خادم الحرمين يرسِّخ قيم التشاور

منذ توليه سدة الحكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة، بدا لكل المراقبين السياسيين أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لديه رؤية للحكم وإدارة الدولة، مبنية على منظور واقعي، كما كشفت القرارات العديدة التي اتخذها، عقب أيام قليلة من مبايعته ملكا، والتي شملت تغييرات كثيرة في الحكومة، وتعيين عدد من الأعضاء الجدد في مجلس الشورى، أنه صاحب قرار، وأنه لا يتردد لحظة في اتخاذ ما يراه مناسبا، ومحققا لطموحات وآمال شعبه، وموافقا في الوقت نفسه لرؤيته التي يتبناها في الحكم.
ومن خلال قراءة ما بين السطور، فإن باستطاعتنا، أيضا، أن نلمس مدى حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على الوحدة الخليجية، وانطلاقا من رؤيته الواقعية أيضا فإنه يريد أن يتم ذلك وفق قاعدة التشاور والتنسيق الدائمين، ومن هنا فقد كانت المشاورات التي جرت بينه وبين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في الرياض، أمس الأول الأحد، نموذجا لتطبيق تلك القاعدة ـ نعني قاعدة التشاور والتنسيق ـ فقد حرصا على أن تتصدر مباحثاتهما قضية دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز أوجه الشراكة بين دول المجلس، في جميع المجالات، وهو ما يبشر بخير كثير لدول وشعوب المجلس خلال السنوات المقبلة، وترجمة مواثيق التعاون على أرض الواقع، لتجني الشعوب ثمارها الحقيقية.
وتأسيسا على رصيده الكبير والحافل في الحكم، عبر مناصب عديدة ورفيعة تقلدها، فإن خادم الحرمين الشريفين ينظر إلى قضية أمن واستقرار الخليج كأولوية تسبق ما عداها من أولويات، وهو يشدد على أن مسؤولية هذا الأمن هي مسؤولية جماعة وليست فردية، وهذا ما يعيدنا مجددا إلى مبدأ التنسيق والتشاور الذي رأينا تفعيلا قويا له منذ تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز حكم المملكة، وقد رأينا إلى أي مدى باتت الرياض ملتقى لرؤساء دول مجالس التعاون، كما أن الوفود السعودية لا تتوقف إلى سائر دول المجلس.
وإذ يواصل الملك سلمان بن عبدالعزيز مسيرته الموفقة في حكم المملكة، فإن التفاؤل بسياساته ونهجه لا يقتصر على الدول الخليجية وحدها، بل يمتد ليشمل أيضا المنطقة والعالم بأسره، وهو تفاؤل يتأسس على شواهد واقعية، وكذلك على ما نعرفه عن خادم الحرمين من ثقافة واسعة، لمسناها ولمسها الجميع في لقاءاته بالإعلاميين، ونحن على يقين بأن سياساته وتوجيهاته ورؤاه ستؤتي ثمارها خيرا كثيرا، على المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الدول العربية والمنطقة كلها.

أحمد اسماعيل بهبهاني

a.behbahani@alkhaleej.ecubes.business