تجاوزت لعبة «البوكيمون «وصف «لعبة» لتصل إلى «جنون أصاب العالم».وأصبح مشهد ممارسي اللعبة يذكر بأفلام الخيال التي تُظهر الناس وكأنهم منومون مغناطيسيا ومتجهون جميعا إلى نقطة ما، الامر الذي جعل الازهر الشريف يصدر فتوى بتحريمها مشبها اللعبة بحالة السكر.
الا ان اللعبة ظهرت لها مخاطر امنية وفي اول ايامها تم القاء القبض على مراهق كويتي كان يحوم حول المخفر لبكتشف الامنيون انه يطارد «بوكيمون»!
وحذر وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد من «التهاون في التعامل مع إحدى الألعاب الإلكترونية الحديثة «بوكيمون جو pokemon go» أو أية ألعاب اخرى مشابهه، التي انتشرت بين أوساط الشباب والمراهقين وبما تشكله من عواقب وخيمة لا يحمد عقباها عليهم».
وأشار الفريق الفهد في بيان إلى أن «مخاطر التعاطي مع هذه اللعبة يكمن في أنها تتطلب من المتعامل معها تصوير المواقع المحيطة به حيث ترتبط الأجهزة المستخدمة بها بتطبيقات مباشرة عبر أجهزة الهواتف الذكية تنقل صور المواقع إلى جهات خارجية».
وأضاف: «إن القانون يحظر تصوير هذه المواقع الحيوية والمنشآت العامة كالمواقع الأميرية والحكومية والمنشآت العسكرية والأمنية والنفطية والمساجد ودور العبادة»، منبها إلى أن «مستخدمي هذه اللعبة الإلكترونية قد لا يدركون أنهم سيقعون تحت طائلة المحاسبة القانونية لاختراقهم هذا المنع، وربما يتعرضون إلى عقوبات مغلظة بسبب ذلك».
وشدد: لن تقبل أعذار مستخدمي هذه اللعبة الإلكترونية حال تصويرهم او اقترابهم من مواقع محظورة أو منشآت حيوية لا يسمح بتصويرها»، منبها جموع الشباب إلى «ضرورة تغليب المصلحة الوطنية وعدم الانسياق وراء ظواهر لا يعرف الهدف منها حتى وإن كان ذلك من باب التسلية أو ممارسة اللهو، وذلك أن البعض لا يريد الخير لمجتمعنا وقد تصل إلى ما يلتقطه مستخدمو هذه الصور باستغلالها في أمور أخرى بما لا يحمد عقباه أو النيل من أمن بلدنا».
وأضاف الفريق الفهد أن «وزارة الداخلية عممت على رجال الأمن عدم التهاون مع أي شخص يقترب عامدا أو غير عامد من مواقع محظورة، وسوف يتم التعامل الفوري معه وإحالته إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه والتنسيق مع الجهات الأخرى بالإبلاغ عن اي تجاوز من هذا النوع للتحقيق والتحري واتخاذ الإجراء القانوني بحق من تجاوز في هذا الصدد».
رأي الدين
علماء الدين ابدوا رأيهم في الموضوع الذي أصبح يشغل الكثيرين وهناك رغبة أكيدة في معرفة الرأي الشرعي في اللعبة.
و قال د.عبدالله الشريكة: لقد جاءت الشريعة بحماية العقول ومنع كل ما يؤثر فيها سلبا، ولهذا حرم كل ما من شأنه تغييب العقل البشري والتأثير عليه، فمنعت الخمر والمسكرات.
واضاف: في عصرنا هذا ظهرت مؤثرات على عقول البشر عبر وسائل التقنية العصرية، التي فيها من الخير والنفع للإنسان الشيء الكبير، وكذلك فيها من الشر مثل ذلك، والمتابع لأحوال الناس مع هذه التقنيات وتأثيراتها الكبيرة على العقول حتى وصلت إلى ما يسمى بالمخدرات الرقمية التي لا تقل خطورتها عن المخدرات الحسية ليدرك جسامة الخطر.
ولهذا إذا كان الأزهر قد أصدر فتوى بتحريم لعبة البوكيمون فعلا فهي فتوى لها حظها من النظر الشرعي والله اعلم.
أما الشيخ إبراهيم بانصير، فقال ان القول بتحريم هذه اللعبة قول وجيه، حيث انها شر عظيم وقد ظهرت في السابق في الدول الأجنبية ويحذرون منها الآن وظهرت مؤخرا في البلاد العربية ولها سلبيات كثيرة جدا منها ان الشخص لا ينتبه أمامه فيقع في حفرة وقد يذهب الى أماكن زراعية أو أماكن جبال ويسقط في هاوية، وقد حدث ذلك من قبل، وقد يأتي شخص ويبحث على الخريطة ويعرض نفسه لحادث سيارة.
مضيفا: كما أن هناك نواحي أخرى أمنية حيث قد يذهب الشخص الى أماكن محظورة، والأمر الثاني هو الإيذاء للناس فقد يدخل البيكمون للبيت الذي بجوارك ويطلب من الناس فتح الباب والبحث عنه وهذا شر وسلبية كبيرة فالتسجيل بالكاميرا المباشر يطلعه على عورات الناس ويتجسس على الحرمات فينظر الى عورات النساء فقد يدخل الى أي مكان والنواحي الأمنية والمناطق المحظورة وقد وقفت الدول الأجنبية ذلك الآن وتحذر منه وخاصة ان الأمر لو انتشر لدينا فهو شر عظيم وأقول لأولياء الأمور احرصوا على أولادكم نسأل الله ان يقينا كل شر وسوء.
أما د.محمد الحمود النجدي فيقول: أصبحت «بوكيمون جو» اللعبة الأكثر شعبية في العالم قبل أقل من أسبوع من إطلاقها، وتحولت إلى هوس أصاب مئات الملايين من المستخدمين حول العالم. وتعتمد اللعبة على الخلط بين الواقع والخيال، حيث يطلب من اللاعب مطاردة مخلوقات البوكيمون باستخدام كاميرا الهاتف، عبر تحديد مواقعها بين الأماكن العامة والخاصة التي يتواجد فيها اللاعب.
وبالنظر لهذه اللعبة:
1ـ نرى انها ممكن ان تضر بحياة الناس، حيث تجعلهم يسيرون في الشوارع دون وعي أو انتباه يبحثون عن البوكيمون في البيوت وبيوت الناس والمحلات التجارية بل وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية، وربما دور العبادة. ولا يخفى ما في ذلك من تجاوزات ومخالفات!
وربما إلحاق الضرر بالنفس لاسيما في الشوارع بين السيارات! قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
2ـ إن لعبة «بوكيمون جو» هي الأقل لعبة مكروهة، لأنها تضيع الوقت فيما لا فائدة منه، ومن الأفضل الإقلاع عنها.
في أول تعليق من الأزهر الشريف على لعبة «البوكيمون» قال د.عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الأطفال والشباب وجدوا في الألعاب الإلكترونية ضالتهم في اللعب والتسلية، وان تجاوز الأمر حده فصرفهم في كثير من الأحوال عن دروسهم وأعمالهم المرتبطة بمستقبل حياتهم، وكان من قمة الهوس الضار بحياة ومستقبل المغرمين بتلك الألعاب تلك اللعبة الباحثة عن البوكيمون في الشوارع والمحلات التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس وربما دور العبادة، حيث تجعل من الناس كالسكارى في الشوارع والطرقات وهم يتابعون شاشة الموبايل الذي يقودهم إلى مكان البوكيمون الوهمي طمعا في الحصول عليه والإمساك به.
وأضاف شومان: وإن كانت هذه اللعبة قد تخدع الصغار ويصدقونها فلست أدرى أين ذهبت عقول الكبار الذين يتبعون هذا الوهم حتى تصدم أحدهم سيارة وهو منهمك في التتبع غير منتبه لقدوم سيارة، ويدخل آخر قسم شرطة طالبا من الضابط التنحي جانبا للبحث عن البوكيمون الذي تظهر شاشة موبايله أنه يختبئ تحته، ولست أدري هل سنجد بعض المخبولين يدخلون بأحذيتهم المساجد والكنائس والسجون والوحدات العسكرية للبحث عن مفقودهم وهل سيترك الناس أعمالهم والسعي خلف أرزاقهم سعيا خلف البوكيمون أم أنهم سيستردون عقولهم ويجنبون هذا العبث الملهي؟ داعيا «اللهم احفظ علينا عقولنا».