أحرز السالمية لقب كأس ولي العهد لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه في المباراة النهائية على الكويت بهدف سجله فيصل العنزي، في الدقيقة (74) من عمر اللقاء.
وبدأ السالمية المباراة بشكل جيد، حيث كان الأكثر خطورة على مرمى الخصم، بفضل تحركات العاجي جمعة سعيد ومواطنه كيتا، فضلا عن انطلاقات الاردني عدي الصيفي.
وكاد السالمية يفتتح التسجيل في اكثر من مناسبة في هذا الشوط، حيث أهدر جمعة سعيد العديد من الفرص الخطرة امام مرمى الخصم، حيث كانت تسديداته ضعيفة في ظل الرقابة الدفاعية له.
وفي المقابل فإن الكويت لم يكن في هذا الشوط موفقا، حيث لم تتعد تصويباته على مرمى السالمية اربع تصويبات.
وشهد الشوط الثاني اصابة البرازيلي روجيرو فاضطر المدرب محمد ابراهيم إلى إخراجه وإشراك مواطنه فينيسيوس بدلا منه.
وعلى عكس المتوقع فلم يكن جمعة سعيد نجم المباراة، حيث بزغ فيصل العنزي بعدما انطلق بكرة من منتصف الملعب راوغ بها المدافعين وسددها مباشرة على يمين الحارس مصعب الكندري(74).
وكاد الكويت يحرز التعادل لولا تألق الخط الدفاعي للسالمية، إلى جانب الحارس خالد الرشيدي الذي أنقذ مرماه من أكثر من فرصة، وكانت أبرز الهجمات الخطرة تسديدة عبدالله البريكي التي غيرت مسارها عن المرمى بعدما اصطدمت بالمدافعين (85).
وشهدت الدقيقة الثانية من الوقت بدل من ضائع طرد لاعب الكويت فهد العنزي، على خلفية محادثة مع حكم الساحة احمد العلي.
اليوسف صانع النهضة
لا شك في أن النهضة السماوية بدأت تتجلى في عصر الشيخ تركي اليوسف الرئيس الحالي للنادي الذي جاء بأفكار شابة متجددة وبطموحات مغلفة بالآمال نحو صناعة مجد جديد والتمرد على احوال النادي المنهارة في ذلك الوقت, تسلم اليوسف السالمية في وقت كان قد هبط إلى دوري الدرجة الاولى، قبل اقرار الدمج إلا انه نفض الغبار عن السالمية ووضع خطة عمل طويلة المدى اصر بعزيمة وروح قتالية على ان يذهب إلى مكان لم يجرؤ احد على مزاحمة الكويت والقادسية والعربي عليه، واجه صعوبات كثيرة وتعرض لعراقيل لا حصر له ولكنه وقف متحديا امام كل امواج الاحباط وأمن بالقدرة على الوصول إلى الاهداف المنشودة وفعل كل شيء من اجل تحقيق هدفه.
اليوسف صنع فريقا تنافسيا من الدرجة الاولى، ولم يعتمد على سياسة المال فقط، ولكن ايضا عزز مجموعة القيم والانتماء للنادي، فلم يكن صعبا ان ترى لاعبا سماويا يخلص للفريق بشكل كبير كما لو كان ولد ونشأ داخل جدرانه.
السالمية في حقبة الشيخ تركي اليوسف تطور بشكل مثير للابهار؛ فظهر كما لو كان مانشستر سيتي في الكرة الانجليزية، خلال حقبة الشيخ منصور بن زياد آل نهيان.
السالمية والسيتي وجهان لعملة واحدة، ويجمعهما اللون السماوي وأيضا الرغبة في النجاح والإصرار على تغيير خارطة الكرة، ونجح السالمية بالفعل في استنساخ تجربة السيتي واعتلى منصات التتويج بعد جهود كبيرة.
اليوسف وصل للقمة لكنه سيكون امام تحد صعب للغاية، وهو البقاء على القمة، والتأكيد ان ما حدث لم يكن مجرد طفرة ولكنه بداية لمشوار كروي حافل بالانتصارات وخال من الانكسارات.
عواد وجه جديد في عالم التدريب
يبدو أن المدير الفني الوطني سلمان عواد حجز مكانا في طليعة المدربين المحليين بسرعة البرق، ولم يحتاج المدرب إلى كثير من الوقت لكي يثبت امكاناته وقدراته وثقته بنفسه وهدوءه، وهي المواصفات التي تعتبر من الصعب ان تتواجد في مدرب جديد على الساحة التدريبية.
عواد راهن بمستقبله المهني وخاطر بمشواره التدريبي بشجاعة يحسد عليها، بعد ان قبل مهمة قيادة السالمية في هذا التوقيت الحساس، لم يضع المبررات ويسوقها للاعلام والجمهور، قبل المهمة ولم يمهد لخسارة محتملة، وقد تكون عادية، لا سيما أن الخصم هو الكويت بطل الدوري في الموسم الماضي ومتصدره حاليا ويقوده مدرب متمرس.
عواد رفع راية التحدي وقبل المهمة بشجاعة كبيرة وجراءة لا تتوافر لدى كثيرين، لملم الاوراق سريعا ووفر حالة الاستقرار الفني والمعنوي بشكل مبهر، وفي وقت توقع فيه الكثيرون انفراط عقد السالمية عقب مرحلة الاقالة المفاجئة للمدرب الالماني رولف.
وتابع الجميع الموقف وانتظر المحللون والمتابعون ما ستؤول اليه اوضاع السالمية، الا ان عواد نجح في بداية مهمته بنسبة 100 % وقاد السماوي نحو لقب كأس سمو ولي العهد التاريخي، باعتباره اول كأس على استاد جابر الدولي، وبالتالي هو اول مدرب يفوز بلقب على هذا الاستاد.
استحق عواد ان يدون اسمه في سجلات التاريخ لأنه غامر ولعب دور الفارس النبيل الذي لم يتخل عن ميدانه في وقت الشدة، وتقدم بسرعة البرق في بورصة المدربين وغير من اوراق اللعبة تماما.
عواد هو تجربة تستحق الدراسة والتأمل، هو حالة يجب ان نقف عندها وندرك جيدا اننا قد نكون نملك بالفعل من هم يملكون القدرة على صناعة النجاح ولكنهم يحتاجون إلى من يوفر لهم بيئة هذا النجاح، فهنيئا لعواد لقب كأس سمو ولي العهد، وهنيئا للكرة الكويتية بسلمان عواد.
وأكد مدرب السالمية سلمان السربل ان التتويج بلقب كأس سمو ولي العهد على حساب الكويت يعتبر الاغلى.
وقال السربل: «اللقب الاغلى لانه اول نهائي يقام على ستاد جابر الدولي، دوّنا اسم الفريق في سجلات التاريخ، وحظينا بشرف مصافحة سمو ولي العهد ونحن ابطال من ذهب».
ولفت إلى ان: «اللقب تأخر كثيرا بعد غياب الفريق عن البطولات ما يقارب 16 عاما»، مشيرا: «استحققنا التتويج باللقب لأنه جاء امام فريق كبير بحجم الكويت، وامام مدرب هو الافضل على الساحة المحلية حاليا، هذا يضعنا في مسؤولية كبيرة بقية الموسم، اصبحنا مطالبين بالدوري ايضا وهو حلم كبير نسعى لتحقيقة».
وذكر بأن مجلس الادارة بذل جهدا كبيرا على هذا الفريق منذ 3 مواسم حيث عمد على تأسيسه من جديد بحيث لا يعتمد على لاعب بعينه، مضيفا: «الفريق مر بمراحل عديدة حتى يصل لهذا المستوى القوي، انا مستمر ضمن الجهاز الفني، امام بالنسبة للعمل كمدرب أول، فلكل حادث حديث، يجب ان نركز على المباراة المقبلة في الدوري امام النصر».
ندا وخبرة السنين
يمكن ان نطلق عليه مالديني الكرة الكويتية، فعلى الرغم من انه يعشق الاسباني سيرجيو راموس الا انه وفي هذه المرحلة العمرية، وبهذه الاداء القوي، اعاد الينا مشوار المدافع الايطالي الاسطوري باولو مالديني الذي كان يلعب مدافعا باسلوب انيق وبطريقة لا تماثل احدا من اقرانه، هو المدافع الدولي السماوي مساعد ندا الذي قاد كتيبة السالمية نحو الصعود لمنصة التتويج والفوز بلقب كأس سمو ولي العهد.
مساعد ندا الاسم في حد ذاته دليل على علامة الجودة الدفاعية، ومجرد التواجد في الملعب هو مصدر ثقة لزملائه ومصدر ازعاج للخصوم. قدم ندا مردودا لا يمكن وصفه في مباراة النهائي بأي كلمات، فالمفردات تعجز عن التعبير حول ما قدمه من أداء.
كيف لك كمشاهد ان تصدق هذه الاداء من لاعب عائد للتو من الاصابة ويلعب في موسمه الاول مع فريقه الجديد وبجوار زملاء جدد وامام اقوى فريق في الكويت، وفي نهائي تاريخي تراقبه الاعين والكاميرات.
مساعد ندا يبدو انه مازال يملك في صندوق اسراره الكثير، ومن المؤكد أن وزير الدفاع السماوي يرفض بشكل قاطع المرور او العبور نحو مرمى فريقه بأي حال من الاحوال، ويقف بالمرصاد لكل من يفكر في العبور، فلا يرتعد لبرازيلي ولا يخشى أفريقيا ولا يهتز من محلي، ولا يكترث لأي من الخصوم.
السالمية اثبت أنه كان على حق بالتعاقد مع المدافع الاول في الكرة الكويتية، وأحد اباطرة الدفاع في تاريخنا الكروي، وسيكون ندا بالتأكيد على موعد مع تحديات جديدة في المستقبل، فهو لاعب لا يعرف سوى لغة التحدي.
العنزي بطل النهائي
هو عنوان للموهبة وشعار للمهارة وتأكيد أن الكويت كانت ومازالت ارض المواهب, هو معرس النهائي وصاحب البصمة التاريخية، هو من دون اسمه في سجلات التاريخ الكروي بأحرف من نور، وسطر لنفسه صفحة خاصة جدا في كتاب تاريخ الكرة الكويتية، بفضل المهارة العالية والقدرات الخاصة التي يملكها في اقدامه.
فيصل العنزي صاروخ السالمية الذهبي، والسهم الذي انطلق من وسط الملعب ليغتال احلام العميد، ويلقن الدفاع الابيض درسا قاسيا للغاية، توغل من دون اي اهتمام بمعوقات امامه وضرب ضربته ليمنح فريقه لقبا تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فيصل العنزي هو الترجمة الحقيقة للفيلم العربي الشهير «عاد لينتقم»؛ فقد كان اللاعب غير مرغوب فيه من قبل المدير الفني محمد ابراهيم، خلال فترة عمل الثنائي معا في القادسية، ولم يجد العنزي سبيلا سوى الرحيل عن النادي الاصفر على امل اظهار موهبته في مكان آخر، وسار العنزي نحو القلعة السماوية لتقوده الاقدار نحو مواجهة مدربه السابق محمد ابراهيم في نهائي تاريخي.
واستغل العنزي الفرصة استغلالا مثاليا وأثبت لمحمد ابراهيم أنه كان يستحق العناية بشكل أكبر إلا انه لمع بشكل لافت للنظر، فعلى مسرح استاد جابر الدولي عزف العنزي انشودة كروية تتعدى في روعتها اعزب ما قدم بيتهوفن الموسيقار العالمي الشهير.
رسم العنزي بأقدامه ما لم ينجح بيكاسو في ان يرسمه بأنامله؛ فوضع لنا لوحة فنية كروية مثالية استحق معها الاشادة الكاملة والتتويج بلقب غالي للغاية.
ذيب يشيد بالإنجاز
أعرب السوري أحمد ديب محترف السالمية لكرة القدم، عن سعادته الكبيرة بفوز فريقه بلقب كأس ولي العهد لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه في المباراة النهائية على الكويت بهدف سجله فيصل العنزي في مباراة جماهيرية احتضنها استاد جابر الدولي.
وقال ديب: كانت مباراة صعبة للغاية، ففريق الكويت يعرف طريق البطولات ويمتلك خبرة كبيرة في حصد الألقاب في الكويت، ولكن لعبنا بشكل جيد ومثالي ووصولنا لنهائي كأس الأمير في الموسم الماضي كان مؤشرا قويا بأننا قادمون لحصد البطولات لنقدم أنفسنا بقوة في الموسم الحالي فتجاوزنا فريقي العربي وكاظمة فوصلنا لنهائي البطولة التي نلنا لقبها بجدارة بعد أداء لافت كان وراءه عمل جماعي من الجهاز الفني والإداري واللاعبين المحليين والمحترفين والأهم دور الشيخ تركي الصباح رئيس النادي».
وتابع: «عودة الألقاب لخزائن السالمية بعد 15 عاما من الغياب شيء رائع والأروع أنها أول بطولة في استاد جابر الدولي، حيث سيكتب التاريخ البطولة بأحرف من ذهب، ونتمنى ألا نتوقف عند هذه البطولة، حيث نخطط للبقاء في القمة دائما في كل البطولات المحلية».
وحول تجربته مع السالمية قال ديب: «تجربتي ناجحة بامتياز وأنا سعيد جدا
بالرغم من تأخر التحاقي بالفريق بسبب تأشيرة الدخول للكويت والتحاقي بالمنتخب الأول.
أضف لذلك قانون الاحتراف الجديد في الكويت، ورغم ذلك تمسك بي النادي وقد تكون مشاركتي أساسيا قليلة لوجود نايف زويد وهو أفضل لاعب موهوب في الكويت».
وعن مشاركة الأولمبي السوري في نهائيات آسيا تحت 23 عاما في قطر، ختم ديب حديثه بالقول: «للأسف لم أستطع مشاهدة مباراته أمام إيران التي خسرها 2 – 0، وقد فوجئت بالنتيجة لأن أولمبي سورية يضم أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين، وجهازه الفني متمكن ويعرف جيدا كيف يسخر إمكانات لاعبيه، ولكني واثق بتجاوزه منتخب الصين الجمعة، بالرغم من صعوبة المباراة، ولكن أتوقع الفوز بفارق هدفين».
بدأت المكافآت تنهال على الفريق الاول لكرة القدم بنادي السالمية من محبيه والداعمين له، حيث بلغت حتى الآن ما يقارب الـ 100 الف دولار، علما بأن هناك احتفالية كبيرة ستتم بمجلس ادارة النادي، على ان يتم تحديد موعدها لاحقا، وذلك بمناسبة تتويجه بلقب كأس سمو ولي العهد للمرة الثانية في تاريخه.