• نوفمبر 23, 2024 - 8:04 مساءً

العم صالح العجيري: شائعة وفاتي كذبة إبريلية مشؤومة

قال الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري: ان «شائعة وفاته كذبة إبريلية مشؤومة، لا يعرف دوافع من أطلقها كما أنه لايخشى من الموت إلا على مجده، الذي أصله على مدار 75 عاما».
وتمنى قبل وفاته أن يأتي اليوم، الذي يبدأ فيه شهر رمضان في يوم واحد في كافة الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن «التنجيم ليس علما إنما هو استغلال لسذاجة البعض، أما الفلك والأرصاد فهما من العلوم».
وكشف العجيري أنه «دخل عالم الفلك من ثلاثة أبواب أبرزها باب «أعرف عدوك»، حيث كنت أخاف من الظواهر الطبيعية مثل البرق، والرعد، والأمطار، والظلام وغيرها، فأحببت أن أخوض في هذا العلم حتى أعرف أسراره». وفيما يلي حوار نشره موقع «القبس الالكتروني»:

] بداية أسمح لي أن أتحدث معك عن الموت لأعرف أولا تأثير شائعة وفاتك على نفسك؟
ـ نعم وصلتني هذه الشائعة بأنني انتقلت إلى الرفيق الأعلى وذهبت إلى العالم الآخر، وكان لهذه الشائعة وقع شديد البأس على كافة أحبائي فتدافع الجميع للسؤال عني، وانزعجت بالفعل من هذه الشائعة، ليس لأنها عن وفاتي، لأنني أعلم علم اليقين أنه سيأتي اليوم، الذي سأموت فيه مثلما سيأتي اليوم ويموت الجميع، ولكل منا أجل مسمى، إنما انزعجت لإنزعاج احبائي وخوفهم علي، وأنا صحيح بلغت الخامسة والتسعين من العمر، وأعلم أن الموت قد يأتي في أي لحظة، كوني لن أعيش مثلا مائتي عام أو ثلاثمائة عام.
] بماذا تفسر اطلاق هذه الشائعة هذه الأيام؟
ـ اطلقت في أول إبريل ومن المعروف أن البعض يروق له اطلاق الكذب في هذا اليوم، تحت مسمى كذبة إبريل، وأنا أعتبرها كذبة مشؤومة، وليس من ورائها فائدة ولا ادري ما الدوافع لاطلاقها.
] هل تخاف من الموت؟
ـ كنت أخاف من الموت عندما كان عمري 60 عاما، وكنت أقول أنا أصبحت على مشارف الموت، وسأموت قريبا، ولكن كلما تقدم العمر بي كلما ازددت يقينا بأن الموت قادم، ولكن بميعاد ولا يجب أن ننتظر الموت، والكثيرون يحسدونني على ثقتي في الله، وعدم خوفي من الموت، وراحة البال واطمئنان الخاطر.
] البعض عندما يفكر في الموت يخشى على أبنائه أو أحبابه من بعده فعلى من تخشى إن وافتك المنية؟
ـ أخاف أولا على مجدي، الذي صنعته على مدار 75 عاما من العمل والكفاح، وأخاف على أبنائي من بعدي، ماذا سيفعلون؟ أما أنا فقد اعددت نفسي لهذا اليوم المكتوب وأورثت أولادي ما أملك من مال، وقدمت لهم علمي، الذي أفخر به، ومؤلفاتي كلها.
] هل حققت المجد الذي تريد أم ما تزال تشعر بأنك لم تحقق المزيد؟
ـ الحمد لله أعتقد أنني حققت المجد، الذي أريده عملا، وعلما، وشهرة، وعلاقات اجتماعية، لكنني أشعر أن هناك أمورا تنقصني، وأتمنى أن تتحقق في حياتي.
] مثل ماذا هذه الأمور التي تنقصك؟
ـ بحكم عملي في مجال الفلك فدائما نرصد الهلال في أول الشهور العربية، ولا سيما لرؤية هلال رمضان، أو هلال عيد الفطر، أو هلال عيد الأضحى، ودائما هناك خلاف على بداية رمضان، وأتمنى أن تتحقق أمنيتي قبل أن أموت بأن أرى الدول العربية والإسلامية تصوم جميعها في يوم واحد، وأن يكون العيد في يوم واحد على عكس هذه الأيام، فنجد دولة تصوم السبت وأخرى الأحد وثالثة الإثنين .
] لكي تتحقق هذه الأمنية هل نحن بحاجة إلى قرار سياسي أم قرار ديني؟
ـ الموضوع خليط بين السياسة والدين وكانت هناك وجهة نظر وأنا أؤيدها وهي تتمثل في أنه طالما ظهر الهلال في أي دولة عربية أو إسلامية توجب علينا جميعا الصيام، وكذلك إذا ظهر هلال العيد في أي دولة نعتمد العيد في جميع الدول، حتى لو ظهر الهلال في أي دولة غير عربية، أو غير إسلامية نتفق معها في ليلة واحدة.
] لماذا لايؤخذ برأي الفلكيين فيما يتعلق برؤية الأهلة؟
ـ هذا ما يجعلنا نستغرب أنهم يأخذون برأينا في مواقيت الصلاة من خلال «الروزنامة» رغم أن الصلاة عماد الدين، ولا يأخذون برأينا عند رؤية الأهله مع أن الفلك علم معترف به.
] هل لازلت عند رأيك بأن نهاية العالم في عام 2024؟
ـ نعم ولكن أنا لا أعلم الغيب، ولا أدعي ذلك، وأنا عالم فلك لا يعتمد على الدجل أو الشعوذة، ولكن هذا الرأي المتعلق بنهاية العالم حصل بالصدفة وأعتمد على إجراء بعض العمليات الفلكية الحسابية، عندما رصدنا مذنب هالي في عام 1986، وكان قريبا من الشمس، وبإضافة عدد معين من السنوات لدورات فلكية معروفة وجدت أنه في عام 2024، سيحصل بين العرب واليهود شيئ ما.
] هل كنت في الصغر تحب أن تكون فلكيا أم كانت لك أمنيات أخرى؟
ـ كنت في صغري متفوق في أمور الحساب والرياضيات، وكنت أتمنى ان أكون مهندسا، وبالفعل في صغري عملت مهندسا بشكل ودي، حيث كنت أمارس أمور هندسة المساحة، فعندما ظهر النفط صارت الحكومة تثمن البيوت، وتدفع ثمنها، وتعطي للناس قسائم في مناطق أخرى فكان البعض يعلم حبي للحساب فيلجأون لي لحساب مساحة البيوت، واستخدمت نظرية فيثاغورث في هذا المجال.
] كيف تقارن بين الجيل الحالي وجيلك عندما كنت صغيرا؟
ـ اختلاف كلي وجزئي فما كان في جيلنا عادات حميدة ويحرص عليها الجميع يعتبر اليوم عيبا، فمثلا كنا في الصغر يوجد بيننا تآخي، وتعاون، وكان يوجد مايسمى بـ «العارية»، وهي تعني إعارة واستعارة الأشياء بين الجيران، ومنها الرحى التي يطحنون بها، أو البشوت وكان النساء يتبادلون المجوهرات في المناسبات، واخماد الحرائق يتم بالتعاون بين الناس، أما الآن فقد انقرضت هذه العادات بل أصبحت عيبا.
] هل تعتقد أن هناك حياة على أي كوكب غير الأرض؟
ـ انا لا استبعد أن يكون هناك حياة على كوكب ثاني، لكن مالا يمكن التأكد منه هو نوعية هذه الحياة، أو نوعية المخلوقات التي تعيش فيها، ووفق علم الفلك فأنه مثلا في كوكب المشترى، الذي يكبر الأرض بمقدار 1200 مرة، لو فرضنا أن على سطحه حياة فسيكون حجم الكائنات عليه أكبر من حجم المخلوقات في الأرض بنفس فرق الحجم بين «المشترى» و«الأرض».
] هل بعد هذا العمر تستطيع القول بانك عرفت كل ما يتعلق بعلم الفلك أم أن هناك من الأسرار لازالت خافية عليك؟
ـ لا يمكن ان أدعي أنني عرفت كل شيء فعلم الفلك علم غزير، ويحتاج إلى تفرغ تام ومشاغل الحياة أحيانا تشغلني عن هذا العلم، إلا أنني استطيع القول انني عرفت منه الكثير.
] ماهي أكثر المحطات حزنا في حياتك؟
ـ عندما مرضت زوجتي وهبت نفسي لخدمتها لمدة خمس سنوات وطوال هذه الفترة لم أنم على أي سرير، بل كنت أنام على الأرض بجانب سريرها خشية ان تتوجع ولا أسمعها لو كنت بعيدا، فكنت أحرص على التواجد بجانبها أرضا لخدمتها، وفي يوم الأربعاء 1 نوفمبر 2003، سمعت صوت زوجتي تتوجع فظننت أنها تتألم من شيء ما، إلا أنني سمعتها تشكو من رائحة دخان، وعندما فتشت وجدت أن مصدر الدخان في غرفة أخرى فذهبت إلى أكبر ابنائي محمد ليساعدني في نقل أمه خارج البيت، ثم ذهبت إلى الخدم لأطلب منهم الخروج من البيت للنجاة من الحريق، ولما عدت وجدت محمد متوفي من الدخان، وحاولت أن أكمل نقل زوجتي إلى الخارج فأغمي علي ونقلونا إلى المستشفى أنا وزوجتي، وإبني الأكبر محمد ليفارق الإثنان الحياة، وابقى أنا حيا، فكانت تلك أبرز المحطات حزنا في حياتي، لكني لم أقصر مع زوجتي حتى أخر لحظة في حياتي.
] نريد أن نتعرف لماذا دخلت عالم الأرصاد وأصبحت تتنبأ بالطقس واستعنت بالأجهزة الحديثة؟
ـ عندما كنت صغيرا ودخلت علم الفلك لم أكن أظن أنه فلك وكنت أعتقد أنه يجمع الأرصاد أيضا لأني منذ الصغر، وأنا أخشى الظواهر الطبيعية، وحرصت على فهم أسرارها، وبالفعل أوليت اهتماما بعلم الأرصاد، الذي يخدم كافة مناحي الحياة البرية، والبحرية، وغيرها وأصبحت حريصا على التنبؤات الجوية الدقيقة، وليس كما يفعل البعض ممن لا يملكون الخبرة في هذا المجال، وعلم الأرصاد علم معقد، ولا يستطيع أحد القول بأنه يعلم كل خفايا هذا العلم.

Read Previous

«التجارة»: تجميد الأسعار عند وضعها الحالي .. والنيابة لمن يرفعها

Read Next

الدعيج: مواكبة التطورات المتسارعة في الإعلام

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x