• نوفمبر 23, 2024 - 2:14 صباحًا

الفنانة سعاد الرومي: بعيدًا عن المجاملات الدولة تدعم الفن التشكيلي

الفنانة التشكيلية سعاد الرومي تؤمن بأن الفن والإبداع لا يقيمان بالكم بل بالنوعية، لذا جاءت لوحاتها مليئة بالتميز وكانت جديرة بالمشاركة في معارض دولية كبرى مثل إيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا وبريطانيا.
الرومي دعمت موهبتها بالمتابعة والاهتمام وزيارة المعارض التشكيلية، ولديها شغفها بالمدرسة التجريدية وحرصها على صقل موهبتها بالعلم والدراسة والاستفادة من خبرات الآخرين.
وبعيدا عن المجاملات تؤكد وجود رعاية واحتضان ودعم كبير من قبل الدولة للفن التشكيلي في الكويت… وفي الحوار التالي تكشف عن المزيد:
] من هي سعاد الرومي؟ وماذا ترسم ولمن؟ وما الذي يميزك؟
ـ أنا إنسانة عادية حساسة لديها موهبة الرسم، وتحب التعبير بريشتها وألوانها عن بعض الأمور، وأحب قضاء جزء من وقتي مع لوحاتي، كل شيء في مخيلتي أحوله إلى لوحة، وأحاول نقله للواقع، أرسم لنفسي أولا، ولا أعلم بالضبط ما يميزني، لكن الذي يميز الفنانين التشكيليين عموما دمج الألوان ورسم الواقع من وجهة نظرهم، وبالتالي تخرج لوحاتهم وهي تحمل فكرة ولونا ومعنى.
] هل كانت البداية صعبة؟
ـ الصعوبة تتلاشى مع الموهبة والحب لتلك الموهبة، لذا لم أجد صعوبة على الإطلاق خلال بداياتي، حيث اكتشفت موهبة الرسم عندي بالمصادفة، وذلك من خلال متابعتي لأعمال الفنانين العالميين وتحليل رسوماتهم، كما كنت أتابع أعمال الفنانين المحليين من خلال زياراتي للمعارض التشكيلية التي تقام في الكويت، وإعجابي ببعض الأعمال، خصوصا تلك التي تحمل انعكاسا للبيئة الكويتية القديمة، وكذلك بعض الأعمال التي تشكل تطورا واضحا للتشكيل.
بعد ذلك قررت الدخول في دورات عديدة في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية لمعرفة أساسيات الرسم والتلوين والمواد التي تستخدم في ذلك، وتعرفت على المدارس التشكيلية المتنوعة والمتعددة والتي ينتمي إليها الفنانون العالميون وخطوطهم التشكيلية التي لها بصمة في مجال الرسم والإبداع الفني التشكيلي، وبعد العديد من المشاركات الفنية أصبحت عضوة في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.
] هل هناك علاقة بين الموهبة والمعرفة؟
ـ المعرفة حالة تراكم للمبدع الموهوب، أما الموهبة فقد تكون موجودة لدى الكثيرين، لكنها بحاجة للصقل، وهنا يأتي دور المعرفة، حتى تكون النتائج دفع المتلقي للتوقف عند أعمال هذا المبدع والحرص على اقتنائها، لأنه يمثل الحرفية القائمة على الموهبة والمعرفة معا.
كما أحب الإشارة إلى أن الفن والإبداع لا يقيمان بالكم بل بالنوعية، لذا يجب التركيز على ذلك أو البدء من هذا المنطلق دون النظر للكم.
] وماذا عن المشاركات في المعارض التشكيلية؟
ـ شاركت في العديد من المعارض التشكيلية والورش الفنية التي تقام في الكويت، كما شاركت في عدد من المعارض الخارجية بعضها ضمن معارض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية التي تقيمها خارج الكويت، ومنها معارض تقيمها سفارات الكويت في الخارج خلال المناسبات الوطنية، وقد ساهمت بلوحات تعبر عن الفن الكويتي والبيئة الكويتية. ومن الدول التي شاركت فيها إيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا، كما شاركت مؤخرا في معرض أقيم في لندن خلال الاحتفالات بالأعياد الوطنية.
] إلى أي المدارس تنتمين في التشكيل؟
ـ أميل للفن التجريدي لما له من روح وغرابة وإحساس عالٍ، بحيث يتم نقل الفكرة بشكل غير مباشر مما يعطي المتلقي أو المتذوق مساحة من التفكير والتأمل وكذلك التساؤل، وهذا يجعله يصل للإيحاء أو لفكرة الفنان المراد إيصالها.
] ما الذي تغير أو أضيف على المدارس الفنية مؤخرا؟ أقصد هنا المدارس الحديثة؟
ـ حسب ما هو مطروح في الساحة أرى كثيرا من التجريب على الخامات المختلفة واستخدام أنواع المعجون في معالجة سطح اللوحة، كما أن هناك طرق عرض مختلفة للعمل الفني، وهناك خروج عن سطح اللوحة المعتاد واستعمال أسطح مختلفة كالخشب والخيش والزجاج وغيره، فالحداثة أعطت المجال قدرة أكثر على تطويع الريشة واللون، لإبداع عمل مختلف ومتميز في عالم التشكيل.
] هل مطلوب من المتلقي أن يفهم كل عمل وفق ما قدمه الفنان؟
ـ على الفنان أن يعمل ويقدم عمله على حسب رؤيته وأدواته الفنية، ويعيش مراحل إبداعه دون أن يتقيد بمدى فهم الناس لعمله، لأن المطلوب في العمل الإبداعي الخلق والابتكار لكل ما هو فريد ومختلف، وليس كل ما هو سهل وفي متناول الغير، ثم إن فهم اللوحة يجب أن يترك لكل متلقٍ، ليقوم بتحليل هذه اللوحة ورؤيتها كيفما يشاء، وليس بالضرورة أن تتطابق الرؤى في ذلك. وهنا برأيي يكمن الإبداع والابتكار.
] ما الاهتمامات التي تشغلك وتشدك؟
ـ بما أنني لم أصل بعد لما يرضيني، أحتاج لتعميق التجربة بالمعرفة والعمل على الذات معرفيا وفنيا، وهذا جزء من طموحي للمستقبل، لاسيما أنني أعتمد على البحث والاكتشاف، وبلا أدنى شك فإن الخبرة تتراكم مع مرور الوقت والزمن، وحتما سيثري ذلك تجربتي ويعمقها أكثر، فأنا الآن لازلت أعتمد على أحاسيسي ومشاعري، وأعترف أنني بحاجة للمزيد من المعارف لتساعدني على امتلاك أدواتي التي تميزني عن الآخرين أكثر. وضمن مسيرتي أبحث في الاهتمامات التي تشغلني خلال هذه المرحلة من عمر التجربة، وأتعلم أكثر فأكثر.
] كيف ترين الرعاية الإعلامية للفنان في الكويت؟
ـ بعيدا عن المجاملات والتزلف، حقيقة هناك رعاية واحتضان ودعم كبير من قبل الإعلام وكذلك من قبل الدولة للفن التشكيلي في الكويت، فالحركة الفنية التشكيلية الكويتية تضم العديد من الأسماء المتميزة والتي لها تاريخ وعمق في الحركة التشكيلية ولها حضورها في المعارض و«البينالي» التي تقام خارج الكويت، وهذا أجده أرضاً خصبة لرعاية المواهب الفنية الشابة ودعمها بشكل كبير، بل وإعطاء حافز كبير لكل فنان وفنانة للاستمرار والعمل أكثر وأكثر من أجل خلق حركة تشكيلية متميزة في الكويت والمنطقة العربية. (لنا)

Read Previous

صاحب السمو يتلقى مسكوكتين بمناسبة الأعياد الوطنية

Read Next

العتيبي أول طبيب عربي وشرق أوسطي يحصل على زمالة التخصص الدقيق من «الملك سعود»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x