لا يخفى على أحد ان الجماعات والخلايا الارهابية متواجدة هنا وهناك ولا يمكن ان نستثني احدا من اخطارها وشرورها، فالكل في نظرهم خارج عن الملة طالما أنه يتبرأ من ممارساتهم الوحشية وفكرهم التخريبي القائم على التكفير والقتل والدمار، باختصار شديد الجميع تحت مجهر مخططاتهم وعملياتهم الارهابية البغيضة.
من هنا تأتي ضرورة مواجهة هذا الوحش الطامح إلى السيطرة وإحكام قبضته على كل شيء تطوله يداه وتحديدا منابع البترول في المنطقة، وللحقيقة فهنالك جهود واضحة من العديد من دول المنطقة لمواجهة ذلك الشيطان المتربص بنا، فالحكومات تدرك جيدا كل اهداف ومخططات الجماعات الارهابية كما تدرك اهمية مواجهتها بكل السبل من اجل القضاء عليها وتجفيف منابعها، ولكن يبقى السؤال هنا هل تكون مواجهة الإرهاب بالسلاح فقط؟
ان ما نرمى إليه هو ان العمليات العسكرية هي أحد أسلحة دحر الإرهاب ولكن يبقى سلاح الفكر والتخطيط السليم هو السلاح الأكبر في مواجهة تلك الآفة وحماية ابنائنا من اخطار الانخراط في فكرها ونهجها، فالتخطيط السليم المبني على الفكر المعتدل الخالي من شوائب التعصب يعد درعا واقية تحمي النشء وتمنع اقتراب جماعات الضلال منهم، كما يقوي فيهم روح التسامح والمحبة والتعايش مع الآخر ايا كان دينه أو مذهبه، بمعنى آخر الاعتدال يؤسس في النشء المواطنة الحقة البعيدة كل البعد عن افكار التعصب والتكفير وازدراء الآخر.
ليس ذلك هو دور الدولة بمفردها، فالشعب بجميع شرائحه يتحمل جزءا من المسؤولية، وهنا نقصد الأسرة فهي ذات دور كبير في مواجهة التطرف إذا ما احسنت متابعة ابنائها، فتكافئ المجتهد وتُقوّم المنحرف، وبذلك نصل إلى النتيجة المرجوة التي تضمن لنا جيلا واعيا مدركا لمتطلباته واحتياجاته، وهذا لن يتحقق إلا بإشراف مباشر ووعي من الأسرة بكل صغيرة وكبيرة في سلوك ابنائها، أما من يرمي المسؤولية كلها في ملعب الدول والحكومات فهذا مناقض للمنطق والعقل إذ لا يمكن ان تضع الدولة خفيرا على كل مواطن!!