قد يكون من السهل تشخيص الاحتياطات النفطية عبر العالم بأرقام فلكية، ولكن المهم، هو مقدار الكميات القابلة للاستخراج بتكلفة معقولة ودون خسائر، اي ضمن برنامج الجدوى الاقتصادية، وفي هذه الحالة، تتهاوى كل التقارير التي تقول إن أميركا تتفوق على السعودية في احتياطات النفط.
و قالت «ريشتاد إنرجي» النرويجية للاستشارات في تقرير إن الولايات المتحدة تحوز احتياطيات نفطية قابلة للاستخراج أكبر من السعودية وروسيا ويرجع ذلك بشكل كبير إلى نفطها الصخري.
وتحوز الولايات المتحدة حاليا احتياطيات بنحو 264 مليار برميل في الحقول القائمة والمكتشفة وتلك التي لم تكتشف بعد بحسب ريشتاد.
وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، يشكل النفط الصخري ما يزيد على 50 بالمئة من الاحتياطيات النفطية المتبقية وتحوز تكساس وحدها أكثر من 60 مليار برميل من النفط الصخري بحسب البيانات.
وجاءت تلك المعلومات في تقرير مثير للجدل نشرته صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية الأثنين 4 يوليو الحالي.
يقول التقرير ان احتياطات الولايات المتحدة من النفط تفوق احتياطات السعودية وروسيا.
استندت الفايننشال تايمز إلى دراسة أجرتها مؤسسة رايشتاد النروجية لشؤون الطاقة وملخص الدراسة أن احتياطات الولايات المتحدة تبلغ 264 بليون برميل مقارنة مع الاحتياط السعودي البالغ 212 بليون برميل والاحتياط الروسي البالغ 256 بليون برميل.
وحسب المؤسسة النرويجية فإنه تمت دراسة 60 الف حقل نفطي في جميع انحاء العالم واستغرقت الدراسة 3 اعوام وتوصلت الى نتيجة ان هناك 2.1 ترليون برميل احتياط من النفط في جميع انحاء المعمورة. وهذا يعادل انتاج 70 عاما من النفط حسب مستويات الانتاج العالمي السنوي الحالي الذي يبلغ 30 بليون برميل سنويا.
بعد اقتصادي وسياسي
ومن السهل تشخيص الاحتياطات بأرقام فلكية ولكن المهم هو مقدار الكميات القابلة للاستخراج باستخدام التكنولوجيا المتوفرة الآن وبتكلفة معقولة دون خسائر مالية اي ضمن برنامج الجدوى الاقتصادية.
من الطبيعي والمعروف ان الدول التي تمتلك احتياطات ضخمة مثل المملكة العربية السعودية تستخدم الثروة الهائلة المخزونة تحت الأرض كأداة نفوذ وقوة وتأثير على المسرح الدولي. لذا من الصعب الحديث عن الاحتياطات الكبيرة دون ربطها بالنفوذ السياسي. كما أن رغبة الولايات المتحدة بتحقيق الاكتفاء الذاتي نفطيا له أهداف سياسية.