الخليج 
عقدت القمة المصرية الفرنسية برئاسة الرئيسين عبدالفتاح السيسي والفرنسي فرانسوا أولاند، حيث بحثت العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، كما عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا أكدا خلاله على أهمية تدعيم العلاقات الاقتصادية والسياسية ورؤية الزعيمين في التعامل مع قضايا المنطقة كما شهد الزعيمان توقيع 18 اتفاقية تعاون بين البلدين بقيمة 1٫8 مليار يورو.
وفى المؤتمر الصحفي العالمي المشترك أكد السيسي أن مصر ملتزمة تماما بحقوق الإنسان والحريات العامة وانه ليس هناك تجاوز في هذه الحقوق، مؤكدا أن مصر دولة مدنية حديثة وليدة كأول ديمقراطية فى الشرق الأوسط. وشدد الرئيس على أن مصر تحرص على اتباع مفهوم أوسع لحقوق الإنسان يضمن حق الإنسان فى التعليم والمسكن والعلاج والوعى الجيد فضلا عن حرص مصر على ان تكون دولة قانون تحترم حقوق وحريات شعبها فى ظل ظروف تواجه المنطقة المضطربة جدا.
وأوضح الرئيس للمصريين والأوروبيين أن ما يحدث في مصر يعد محاولة لتحطيم مؤسسات الدولة الواحدة تلو الاخرى بدءا من الهجوم على جهاز الشرطة لإسقاطه وإلصاق التهم به ثم محاولة إسقاط القضاء والبرلمان المنتخب بشكل شفاف، مشددا على ضرورة أن ينتبه الغرب وأن يسمع صوت مصر في انها تتحدث بكل صدق وثقة وأمانة وشرف مشيرا إلى أن هذه المحاولة الهدف منها عزل مصر عن محيطها العربي والأوروبي وإسقاطها من الداخل لاسيما أن مصر تتعرض لقوى شر تسعى بقوة الى إحداث هزة شديدة لاستقرارها وإعطاء انطباع غير حقيقي للخارج عما يحدث فى البلاد .
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي أولاند أن ما تتعرض له مصر من نقاش حول قضية حقوق الإنسان لا يعد هجوما عليها بل هو من قبيل الحرص الشديد على مصر والشعب المصري، مشيرا الى أن الإرهاب قد ضرب العديد من دول العالم ومصر بشكل خاص وفرنسا قد تعرضت لهجمات إرهابية خطيرة فى الفترة الاخيرة ونحن جميعا معنيون بمكافحة الإرهاب وتجنيد قوانا معاً لمكافحة الارهاب والتطرف، مشيرا إلى أن من يتعرض للهجوم الإرهابي لابد أن يستخدم القوة والقانون معا للتوصل الى النتائج المرجوة وذلك فضلا عن ضرورة احترام حقوق الانسان والحريات العامة.
موضحا أن العلاقات الجيدة التي تربط بين مصر وأوروبا تمكن الجانب الأوروبي أن يطلب تقديم مصر بعض الأجوبة على قضايا حقوق الإنسان.
وتابع أولاند: بحثت مع الرئيس السيسي الوضع الإقليمي والمبادرات التي علينا أن نطلقها معا للإسهام فى الاستقرار والسلام، وأشار الى أنهما بحثا أيضا الأوضاع في ليبيا.
وفيما يخص الازمة فى سورية قال أولاند يمكن أن نساعد في الحل السياسي خطوة خطوة ومرحلة مرحلة عن طريق احترام الهدنة والضغوط المناسبة حتى تستعيد سورية الاستقرار والأمن والسلم . وأوضح الرئيس الفرنسي أنه تطرق أيضا خلال مباحثاته مع الرئيس السيسي الى موضوعات مهمة ومنها الاوضاع فى اليمن. وكان الرئيسان قد عقدا اجتماعا مصغرا بحضور وزيري الدفاع والخارجية، تلته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بالرئيس الفرنسي، مؤكدا ما توليه مصر من اهتمام لهذه الزيارة الاستثنائية التي تعكس إرادة مشتركة لتنمية وتعميق العلاقات الوطيدة التي تجمع بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بأن الرئيس أشاد بالمواقف الفرنسية الداعمة لمصر فى حربها ضد الإرهاب ومساهمتها فى حصول مصر على الأسلحة المتطورة اللازمة لمواجهته، فضلا عن حرصها على دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر، ولاسيما على صعيدها الاقتصادي. وكان أولاند قد وصل بعد ظهر أمس للقاهرة على رأس وفد رفيع المستوى من الحكومة والبرلمان الفرنسي وعدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، وكان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي بمطار القاهرة. وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسي بقصر القبة، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلام الجمهوري للبلدين، وإطلاق المدفعية 21 طلقة للترحيب بالرئيس أولاند.
