أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم امس الاثنين أهمية الفرص التي يمنحها «برلمان الطالب» أمام الطلاب ليعبروا عن أفكارهم وآرائهم وفقا للدستور وبنود اللائحة الداخلية للمجلس.
وقال الغانم في كلمته خلال افتتاح أعمال برلمان الطالب الثالث بمجلس الأمة: إن «برلمان الطالب يعد فرصة حقيقية وجادة للتواصل بين الأجيال تسمح للطلاب بقول ما يريدون والتعبير عن مشكلاتهم وهمومهم وتطلعاتهم والاستماع اليها».
وأضاف: أن أي مجتمع هو كيان تفاعلي ومن هذا المنطلق جاءت فكرة برلمان الطالب والتي تهدف إلى خلق فرصة جادة للطلبة أن يعبروا عن أنفسهم بكل أريحية وحرية.
وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الأمة: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبنائي الطلبة بناتي الطالبات…
كما قلت سابقا في مناسبات عديدة إن إحدى أهم المشكلات البنيوية التي من شأنها اضعاف أي مجتمع هي اتساع الهوة بين الأجيال وأتحدث هنا عن المسافة التي تتحول شيئا فشيئا إلى حالة من العزلة والغربة بين الأجيال بحيث تصبح المعادلة كالتالي إما أن يتحدث الشباب فلا يصل الصوت أو يتحدث الكبار ويصل الصوت ولكن لا أحد يستوعب مدلولاته ومعانيه وعندما تتسع هذه الفجوات ونفقد تلك اللغة المشتركة نتحول إلى جزر معزولة جزيرة للنساء وجزيرة للرجال جزيرة للآباء وجزيرة للأبناء جزيرة للكبار وجزيرة للشباب وجزر أخرى عديدة تقطنها مذاهب وقبائل وفئات وطبقات.
هنا علينا أن ندق ناقوس الخطر لأن أي مجتمع صحي ومفعم بالحياة يقوم على مبدأ التفاعل الذي يتجسد في أوجه عديدة كالتعاون والتجاور والتحاور والتكافل والتعاضد والتكامل وعلينا ألا ننسى إخواني الأعزاء أن المجتمع أي مجتمع هو كيان تفاعلي ونشط ومن هذا المنطلق جاءت فكرة برلمان الطالب الفكرة التي أول ما تهدف إليه هو خلق فرصة جادة للطلبة لأن يعبروا عن أنفسهم بكل أريحية وحرية.
وأنا هنا أشدد دائما على أن الفكرة تكمن في خلق منتدى نستمع من خلاله إلى هذه الشريحة الاجتماعية العريضة والمهمة نسمع صوتها لا أن نسمعها.
وقد تبدو الفكرة بسيطة للوهلة الاولى لكنني أعرف أنها ليست كذلك لأنني أتحدث عن الاستماع إلى شيء مختلف ولغة مختلفة وهموم مختلفة وطموحات مغايرة بل وأولويات وأجندات واهتمامات قد تكون متناقضة مع الفهم العام لكل السلطات الأبوية في المجتمع من آباء ومدارس وحكومة ومجلس ونخب وغيرها.
حتى لا أطيل عليكم سأقول إن برلمان الطالب الذي يدخل عامه الثالث فرصة لكم أيها الأخوة لتقولوا ما تريدون ولتوصلوا ما تشاؤون من رسائل وأفكار ورؤى وفق اللائحة وجدول الأعمال وفي اطار الدستور.
ونحن هنا في مجلس الأمة جاهزون لنسمع منكم ونتفاعل معكم فهذا حق لكم وواجب واستحقاق علينا.
شكرا جزيلا لكم على تشريفكم لنا تحت قبة عبدالله السالم في بيت الشعب.. بيتكم.. ونتمنى أن نواصل تكرار مثل هذه الجلسات كل عام».
وعقدت جلسة برلمان الطالب الثالث بحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى ومسؤولي وزارة التربية والهيئات الشبابية و48 طالبا وطالبة يمثلون أعضاء البرلمان الطلابي الذين انتخبوا من طلبة التعليم العام بوزارة التربية.
وناقشت الجلسة عدة بنود مدرجة على جدول الأعمال تتعلق بتنظيم الجامعات الحكومية ورعاية الموهوبين واختبار القدرات كمعيار اضافي للتقدم للدراسة الجامعية.
وتم التأكيد على ضرورة اصدار لوائح تسمح بتخصص الطلبة في الشعب التي يرغبون فيها ابتداء من الصف العاشر بدلا من نقل التخصص إلى الحادي عشر اضافة إلى مناقشة سبل دعم العملية التعليمية، فيما يخص المعلم والطالب والمناهج التعليمية والمنشأة المدرسية والتقنيات التربوية.
و في ختام الجلسة تم تكريم أعضاء البرلمان الطلابي ومسؤولي وزارة التربية القائمين على هذا البرلمان».
يذكر أن برلمان الطالب يقام للسنة الثالثة على التوالي ويهدف إلى تعريف الطلبة بمفهوم الديموقراطية ونشر الوعي البرلماني بينهم وتدريبهم على ممارسة حقهم في التعبير بموضوعية وتقبل وجهات النظر المختلفة.