وقَّعت وكيلة وزارة الأشغال العامة المهندسة عواطف الغنيم عقد ترميم مسجد الصادق، بعد أن انتهت الجهات الرقابية من دراسة بنود العقد، وسوف تستهل الوزارة أعمالها في المسجد ليعاد أفضل مما كان، كما أكدت ذلك وكيلة وزارة الأشغال المهندسة الغنيم.
وأكد اجتماعيون وسياسيون، في تصريحات لـ «الخليج»، أن مسجد الامام الصادق اصبح رمزا للوحدة الوطنية، بعد ان شهد أحداثا مؤلمة بكى عليها العالم، ويجب ترميمه ليظل شاهدا يحكي لأبناء الكويت – من الأجيال القادمة – كيف تجلت فيه الوحدة الوطنية، وتضامن الكويتيون بعد الحادث الارهابي الأليم.
بداية قال استاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون: هناك اهتمام حكومي بإعادة مسجد الصادق إلى ما كان عليه، وأفضل مما كان عليه، وهناك توجيه من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بهذا الأمر، وجاءت هذه التوجيهات بعد الحادث الأليم الذي شهده المسجد وراح ضحيته العشرات من أبناء هذا الوطن، في يوم جمعة مبارك في شهر رمضان الفضيل.
وأضاف: أصبح هذا المسجد رمزا للوحدة الوطنية في الكويت، ومن المفترض أن يعاد صيانته وتأهيله من هذا المنطلق، لكي يعرف الأجيال القادمة ماذا حدث فيه، وكيف حاول الإرهاب أن ينال من الكويت ومن أبنائها وشعبها المخلص، إلا أن الله رأف بهذا الشعب، وبحكمة سمو أمير البلاد تجمع الشعب الكويتي على قلب رجل واحد.
وتابع: شهد هذا المسجد فعلا وحشيا آثما، وهو بيت من بيوت الله، وعرض هذا الحادث البشع في الشهر الفضيل الكويت للأخطار، إلا أن أهل الكويت – كما كانوا في السابق – وقفوا صفا واحدا في تحدي هذا الإرهاب الأعمى وكلهم إيمان بوطنهم ووحدتهم تحت راية قائدهم حفظه الله.
وقال: اهتمام الحكومة بأن تعيد المسجد إلى ما كان عليه في السابق أمر طيب، ومشاعر تنعكس على وحدة هذا البلد وتكاتف أبنائه، خاصة أنها حددت مدة قياسية بأن يعاد المسجد مثلما كان في السابق.
من جانبه قال استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور جميل المري: من المفترض أن يتم تحويل هذا المسجد إلى رمز للوحدة الوطنية في البلاد، لأن ما حدث فيه كان حدثا جللا هز الكويت والعالم لهوله، وكان المنعطف خطيرا، لكننا نقول رب ضارة نافعة، فبحضور سمو أمير البلاد إلى موقع الحادث وحرصه على أبنائه وتأكيده بكلماته التي خلدها التاريخ بأن الكل في هذا البلد أبنائه نزع فتيل الفتنة التي أريدت من جراء هذا التفجير.
وأضاف: السؤال الآن: هل سيتم ترميم المسجد وإعادته إلى ما كان عليه في السابق، وهل ستترك فيه آثار هذا الاعتداء لكي تعرف الأجيال القادمة ماذا حدث في هذا المسجد من اعتداء أليم أبكى أهل الكويت في يوم من أيام شهر رمضان الفضيل؟
وتابع المري: كنت أتمنى أن يظل هذا المسجد كما هو بعد أن وقع هذا الاعتداء فيه، يظل على حالته الحالية، ويتحول إلى مزار يأتيه الناس لرؤية آثار ما وقع فيه، ويأتيه طلبه المدارس وزوار الكويت من كل مكان، لذلك على وزارة الأشغال العامة أن توضح هل سيتم إيضاح ما حدث في المسجد وعرضه مستقبلا، ولو في ركن من أركان المسجد في المستقبل أم لا؟
وأشار إلى أن تحويل هذا المسجد إلى مزار وعرض ما حدث فيه، حتى لو كان ذلك من خلال شاشات عرض في أحد أركانه، سوف يعزز من الوحدة الوطنية، ولكي يعرف العالم ماذا يفعل الإرهاب إذا حط في مكان ما وما الذي يتركه خلفه؟ مشيرا إلى أن أهل الكويت في السابق كانوا أسرة واحدة لا فرق فيها بين أحد، ولم يكن أحد يعرف إذا كان هذا الشخص سنيا أم شيعيا، الكل كانوا واحدا، وكما كانت الكويت في السابق لا بد أن يظل «الكل على قلب واحد»، الكل أسرة واحدة، ففي وحدة هذا الوطن قوته.
وأوضح أن من يريد أن يرى تاريخ الكويت السابق يذهب إلى متحف العثمان ليرى حقبا مختلفة من هذا التاريخ، ومن المفترض أن يكون مسجد الإمام الصادق متحفا لكي يرى زواره الحادث الإرهابي وآثاره، وتعرض فيه ما يدل على وحده الشعب الكويتي، وكيف أننا بالوحدة نكون أقوياء ولا نهزم، حتى لو طعن الشعب من الخلف بحدث إرهابي استهدف بيت من بيوت الله.
من ناحيته قال الكاتب السياسي بدر المديرس: المبادرة الحكومية بأسمى معانيها بالاهتمام بإعادة ترميم مسجد الإمام الصادق ليكون شاهدا على الوحدة الوطنية التي تجمع أهل الكويت في السراء والضراء، وبالوقفة الشجاعة التي تربط بين الحاكم والمحكوم، والتي ضربت مثلا راقيا وإنسانيا وعطوفا من والدنا قائد مسيرة هذا الوطن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، الذي سقطت دموع عيونه الغزيرة مختلطة مع دموع أهل الكويت الأوفياء والمقيمين المخلصين لهذا البلد حزنا على وألما، وهي تنظر وتشاهد وتراقب وتسمع ما حدث في مسجد الإمام الصادق.
وأضاف: مسجد الإمام الصادق أحد مساجد بيوت الله العامرة في هذا البلد المسلم المسالم الطيب، والذي تعرض لحادث أليم أدمى قلوب أهل الكويت والمقيمين في يوم الجمعة المبارك في شهر رمضان الفضيل، وسوف يظل مسجد الإمام الصادق منارة مضيئة للوحدة الوطنية تحت راية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين.
وأشار إلى أن توجيهات سمو أمير البلاد عقب وقوع الحادث إلى الجهات المختلفة بأن يعاد المسجد إلى حالته التي كان عليها نابعة من قلب أب يريد ألا يجرح مشاعر رواد المسجد، هؤلاء الناس الذين تتعلق قلوبهم بالمساجد، لذلك أتت التوجيهات صريحة وواضحة بإعادة المسجد إلى ما كان عليه.
وتابع: أظهر هذا الحادث الأليم المعدن الحقيقي لهذا الشعب، وأظهر للعالم كيف وقف خلف قائده صفا واحدا في وجه الإرهاب، داحضا الفتنة التي سعى الإرهاب الأسود إلى أن يبث سمومها إلا أن الله عز وجل حفظ الكويت وأهلها من مكر الماكرين وكيد الكائدين، وندعو الله عز وجل أن يحفظ الكويت وشعبها ويحفظ أميرها وأن يعم عليها الأمن والأمان والسلام، فالكويت منذ نشأتها، وهي بلد السلام، أهلها يعيشون في السلام ويتمنون للناس العيش في السلام.
من ناحيته أكد الوكيل المساعد لقطاع هندسة الصيانة في وزارة الاشغال العامة المهندس محمد بن نخي حرص الوزارة على اعادة ترميم مسجد الصادق استجابة للرغبة الاميرية السامية بالاسراع في اعادة تأهيل المسجد الذي تعرض للحادث الارهابي. وقال بن نخي: إن الوزارة حصلت منذ ايام على موافقة لجنة المناقصات على طلبها التعاقد لإعادة تأهيل المسجد مع احدى الشركات بكلفة اجمالية 777.537 الف دينار، موضحا أن لجنة المناقصات المركزية وافقت على التعاقد شريطة توافر الاعتماد المالي الذي سيخصص لأعمال إعادة تأهيل المسجد. وأكد أن الوزارة، ممثلة في قطاع هندسة الصيانة، سوف تقوم بمخاطبة وزارة المالية لتوفير الاعتماد المالي للبدء في تنفيذ اعمال التأهيل بمجرد ان تحصل الوزارة على موافقة المالية بتخصيص المبلغ المذكور.