع على هذه الشاشة لعرض الأهداف والإنجازات الرياضية من خلال هذه الشاشة.
] ولمن المتحف الثالث الجديد؟
ـ المتحف الثالث هو للدكتور يعقوب يوسف الحجي، هذا الرجل الذي أثرى تاريخ الكويت بمؤلفاته وبحوثه من خلال رحلة طويلة أمضاها في مجال التراث البحري، حقيقة الدكتور مشكور قدم لنا كما كبيرا من هذه الوثائق والمقتنيات، جعلناها في دار وأطلقنا عليها مسمى «دار يعقوب الحجي».
وتحكي هذه الدار ماضي الكويت خاصة المجموعة التي تتكون من مؤلفات وكتب وأوراق مؤرخ الكويت الأول الشيخ عبدالعزيز الرشيد.
] حدثنا عن المتحف الرابع لمن وماذا به من مقتنيات؟
ـ المتحف الرابع يمثل السوق الكويتي القديم، وأطلقنا عليه السوق الداخلي، وبه العديد من الحرف القديمة، مثل صناعة المجوهرات، والحلويات، والصيدلية القديمة، والحداد والصفار، وبعض المهن القديمة، والحرف القديمة، وقمنا بتمثيلها داخل المتحف بشكلها الطبيعي، بالإضافة إلى سوق البشتات، والصناديق ، كلها بطريقة متحفية تعكس ماضي الكويت.
كل هذا في المرحلة الثانية التي سوف تفتتح هذا الأسبوع أمام الجمهور بتاريخ 9 ديسمبر 2015، وفي هذه المناسبة وفي نفس الوقت سوف يوضع حجر الأساس للمرحة الثالثة لبيت العثمان من قبل سمو الشيخ ناصر المحمد، لنكمل هذه الرحلة من المتاحف ولنجعل مركز عبدالله عبداللطيف العثمان وجهة لكل زائر في الكويت يطلع على ماضي الكويت الجميل، الذي يوجد به الكثير من الإنجازات، ومن الأمور التاريخية الكثير، ونتمنى عقب الافتتاح زيارة الجمهور، ومواعيدنا طوال العام من الساعة التاسعة والنصف صباحا إلى الساعة الثانية عشرة، وفي الفترة المسائية من الساعة الرابعة والنصف إلى الساعة التاسعة والنصف طوال العام، للاطلاع على ماضي الكويت بكل أشكاله.
] حدثنا عن اهتمام سمو الشيخ ناصر المحمد بالمتحف؟
ـ سمو الشيخ ناصر المحمد شخص داعم لنا، فبدعمه الكبير لنا تم إنجاز هذا المشروع الثقافي الكبير على مستوى الكويت، فكل الشكر لسموه على هذا الإنجاز لتوثيق هذا التاريخ داخل متحف بيت العثمان.
ولا ننسى دور الشيخة أمثال الأحمد التي ترأس هذا الفريق للإشراف على هذا المتحف.
] كيف كانت تخصص الأرض في السابق وكيف تم بناء هذا البيت؟
ـ كانت تخصص في الماضي بصك بيع معين، وقام ببناء هذا البيت على عدة مراحل بداية كانت عام 1947 ثم أكمل البناء عام 1950، وجاء الجزء الثالث من البيت في منصف الخمسينيات، والجزء الرابع جاء على الطراز الحديث في الستينيات، وهذا البناء يشمل رحلة العمارة في تاريخ الكويت، ونحمد الله أن هذا المبنى لم يزال مثلما أزيلت العديد من البيوت التاريخية في الكويت، وبيت العثمان يعتبر من المنازل التاريخية النادرة في طبيعتها.
] ما هي مكونات هذا البيت وبماذا بني؟
ـ بيت العثمان من البيوت القديمة النادرة، فهو مكون من طابق واحد مثل باقي البيوت الكويتية القديمة، وبداخله حوش كبير يقع غالبا في منتصف المنزل، وفيه مكان لتخزين المياه ويسمى البرجة، ويسمى الباب الرئيسي القديم الكبير باب بو خوخة، وذلك بسبب الزخارف والنقوش التي عليه، وتدل على ثراء صاحب البيت، وبعد الباب الرئيسي الممر ويسمى الدهليز، ثم الدور، وتكون من ثلاث إلى أربع غرف وتطل على الحوش، وما يميز البيت الكويتي وحرص عليه أهل الكويت ولا يوجد بيت إلا وتوجد به الديوانية، وهي مجلس مخصص للرجال وتسمى باسم العائلة، وغالبا يكون لها مدخل خاص بها، وقديما كانت غالبا في منازل الأثرياء والمقتدرين، وكانت لتلك الدواوين أثر كبير في ترابط الأسر الكويتية، وبيت العثمان تميز بوجود الديوانية، وكان يرد على الدواوين قديما التجار وأهل العلم والمثقفون والعامة، وتقام بها مناسبات مهمة كالأعراس للعائلة نفسها والجيران والأقارب والإفطار في شهر رمضان، كما تميزت البيوت القديمة بوجود حظائر للحيوانات لذلك حرصنا في بيت العثمان على إيجاد أشكال من الطيور والحيوانات المحنطة التي كانت تستغل في تلك الأزمان داخل البيوت، مثل الماعز والدجاج، وبنيت البيوت القديمة ومنها بيت العثمان من الطابوق الأصفر والجص والأحجار البحرية، وهذه الأحجار تمتاز بمسامها التي تساعد على برودة البيت في فصل الصيف الحار وكذلك تساعد على الدفء في فصل الشتاء، واستخدام الأحجار والطابوق يعتمد على حالة صاحب البيت المالية، فإذا كان ميسورا تكون بيوتهم من الطابوق الطيني، وإذا كان من الأثرياء تكون البيوت من الطابوق الأصفر الذي يتم استيراده من الخارج، إضافة إلى الأحجار البحرية التي يتم جلبها من منطقة عشيرج أو منطقة رأس الدوحة، حيث ثمنها أغلى، واستخدم أهل الكويت في بناء أسقف تلك البيوت جذوع الأشجار من الجندل والباسجيل المطلية باللون الأسود لتغطية الأسقف، ويعرف هذا الطلاء باسم سيالي لتحفظ من التآكل ثم تغطى بعد ذلك بالحصير المنقور وسعف النخيل، ثم يوضع فوقها طبقة طينية مكونة من الجص الذي يجلب من المجاص مضاف له الرماد الذي يعتبر بمثابة عازل فعال ضد تسرب مياه الأمطار.
] ما الذي يتضمنه بيت العثمان إضافة إلى المتاحف التي ذكرتها؟
ـ يشمل البيت الكويتي وهو على شاكلة البيت الكويتي في الثلاثينيات والأربعينيات بجميع المقتنيات والمواد التي تعرض به، ونسعى من خلال هذا البيت إلى تعريف الأجيال الحديثة من الشباب كيف كان ماضي آبائهم وأجدادهم، والمتحف الثاني متحف للدراما الكويتية من إذاعة وتلفزيون، ونرى في المتحف بعض اللقطات من المسلسلات القديمة، ونرى به ملابس الفنانين والفنانات لأشهر تلك الأعمال والكاميرات القديمة، سواء سينما أو فوتوغرافيا، والصور القديمة، وكل ما يتعلق بالإذاعة والتلفزيون من مقتنيات سوف نراه في المتحف الثاني، والمتحف الثالث، وهو المتحف الكبير، هو المتحف الذي يحمل اسم «رحلة الحياة في تاريخ الكويت»، وبه عدة غرف كل غرفة تتكلم عن مرحلة من مراحل تاريخ الكويت، بداية من نشأتها، وكيف تم اكتشاف النفط في الكويت من خلال قطع ووثائق تدلل على هذا الموضوع، وغرفة رقم اثنين لوزارة التربية نتكلم فيها عن نشأة التعليم في الكويت، والغرفة الثالثة لوزارة الصحة، وكيف كان الطب في الماضي وكيف بدأ، والغرفة الرابعة للبريد والمواصلات إلى غير ذلك من مؤسسات لها عمق تاريخي في نشأة الكويت، وسيتم عرضها بطريقة متحفية ليرى طلبة الكويت وأبناؤها كيف كان الآباء والأجداد في الماضي، وكيف بذلوا الجهد والعرق لتصل إلى ما آلت إليه اليوم، ولدينا كذلك القاعة الكبرى ومساحتها 1000 متر، وهي مخصصة للاحتفالات الشعبية والوطنية، وسوف نسعى من خلالها إلى إعادة روح التراث الفني البحري القديم، وستكون تلك القاعة كذلك للفنانين والرسامين ولعرض المشغولات اليدوية، وسوف نسعى كذلك إلى إعادة الحياة للحرف القديمة المندثرة من خلال غرف خصصت لتلك الصناعات، فلدينا غرفة لصناعة الأبواب وأخرى للصناديق الخشبية، وأخرى للمنسوجات اليدوية والسدو وما شابه ذلك.
] هل المتحف سيكون مقتصرا على الداخل فقط؟
ـ لن يكون مقتصرا على الداخل فقط بل سيكون لدينا كذلك متحف خارجي سنعرض من خلاله الآليات القديمة، أول دبابة، وأول بيرق نفط، وأول سيارة شرطة وأول موتسيكل وأول إطفائي وجميع تلك المقتنيات سوف تحيط بالمبنى من الخارج كديكور.
] ما هي أهم التحف الموجودة في بيت العثمان؟
ـ لدينا الكثير من التحف، سواء كانت ورقية أو إكسسوارات أو صورا أو منقولات أو أساسا قديما، فكل متحف داخل بيت العثمان يحمل عدة جوانب ولكن لدينا تمييز بوجود كم كبير من القطع البحرية والوثائق والصور التي لا يملكها حتى متحف الكويت الوطني، فلدينا صور نادرة ستعرض لأول مرة تحكي تاريخ الكويت، وسنعرض وثائق تاريخية يرجع عمرها إلى 200 أو 300 سنة تتكلم عن ماضي الكويت ومواقف أهل الكويت وكيف نشأت الكويت من خلال سرد تاريخي لتلك الصور والمقتنيات النادرة جدا ولم يراها الزائر من قبل في أي متحف آخر.
] ما الهدف الرئيسي وراء هذا الجهد الجبار الذي تقومون به؟
ـ هدفنا الرئيسي هو إبراز صورة الكويت محليا وعالميا بالشكل الذي يليق بالجهد الذي قدمه الآباء والأجداد لهذا الوطن، فنحن أتينا إلى الكويت ووجدناها درة الخليج، يعيش الناس في خيرها، لكننا لم نشاهد الجانب الآخر، الجانب الذي بذل فيه الآباء والأجداد العرق من أجل بناء هذا الوطن، وكيف عاشوا وكافحوا إلى أن وصلت الكويت إلى المرحلة الحالية، وسوف نقدم هذه الصورة إلى العالم أجمع.
] ماذا عن التراث الإسلامي، وهل لديكم مقتنيات إسلامية في بيت العثمان؟
ـ نعم لدينا ركن خاص للمقتنيات الإسلامية، وسنعرض به بعض المقتنيات الإسلامية، من سيوف ودروع، إضافة إلى مصاحف تتراوح أعمارها بين 400 و600 سنة، وسوف ندلل من خلال هذا الركن على الحروب الإسلامية ومكانة الدين الإسلامي في الكويت قديما، ولدينا وثائق تدلل على تبرعات أهل الكويت لجميع الدول العربية في أيام الفقر، عندما كانت الروبية التي يتم التعامل بها في الكويت ذات قيمة، ولدينا وثائق تدل على تبرعات أهل الكويت لجميع الدول العربية والإسلامية، وكل ذلك سنعرضه من خلال تلك الغرفة، وسنرى فيها الكثير من المفاجآت خلال المرحلة القادمة.
] ما هي التحف البحرية التي يمتلكها المتحف؟
ـ لدينا عدة إهداءات بحرية من قبل رجالات الكويت، ولدينا سفينة يطلق عليها البوم بطول أربعة أمتار ونصف المتر وارتفاع 3 أمتار، وهي قطعة نادرة جدا صنعت بطريقة احترافية، وأهداها لنا سمو الشيخ ناصر المحمد، وذلك الإهداء وسام على صدورنا لأنها تحفة نراها لدينا من أفضل التحف.
