اوضح عبدالوهاب البدر ان الصندوق الكويتي للتنمية أظهر منذ ستينيات القرن الوجه الحضاري للكويت التي ساهمت في تنمية العالم، وشاركته ثروتها الناشئة وقتذاك عبر تمويل ميسر للمشاريع الإنمائية، في خطوة جريئة وغير مسبوقة في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن الصندوق يواجه تحديات اكبر في ظل الاضطرابات التي تعيشها دول المنطقة وطبيعة آلية تمويل المشروعات والمنح التي يقدمها لدول العالم.
جاء ذلك في حوار نشرته الزميلة «الأنباء» وتعيد «الخليج» نشر أجزاء منه للأهمية:
الصندوق؟
ـ يقوم الصندوق بتمويل مشروعات في قطاعات اقتصادية واجتماعية مختلفة كالزراعة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة وغيرها من المشاريع التي تسهم في التنمية بوجه عام وتساعد الدول المستفيدة على تحسين مستويات المعيشة لشعوبها.
وتبلغ قيمة مساهمات الصندوق في المشاريع التي يدعمها حوالي 850 مليون دولار سنويا، وتقدم كقروض ميسرة، وذلك فضلا عن المنح والمساعدات الفنية التي يقدمها الصندوق لتمويل أنشطة وخدمات استشارية تساهم في تمكين الدول المستفيدة من إعداد المشروعات وإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية بشأنها، فضلا عن المساهمة في بناء القدرات الذاتية لتلك الدول لتمكينها من القيام بتنفيذ مشاريعها، وبرامجها الإنمائية.
] أي القطاعات التي يركز الصندوق على تمويلها وما حجم القروض التي قدمها؟
ـ إن المشاريع التي يسهم الصندوق في تمويلها تمثل أولويات الدول المستفيدة في إطار خططها وبرامجها الإنمائية.
وإذ يحترم الصندوق تلك الأولويات إلا أن الموافقة النهائية على الإسهام في تمويلها يتوقف على تقييمها من قبل الصندوق للتثبت من جدواها الاقتصادية وسلامتها الفنية ومدى مساهمتها في تطوير اقتصادات تلك الدول ودفع عجلة التنمية فيها.
وقد قام الصندوق حتى الآن بدعم المشاريع في قطاعات مختلفة تشمل الزراعة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة، وغيرها من المشاريع التي تسهم في التنمية بوجه عام.
وقد بلغ عدد المشاريع التي أسهم الصندوق في تمويلها حوالي 900 مشروع في 105 دول حول العالم، بما في ذلك 16 دولة عربية و40 دولة أفريقية، و49 دولة في وسط آسيا وأوروبا وشرق وجنوب آسيا والمحيط الهادي وأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وقد بلغت قيمة مساهمات الصندوق في تلك المشاريع ما يزيد على 18.5 مليار دولار.
] ما التحديات التي تواجه الصندوق عند تمويل المشروعات؟
ـ يعمل الصندوق بالتعاون مع الدول المستفيدة على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحسن تنفيذ المشروعات حسب المواعيد المحددة والموارد المخصصة لتنفيذها.
ويقوم الصندوق بمتابعة تنفيذ المشاريع عن طريق التقارير التي يعدها الاستشاري المسؤول عن الإشراف على تلك المشاريع وتقدم العمل فيها.
وفي حال نشوء أي مشاكل وعقبات تعترض سير العمل فإنه يقوم بمساعدة الدول المعنية على حلها حسبما يكون مطلوبا وممكنا، كما انه يقوم في بعض الأحيان بتقديم التمويل الإضافي إذا ما استدعى الأمر ذلك نظرا لتغير المعطيات وغيرها من الأسباب الطارئة.
] هل يقتصر دور الصندوق في التمويلات على الشق المالي؟
ـ يدرك الصندوق ان توفير الموارد المالية ضروري لتنفيذ المشاريع ولكنها وحدها غير كافية لضمان حسن تنفيذ المشروعات حسب المواعيد المحددة وتحقيق أقصى المنافع المرجوة.
لذلك يقوم الصندوق من خلال جهازه الفني بالتعاون مع الدول المستفيدة في كل ما شأنه أن يضمن دراسة المشاريع بشكل جيد قبل البدء بتنفيذها وإعداد الخطط اللازمة لحسن تنفيذها.
ويقدم الصندوق النصح والمشورة للدول المستفيدة من مساعداته خلال كل مراحل المشروع، بما في ذلك مرحلة التشغيل وما يلزمها من كفاءات إدارية وفنية.
] هل هناك فلسفة وبعد إقليمي في توزيع قروض الصندوق؟
ـ لقد تم إنشاء الصندوق في عام 1961 بهدف مساعدة الدول العربية، إلا أنه تم توسيع نشاطه في عام 1974، ليشمل الدول النامية الأخرى.
وانطلاقا من ذلك فقد حافظ الصندوق في نشاطه بالتركيز على الدول العربية، بحيث لا يقل نصيبها من المساعدات الإجمالية المقدمة من الصندوق عن 50 في المائة.
] ما مدى تأثير عمل الصندوق بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة؟
ـ لقد تأثر عمل الصندوق بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة، إذ انها أعاقت اهتمام الدول بالتنمية التي لا يمكن أن تضطلع بها في ظروف لا توفر البيئة المناسبة لإعداد المشاريع وتنفيذها وتشغيلها في ظل المخاطر التي قد تتعرض لها.
فاستمرار النزاعات والاضطرابات سيؤدي ليس فقط على إعاقة تلك الدول عن تنفيذ مشاريع جديدة، بل سيؤدي إلى مزيد من الخراب والدمار للبنية الأساسية وغيرها من المرافق الاقتصادية والاجتماعية، كما هو الحال على سبيل المثال في سورية واليمن، إذ أدى ذلك إلى توقف نشاط الصندوق فيهما.
] ما الآليات التي يقوم بها الصندوق لمتابعة تنفيذ المشروعات التي يقوم بتمويلها؟
ـ يقوم الصندوق بمتابعة تنفيذ المشروعات التي يسهم في تمويلها من خلال التقارير الدورية التي يعدها الاستشاريون المكلفون بالإشراف على التنفيذ.
كما يقوم الصندوق بالاطلاع على سير تنفيذ المشروعات، كلما دعت الحاجة لذلك، من خلال بعثات التقييم إلى الدول المعنية، فضلا عن المشاورات التي يجريها الصندوق مع الدول المستفيدة حول سير العمل والتقدم المحرز في التنفيذ.
] ما حجم المنح التي قدمها الصندوق وما عدد الدول التي حصلت عليها؟
ـ بلغت قيمة المنح المقدمة من الصندوق حوالي 816 مليون دولار، وقد استفادت منها 61 دولة، من بينها 14 دولة عربية و24 دولة أفريقية، و8 دول في شرق وجنوب آسيا والمحيط الهادي، و11 دولة في وسط آسيا وأوروبا، و4 دول في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، بالإضافة إلى ما يزيد على 20 مؤسسة في بلدان مختلفة.