يرى تقرير، أعدّه صحافيّ أميركيّ، أنّ الشّيخ محمد بن زايد من أكثر الشّخصيات العربية المفضّلة لدى أوباما، ويصفه بالمفكّر الاستراتيجيّ. أما بالمطلق فالبابا هو الزّعيم المفضّل لديه، وبوتين أكثرهم بعدا.
ويعتقد الكاتب الأميركي جيفري غولدبرغ أنّه توصّل إلى الإجابة عن هذه الأسئلة، بعد ساعات من الأحاديث السّياسية الّتي أجراها مع الرّئيس الأميركيّ. كانت وسائل إعلام كثيرة قد نوّهت بتقرير غولدبرغ المستفيض عن سياسة اوباما الخارجية حين نشره في مجلة ذي اتلانتيك، ولكنّه اضاف الآن إلى تقريره الّذي كتبه في 20 ألف كلمة استعراضا لانطباعات اوباما الشّخصيّة، من خلال تفاعله مع زعماء العالم، مصنّفا علاقات الرئيس الاميركي من «حارة» مع البابا فرنسيس، إلى «باردة جليدية» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يقول غولدبرغ ان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية «هو من الزعماء العرب القلائل الذي يعتقد اوباما انه مفكر استراتيجي كبير، ويعتبره القائد الأشد تأثيرا وتقدمية في منطقة الخليج».
وبحسب غولدبرغ، فإنّ البابا هو المفضل لدى اوباما بين زعماء العالم، بسبب المثال الذي يقدمه إلى الزعماء المسلمين في كفاحهم ضد المتطرفين في بلدانهم. ويكتب غولدبرغ ان اوباما «ينظر إلى البابا على انه، من بين اشياء اخرى، مؤمن ورع، لكنّه مع ذلك ملتزم التزاما كاملا بالتّعدّديّة».
ويتابع غولدبرغ ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هي المفضلة بين حلفاء اوباما، ويبدو انه هو ايضا يتوسّم في نفسه الاستعداد للمخاطرة بموقعه من اجل فتح الباب للاجئين الوافدين من الشرق الأوسط. فإنّ ميركل «محنكة، ودقيقة عالمة بمؤهلاتها الأكاديمية ومنضبطة عاطفيا، ولديها صفة يقول اوباما انه معجب بها هي الشجاعة السياسية».
يأتي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مباشرة بعد نظيره الاسترالي مالكولم ترنبول بين زعماء العالم المفضلين لدى اوباما الذي يرى ان الاستراليين دائما جديرون بالثّقة، على الرّغم من بعض التوترات التي تنشأ احيانا معهم. وتنقل صحيفة الديلي تلغراف عن الكاتب غولدبرغ «ان اوباما قال لي ان بريطانيا بقيادة كاميرون وفرنسا بقيادة نيكولا ساركوزي أُصيبتا «بالشرود الذهني» بعد حرب ليبيا، ولم تنفذا التزاماتهما بالكامل، ولكن مستشاري اوباما يقولون انه معجب برئيس الوزراء البريطاني، وينظر اليه كمن ينظر إلى أخيه الأصغر». وهذه هي ايضا نظرته إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي يقوم اوباما بدور المعلم معه على ما يبدو.
ويرتبط الرئيس الاميركي بعلاقة «معقدة» مع الزعيم الكيني اوهورو كينياتا، بحسب تقييم غولدبرغ، مشيرا إلى ان مذكرات اوباما تكشف كيف أنّ الفساد المتفشي في عهد والد كينياتا جعل من الصعب على والد الرئيس الأميركي ان يجد فرصة عمل، وربما دفعه ذلك إلى تعاطي الكحول.
ويوصَف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه الزعيم الأشد اثارة لمشاعر الاحباط لدى اوباما. وان شكوى اوباما الكبرى من نتنياهو تتمثل في «انه لا يملك شجاعة سياسية ولا يقدم على مخاطر لتحقيق حل الدولتين»، كما يرى غولدبرغ. لكن المركز الأخير محجوز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرى اوباما «انه ليس غبيّا تماما»، ولكنه «بلطجي، لا يدرك مصالحه نفسها».