الاقتصادية الكويتية والخليجية بالخطوة التي أقدمت عليها المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الاوروبي عبر استفتاء شعبي لاسيما على سوق الأسهم والاستثمارات العقارية والنفط والعملات والمعادن النفيسة.
وقال هؤلاء الاقتصاديون في لقاءات متفرقة مع (كونا) إن هذه التأثيرات ستكون متفاوتة من قطاع الى آخر وان كانت سوق المال في الصدارة حيث تعاني من بعض المحفزات ما يستدعي تدخل صناع السوق خلال تعاملات بداية الاسبوع لامتصاص أي تراجعات حادة قد تكبد المتداولين خسائر كبيرة.
وأعرب الرئيس السابق لبنك الكويت الصناعي صالح اليوسف عن استغرابه خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي لاسيما أن العالم يطالب بشكل عام بالاتحاد على اعتبار أن العالم اصبح قرية صغيرة والتكتلات هي التي تؤثر في تحريك الاقتصادات بدلا من ان يكون هناك نوع من التكامل تخرج المملكة التي ستندم يوما لان عضويتها كانت تشتمل على مميزات اكثر من العيوب.
وأضاف اليوسف أن ردة الفعل من جانب الشعب البريطاني ليست مدروسة وأن معظم البريطانيين غير مهيئين لمعرفة العواقب لأن هناك تبعات اقتصادية ستتحملها الدولة لكن على صعيد الوضع العام فهم رأوا أن مصلحتهم في الخروج معربا عن اعتقاده ان موضوع «الانانية» مهد لهم الولوج في هذا الطريق.
وقال إن الاقتصاد الانجليزي سيتاثر كثيرا بشكل عام كونه يرتكز على الخدمات المالية ما قد يضطر المستثمرين الى الهجرة باستثماراتهم الى بلدان أوروبية اخرى مثل فرنسا والمانيا لان المستثمرين يبحثون دائما عن مصلحتهم كما ان الخوف من هذا الاستفتاء بالخروج قد تهتز له دول اخرى في الاتحاد كهولندا.
وعن انعكاسات هذه الخطوة على الاقتصاد الكويتي افاد بانها ستبدا من تأثيرات العملة على اعتبار ان للحكومة الكويتية استثمارات كبيرة في بريطانيا لاسيما في لندن متوقعا انخفاضها دفتريا فقط أما الاصول فلن تتأثر لان الطلب على الاستثمار في العقار آمن ولن تهبط قيمته كثيرا.
من جهته قال الرئيس التنفيذي في شركة الاولى للتأمين التكافلي حسين العتال إن بريطانيا من الدول العظمى في قلب المنطقة الاوروبية وان موافقة الشعب البريطاني على الخروج من الاتحاد الاوروبي سيكون لها تأثير قوي على الاقتصاد العالمي اعتمادا على نظرية ان العالم اصبح بوتقة واحدة ومتشابكا في شتى المصالح خاصة المتعلقة بالاقتصاد.
وأضاف العتال ان المصالح الاقتصادية الكويتية الخليجية ومنها الكويتية ستتاثر بهذا الانفصال لافتا الى وجود استثمارات كويتية موزعة في الدول الاوروبية والنصيب الاكبر في بريطانيا.
من جهته توقع الخبير في اسواق المال عدنان الدليمي أن تتأثر القطاعات الاقتصادية الخليجية ومها الاقتصاد الكويتي جراء تصويت البريطانيين على الخروج من عباءة الاتحاد الاوروبي.
وأضاف ان التأثير الاول سيكون على سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) في مطلع الاسبوع المقبل حيث الانعكاس سيكون مستندا الى تراجع سوق الاسهم البريطانية 7.7 في المئة علاوة على خسارة المؤشر الالماني 10 في المائة والاسواق العالمية الاخرى.
وذكر الدليمي ان صدور مثل هذا القرار في يوم اجازة البورصة جنب السوق خسائر كبيرة على اعتبار ان هناك استثمارات ضخمة لكثير من الشركات المدرجة مستثمرة في الدول الاوربية سواء كانت استثمارات حكومية عبر (الهيئة العامة للاستثمار) أو خاصة من خلال الشركات التي تستثمر في العقارات والاستثمارات البديلة في مشروعات متنوعة وغيرها من شتى انواع الاستثمارات.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الكويتية في لندن أوضح أنها لن تتأثر مباشرة على اعتبار ان اتجاهها الى الاسثمار على المدى الطويل وان التداعيات ستخف وطاتها في حال طمانة وتهدئة محافظي البنوك المركزية على مستوى العالم لان الامر يتطلب تهدئة الاسواق سواء العملات او اسواق المال او الذهب متوقعا تراجع الاسواق الخليجية في مطلع الاسبوع.
من جانبه قال رئيس جمعية (المتداولون) محمد الطراح أن هذا التطور يعد أكبر ضربة للاقتصاد البريطاني وأمرا مؤلما لمنطقة اليورو مبينا انها ستواجه مشاكل على المدى الطويل ستضعف قوة الجنيه الاسترليني حيث ان بعض شركات الصرافة ستحاول التخفيف من التعامل في هذه العملة.